نواكشوط -نظمت سفارة الهند مساء أمس فى فندق فاصك ندوة هامة مع رجال الأعمال والمستثمرين
وتأتي هذه الندوة التى تعتبر أول ندوة أعمال بين الهند وموريتانيا فى ظريفة تسعى فيها الهند الى تعزيز التعاون التجاري مع موريتانيا خاصة بعد الزيارة التاريخية التى قامت بها رئيسة الهند لبلادنا
سعادة السفير الهندي ناريش كومار ألقى كلمة بالمناسبة قال فيها :
أعزائي الضيوف الكرام من حكومة موريتانيا،
أصدقاؤنا من موريتانيا ومن مجتمع الأعمال الهندي،
السيدات والسادة،
السلام عليكم، طاب مساؤكم، ونمستي للجميع.
يشرفني ويسعدني أن أخاطب هذا الجمع الموقر اليوم في نواكشوط خلال أول ندوة أعمال بين الهند وموريتانيا. وأعبر عن خالص امتناني لمعالي السيد ممثل اتحاد أرباب العمل على تشريفه هذا الحدث، مما يؤكد الشراكة المتنامية بين الهند وموريتانيا، لا سيما في تعزيز التعاون التجاري بين البلدين. تتميز موريتانيا بمواردها المعدنية الغنية، إلى جانب السياسات الحديثة التي توفر بيئة أعمال مواتية، وهي عوامل تجد توافقًا طبيعيًا مع الهند، الدولة التي تتبوأ مكانة ديناميكية في الاقتصاد العالمي.
إنه لمن دواعي سروري أن أخاطبكم اليوم في هذه الندوة الأولى من نوعها، والتي تتزامن مع الذكرى العاشرة لإطلاق حكومة الهند لمبادرة "اصنع في الهند"، التي أطلقها رئيس الوزراء الهندي الموقر، السيد ناريندرا مودي، في 25 سبتمبر 2024، بهدف تحويل الهند إلى مركز عالمي للتصميم والتصنيع وتعزيز سهولة ممارسة الأعمال. فقد لعب هذا البرنامج، تحت قيادته الرشيدة، دورًا محوريًا في تعزيز التصنيع المحلي، وتشجيع الابتكار، وتطوير المهارات، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
العلاقات الثنائية بين الهند وموريتانيا
رغم أن الهند وموريتانيا أقامتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 1962، إلا أن التعاون التجاري والاقتصادي بينهما لم يشهد تقدمًا كبيرًا. ومن أجل تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر، قررت الدولتان فتح بعثاتهما الدبلوماسية في العاصمتين. وقد بادرت الهند بفتح سفارتها في نواكشوط في يوليو 2021. وفي خطوة مهمة أخرى، قررت موريتانيا فتح سفارتها في نيودلهي قريبًا وعينت سفيرها لدى الهند.
وقد شكّل أول زيارة رئاسية هندية على الإطلاق إلى موريتانيا في أكتوبر 2024 حدثًا بارزًا في علاقاتنا الثنائية، وعكس التزامنا الجاد بتعزيز التعاون، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والتواصل بين الشعوب.
خلال الزيارة، أجرى فخامة رئيس الهند محادثات ثنائية على مستوى القمة مع فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث ناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد. وقد تم تحديد عدد من المجالات ذات الأولوية للتعاون، والتي سنناقشها اليوم.
التجارة والاستثمار بين الهند وموريتانيا: نظرة عامة
هناك إمكانات هائلة للمستثمرين الهنود في موريتانيا، خصوصًا في مجالات الهيدروجين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والهيدروكربونات، والتنقيب عن النفط، وصيد الأسماك، والتعدين، والفوسفات، والذهب، والحديد، والليثيوم، واليورانيوم، والزراعة، والصناعات الدوائية، والآلات، وتنمية الموارد البشرية، وتوليد الطاقة.
قطاع التعدين في موريتانيا يتمتع بإمكانات ضخمة، حيث تضم البلاد أكثر من 900 مؤشر تعدين ومعادن، بما في ذلك الحديد والنحاس والذهب والفوسفات والكوارتز والألماس والكروم والجص والمنغنيز والليثيوم والرصاص والزنك واليورانيوم وعناصر مجموعة البلاتين والمعادن الأرضية النادرة والرمال السوداء والأملاح.
وتولي حكومة موريتانيا اهتمامًا كبيرًا لتطوير القطاع الخاص باعتباره المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، حيث تقوم بتطبيق سياسات الخصخصة، والانفتاح الاقتصادي، وتقديم الحوافز الاستثمارية، مما يجعل الاستثمار الأجنبي موضع ترحيب في معظم القطاعات.
حجم التجارة الثنائية (2023-2025)
رغم الإمكانات الضخمة، لا تزال قيمة وحجم التجارة بين الهند وموريتانيا ضئيلة نسبيًا، ولكن هناك فرص كبيرة للنمو، لا سيما مع امتلاك موريتانيا ثروات طبيعية هائلة.
السنة المالية 2023-24:
إجمالي التجارة الثنائية: 115.54 مليون دولار
واردات الهند من موريتانيا: 19.16 مليون دولار
صادرات الهند إلى موريتانيا: 96.38 مليون دولار
الفترة (أبريل - ديسمبر 2024):
إجمالي التجارة الثنائية: 93.99 مليون دولار
واردات الهند من موريتانيا: 16.68 مليون دولار
صادرات الهند إلى موريتانيا: 77.31 مليون دولار
الصادرات والواردات الرئيسية
صادرات موريتانيا إلى الهند:
الحديد والصلب
الذهب
النحاس
الألمنيوم
المنتجات البحرية
واردات موريتانيا من الهند:
الأدوية
الآلات والمعدات
المنتجات البترولية
السلع الرأسمالية
المواد الغذائية
المنتجات الاستهلاكية
المنسوجات
الحبوب
البلاستيك
السيراميك
المنتجات الكيميائية
السيارات
فرص الاستثمار
تتواجد الشركات الهندية بالفعل في التعدين، والطاقة، والمركبات، وصيد الأسماك، وصناعة الحديد والصلب في موريتانيا. كما تعمل بعض الشركات الهندية على تنفيذ مشاريع في موريتانيا بدعم من خطوط الائتمان والتمويل المقدم من الهند والمؤسسات الدولية.
كما أن السلع الهندية تحظى بشعبية في الأسواق الموريتانية، حيث تُستخدم الأقمشة الهندية بشكل واسع في الزي التقليدي الموريتاني.
الاستثمارات الموريتانية في الهند
حاليًا، لا توجد استثمارات موريتانية معروفة في الهند. وندعو رجال الأعمال الموريتانيين إلى استكشاف الفرص الاستثمارية في الهند عبر مشاريع مشتركة مع الشركات الهندية، سواء في الهند أو موريتانيا، لتحقيق المصلحة المتبادلة للطرفين.
الهند: قوة اقتصادية صاعدة
تُعد الهند اليوم خامس أكبر اقتصاد في العالم، وكما أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي، فقد سجلت الهند أسرع معدل نمو اقتصادي بين الاقتصادات الكبرى خلال العقد الماضي، محققة نموًا بنسبة 105% خلال هذه الفترة.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن ناتج الهند المحلي الإجمالي يبلغ حاليًا 4.3 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز اليابان لتصبح رابع أكبر اقتصاد عالميًا بحلول الربع الثالث من عام 2025، ومع استمرار النمو، ستتفوق على ألمانيا لتصبح ثالث أكبر اقتصاد عالميًا بحلول الربع الثاني من عام 2027.
رؤية الهند 2047: "أمريت كال"
أعلن رئيس الوزراء الهندي الموقر، السيد ناريندرا مودي، في الذكرى الـ75 لاستقلال الهند عام 2022، عن رؤية "أمريت كال"، وهي خطة تمتد حتى عام 2047، عندما تحتفل الهند بمئوية استقلالها، بهدف تحويل الهند إلى دولة متقدمة ومستقلة ومزدهرة.
وقد تم تنفيذ إصلاحات كبرى في البنية التحتية والتصنيع والتحول الرقمي والطاقة الخضراء، مما جعل الهند مركزًا جاذبًا للاستثمارات الأجنبية. كما أن مبادرات مثل "اصنع في الهند"، وبرامج الحوافز الإنتاجية (PLI)، و"الهند الرقمية" توفر بيئة استثمارية مثالية.
ونظرًا لأن الهند تتمتع بقوى عاملة شابة وماهرة، ونظام ديمقراطي مستقر، فإنها تمثل فرصة لا مثيل لها للشركات الأجنبية التي تتطلع إلى توسيع وجودها عالميًا.
شكراً لكم، وأتطلع إلى تعاون مثمر بين بلدينا.
الحفل تميز بحاور موريتاني هندي عبرت فيه الاطراف المعنية من رجال أعمال ومستثمرين شباب عن حاجتها الماسة لفتح الاسواق وتسهيل التبادل التجاري الذى يعتبر فرصة لموريتانيا من اجل الاطلاع على الخبرات الهندية فى شتى مجالات التصنيع
أختتمت الندوة بمائدة إفطار نظمتها السفارة على شرف الحاضرين