رام الله /PNN /أعرب رئيس بلدية كوبر، شوكت البرغوثي، عن معاناة البلدة المستمرة في تحسين بنيتها التحتية رغم وعوده السابقة للمواطنين بتطوير هذا القطاع. وقال إن من أبرز المشاكل التي ما زالت قائمة في كوبر هو غياب شبكة الصرف الصحي، حيث يعتمد المواطنون على الحفر الامتصاصية التي تتسبب في تسرب المياه العادمة وتلوث المياه الجوفية، وهو ما يشكل خطراً على البيئة والصحة العامة.

وأوضح رئيس البلدية خلال برنامج "ساعة رمل" الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش،  أن هذه المشكلة ليست حديثة، بل هي تاريخية وتواجهها العديد من القرى والمخيمات المجاورة مثل الجلزون وبرزيت وعين سينيا. وأضاف أن طبيعة الأراضي الجبلية تجعل من تنفيذ مشاريع شبكات الصرف الصحي أمراً صعباً من الناحية الاقتصادية، حيث تتطلب هذه المشاريع تكاليف باهظة قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات. وأكد أنهم حاولوا البحث عن تمويلات خارجية، ولكن لم يكن بالإمكان الحصول على تمويل كافٍ لمشاريع بهذا الحجم.

وأشار إلى أن بلدية كوبر توجهت إلى وزارة الحكم المحلي، لكن لم يتم الحصول على الدعم اللازم لتنفيذ مشاريع صرف صحي. وحول هذا الموضوع، أكد أن المياه العادمة من كوبر والبلدات المجاورة تُنضح في "الوديان"، مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والأراضي الزراعية، وهو ما يسبب تهديداً للأمن الصحي ويؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية.

وبخصوص مستقبل مشروع الصرف الصحي في البلدة، أكد البرغوثي، أنه يجب أن يكون هناك تخطيط لهذا الموضوع في المستقبل، سواء في فترة ولايته أو في فترة المسؤولين الذين سيخلفونه. وأضاف أن الحكومة يجب أن تدرج مشاريع تطوير البنية التحتية في جدول أعمالها وتخصص التمويل اللازم لتنفيذها.

أزمة مالية تهدد استدامة بلدية كوبر

من جانب آخر، سلط رئيس بلدية كوبر الضوء على الأزمة المالية التي تواجهها البلدة، حيث يعاني المواطنون من تراكم الديون على البلدية بسبب عدم التزامهم بتسديد المستحقات المالية. وأوضح أن ديون البلدية المترتبة على المواطنين تقدر بحوالي مليون ونصف المليون شيكل، ما يعيق قدرة البلدية على دفع رواتب الموظفين وتنفيذ المشاريع المحلية.

وأشار إلى أن بلدية كوبر تعتمد بشكل كبير على الإيرادات من رسوم الخدمات مثل رخص البناء، ولكن هذه الإيرادات لا تكفي لتغطية احتياجات البلدية. وأكد أن الحكومة يجب أن تقدم دعماً أكبر للبلديات لتحسين قدراتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وأضاف أن هناك مشكلة عامة في التزام المواطنين بسداد مستحقاتهم، ما يزيد من تعقيد الوضع المالي للبلدية.

وفيما يتعلق بالديون المترتبة على الحكومة، أشار إلى أن ديون الحكومة لبلدية كوبر تتجاوز 200 ألف شيكل، وهو مبلغ لم يتم دفعه منذ حوالي سنتين. وأكد أن الحكومة لم تُلتزم بتقديم الدعم اللازم للبلدية، رغم أنه يُتوقع أن تساهم في تمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة.

الوضع الصحي والخدمات العامة في كوبر

من ناحية أخرى، تطرق رئيس البلدية إلى مشكلة العيادة الصحية في البلدة، حيث أكد أنها لا تلبي احتياجات المواطنين بسبب نقص الأطباء والمعدات الطبية، إذ لا يوجد سوى طبيب واحد يتواجد في العيادة مرة واحدة في الأسبوع. كما أشار إلى أن العيادة تغلق أبوابها بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، مما يضطر المواطنين للذهاب إلى المستشفيات في المناطق المجاورة في حالات الطوارئ.

وأكد أن بلدية كوبر قد قامت بالتواصل مع وزارة الصحة، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات فعالة لمعالجة هذه القضايا. وأشار إلى أن العيادة في كوبر تفتقر أيضاً إلى مختبر للفحوصات الطبية، ما يزيد من معاناة المرضى في البلدة.

مشاريع تطويرية وتعليمية في كوبر

على صعيد آخر، تحدث رئيس البلدية عن المشاريع التي تم تنفيذها أو هي قيد التنفيذ، بما في ذلك توسيع شبكة المياه في البلدة وبناء طوابق مدرسية جديدة لحل مشكلة الاكتظاظ في المدارس. كما أشار إلى أن هناك مشروعاً قيد التنفيذ لبناء ملعب بلدي بتكلفة تقدر بحوالي 600 ألف شيكل، وهو مشروع تم تمويله من قبل الحكومة.

وفيما يتعلق بمشاكل أخرى في البلدة مثل وجود السيارات المشطوبة، أشار رئيس البلدية إلى أن هذه المشكلة تُعتبر تحدياً كبيراً في المنطقة. وأضاف أنه تم التواصل مع الشرطة لمواجهة هذه الظاهرة، ولكن لم يتم تحقيق نتائج ملموسة في حل المشكلة.