أجرت وكالة الوئام الوطني للأنباء مقابلة حصرية مع السيد عبداتي لعريش، مؤسس الجناح الأول لجبهة التحرير والوحدة 1974 طانطان، وذلك على هامش زيارة يؤديها لموريتانيا.
وقد أجاب السيد لعريش، في المقابلة التي ستنشر بالصوت والصورة خلال الساعات القادمة، على أسئلة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين موريتانيا والمغرب، وحول مستوى وصلت الجهوية المتقدمة سبيلا لتطبيق مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، وكذلك توافد البعثات الدبلوماسية من مختلف القارات لافتتاح تمثيلياتها في العيون والداخلة.
نص المقابلة:
وكالة الوئام: كيف تقيمون تطور العلاقات الثنائية بين موريتانيا والمغرب في ظل رعاية قائدي البلدين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والملك محمد السادس؟
عبداتي لعريش: بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أشكر لكم هذا اللقاء، ولا شك أنه في هذه الزيارة القصيرة إلى الشقيقة موريتانيا، أنا جد معتز أن أسمع سؤالا من هذا النوع.
إن قائدي البلدين، الملك محمد السادس نصره الله وخلد في الصالحات ذكره وأخيه الرئيس محمد الشيخ الغزواني عملا من جانبهما من أجل تقوية وتوطيد هذه العلاقة التاريخية التي تربط بين الشقيقتين المملكة المغربية وشقيقتها موريتانيا.
ولا شك أن حكمة القائدين الملك محمد السادس وأخيه محمد الشيخ الغزواني لعبت دورا كبيرا، وكبيرا جدا، في نماء هذه العلاقة وإعطائها ما تستحقه لأن المغرب والشقيقة موريتانيا أكثر من أن يتحدث عنه شخص ما، لأنهما تربطهما علاقات تاريخية ومصاهرة ومحبة لله وفي الله ومن أجل الله.
وأؤكد للسامع ولكم أن ما يربطين الشعبين الموريتاني والمغربي هي علاقات لها من التاريخ ما لا يمكن أن يتنكر له أي كان، وكلمهما يعمل من جانبه من أجل توطيدها لما فيه صالح الشعبين الشقيقين، لأن الحدود والعلاقات تفرض علينا ذلك، والعالم يتحرك اليوم في التكتلات والضمانات وما يعمل لصالح الشعبين، ولهذا فسؤالك في مكانه، فجلالة الملك محمد السادس يعمل على تطوير هذه العلاقة، ونفس الشيئ أخيه فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني.
ومن خلالكم نرجو الله أن تزيد تلك العلاقات وأن تتوطد أكثر لأن فيها صالح البلدين الشقيقين، وصالح الأمة العربية والاسلامية.
وشكرا لكم.
وكالة الوئام: إلى أي مستوى وصلت الجهوية المتقدمة سبيلا لتطبيق مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية؟
عبداتي لعريش: سؤال وجيه، الأستاذ المحترم.. فالجهوية المتقدمة في الأقاليم الجنوبية يرعاها ضامن وحدتنا وجامع شملنا الساهر الأمين على لستقرارنا، محمد السادس نصره الله وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، ولهذا تسير من أحسن إلى أحسن.
ولكي أوضح أكثر أقول لك إن كل الجهات الثلاثة لأقاليمنا الجنوبية يسيرها بالكامل أبناء المنطقة.. رؤساء الجهات من أبناء المنطقة، ورؤساء البلديات من أبناء المنطقة، ورؤساء الجماعات... كل هؤلاء من أبناء الجنوب المغربي، وكلهم له اختصاصاته، ويعملون في جو منسجم مما جعل الجهوية المتقدمة تسير بنا خطوة خطوة نحو الحكم الذاتي الذي دعا إليه المغرب في 2007، وأؤكد لك أن نوايا بلدنا المغرب صادقة، وأن الأمور تسير من الأحسن إلى الأحسن، وعلى الذي يستمع إلي أن يزور مدينة العيون ليرى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار ونماء بفضل راعي الجميع، الملك المعظم محمد السادس، وبفضل السلطات والمنتخبين، وأقول المنتخبين أبناء المنطقةالذين يسهرون إلى جانب إخوانهم السلطات المحلية من أجل نماء هذه الجهة حتى أصبحت الآن تضاهي كبريات المدن الافريقية وحتى الدول العربية مما جعلنا مطمئنين على الجهوية، سواء تعلق الأمر بالعيون أو الداخلة أو گليميم واد نون، تسير ولله الحمد في جو منسجم كما يريد لها ذلك جلالة الملك محمد السادس، ونبشر الجميع أن الجهوية عندنا تسير من أجل تحقيق الهدف الذي هو الحكم الذاتي، والذي ستكون فيه مصلحة أهل الجنوب المغربي، لا أؤلئك الموجودين في الجزائر، ولا في باقي أبنائهم المتواجدين في مختلف جهات العالم، فما على الجميع إلا أن نوحد كلمتنا ونعود إلى بلدنا الأصلي الذي لنا فيه الخير والمصلحة، ولنا فيه التقدم والازدهار، راجين من المولى جلت قدرته أن يوفق رائدنا وقائدنا وضامن وحدتنا الملك محمد السادس على تحقيق كل ما يصبو إليه لصالح هذه الجهات العزيزة على كل المغاربة
وكالة الوئام: كيف ينظر أطر ومنتخبو ومواطنو الأقاليم الجنوبية لتوافد البعثات الدبلوماسية من مختلف القارات لافتتاح تمثيلياتها في العيون والداخلة؟
عبداتي لعريش: طيب.. توافد العديد من الدول العربية الشقيقة والدول الافريقية والاسلامية والعالمية على فتح قنصليات وتمثيليات لها في الجنوب، جاء بعد إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وبعد أن تأكد للجميع أن مطلب المغرب هو مطلب عادل وذا أسس مبنية على الحقيقة، كل الحقيقة، لأن الصحراء كانت مغربية وستبقى مغربية أحب من أحب وكره من كره، لأن هذا هو التاريخ، وكلنا كأطر ومنتخبين معتزون بوجود هذه التمثيليات وبهذه الزيارات التي جاءت لترى بأم عينيها ما وصلت إليه أقاليمنا الجنوبية من تقدم وازدهار لم تعرفه قط، لا في عهد الاستعمار الاسباني ولا في أي تاريخ، بل يظهر للجميع اليوم أن بلدنا المملكة المغربية الشامخة، وملوكنا العلويون الأشاوس من الحسن الثاني إلى محمد السادس بذلوا مجهودات عملاقة جعلت أقاليمنا الجنوبية تضاهي العديد من مدن المغرب والمدن الافريقية، مما يجعل التمثيليات الدبلوماسية وكل من يقوم بزيارة هذه الأقاليم يتحدث أن المغرب وصل لمرحلة الحكم الذاتي قبل وقته، فأصبحت اليوم تضاهي، كما قلت لك، العديد من المدن.
فمن زار اليوم العيون أو الداخلة أو السمارة أو بوجدور أو گليميم أو طنطان، إلا ويعتز ويتأكد بأن المغرب بذل مجهودات يستحق عليها التنويه والشكر، ولو أنها لأبنائه ولنفسه، لكن يعتز بها كل من جاء، ولهذا فنحن كأطر وكمنتخبين جد مرتاحين ومعتزين بهذه البعثات وبهذه القنصليات التي جاءت وتوطدت وتأكدت أن ما يقوله المغرب هو الحقيقي، وأن ساكنة الصحراء المتواجدة في المغربي هي التي تمثل الحقيقة، ولا يفرط في أبنائه الآخرين الموجودين في الجاتب الآخر، ولا ينساهم لأنهم أبناؤه، فمرحبا بهم أي وقت جاؤوا، فالكل يعيش في بحبوحة من الخير ومن الازدهار والنماء في ظل رعاية ضامن وحدتنا وجامع شملنا محمد السادس نصره الله وأيده وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عينه بولي العهد مولاي الحسن وصنوه مولاي ارشيد، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وكالة الوئام: شكرا لكم على قبول الدعوة وعلى تقديم الأجوبة الشافية الكافية.