(وكالة الوئام الوطني - افتتاحية)/ كادت مأمورية رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الأولى أن تحصر في شقها الاجتماعي، رغم ما شهدته مختلف المجالات الأخرى من إنجازات. 

لكن البرنامج الاجتماعي للرئيس طغى على كل البرامج الأخرى، بسبب متابعته الشخصية لإنجازه وتوجيهاته المتعدة لتنفيذه على أكمل وجه.

وما إن بدأ ولد الشيخ الغزواني مأموريته الجديدة حتى عاد الشق الاجتماعي لممارسة عادته القديمة في المأمورية الأولى بتصدر اهتمام الرئيس ومتابعته وتوجيهاته وإنجازاته.

لم يكتف رئيس الجمهورية بما تقدمه مندوبية التآزر من دعم نقدي وعيني وتأمين صحي، وما تنفذه من مشاريع في المناطق الهشة ولصالح السكان الأكثر احتياجا، ولا بجهود مفوضية الأمن الغذائي في توفير لقمة العيش الكريم لكل محتاج، ولا بما تقدمه وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة من دعم ومؤازرة للمستحقين من فئة النساء والأطفال والأسر المحتاجة، ولا بالمجهود الكبير الذي تقوم به القطاعات المعنية بعملية رمضان، التي حققت نجاحا كبيرا خلال العام الجاري، فمنعت المضاربات ووفرت السلع بأسعار في متناول الجميع.. ولم يكتف رئيس الجمهورية بما تحققه مختلف القطاعات الحكومية من حركية اقتصادية وزيادة في فرص التشغيل...

بل إن رئيس الجمهورية بدا في كل مرة أكثر حرصا على القرب من الفقراء ومن الطبقة الكادحة، فقرر أن ينتقل بنفسه إلى حيث تشكل السواعد رافعة للاقتصاد الوطني، وحيث يأبى المواطنون البسطاء إلا أن يكونوا أداة إنتاج وعمل واعتماد على النفس، رغم مشقة العمل وتحدياته الجمة، ورغم تقدم غالبيتهم في العمر.. هنالك في ميناء نواكشوط، حيث يخوض الحمالة معركة بناء الوطن تحت أشعة الشمس الحارقة وبرد الشاطئ القارس.

لم ينس ولد الشيخ الغزواني أن في تضحيات هذه الفئة الكادحة ما يستحق الاهتمام، فبادر بتنظيم إفطار جماعي على شرفهم حيث هم، دون أن يكلفهم عناء التنقل، فأفطر معهم وصلى بين صفوفهم وجالسهم واستمع إليهم وخاطبهم، وهو ما يؤكد، خلال تقاسمه مائدة الإفطار مع الحمالين العاملين في ميناء نواكشوط المستقل، على ما يوليه فخامته من فائق عناية للطبقة العاملة الوطنية بشكل عام، وسعيه الدؤوب إلى تحسين ظروفهم المعيشية، وتسوية أوضاعهم المهنية، لإخراجهم من ضيق العمل غير المصنف إلى رحابة استيفاء الحقوق والمزايا المستحقة كاملة غير منقوصة، تقديرا للدور الهام الذي يلعبونه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

لقد قام رئيس الجمهورية، حين انتهج سياسة الإحياء الرمضاني التي اعتمدها منذ وصوله سدة الحكم، استحضارا لقيم شهر رمضان المبارك، المبنية على التآخي والتآزر والصبر والبر والإحسان التي جسدها فخامته، قام بتحويل التعاطي مع المواطنين خلال شهر رمضان من تواصل جامد عبر الشاشة إلى فرصة للحديث المباشر، والاطلاع عن قرب على ظروف الناس، وهو نراه اليوم يتجسد في باحات القصر الرئاسي وعلى شاطئ ميناء الصداقة، ولاحقا، في أماكن لم يحلم ساكنتها ولا العمال فيها بإفطار وحديث مع الرئيس وكبار مساعديه مباشرة وبدون وسيط.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء