غزة /PNN/ على مدار ستة عشر شهرا عمل المسعفون وطواقم سيارات الاسعاف على خدمة ابناء شعبنا في ظل العدوان الهمجي الاسرائيلي وحرب الابادة مما ادى لاستشهاد واصابة المئات من المسعفين من جهة وغيابهم عن ذويهم لفترات طويلة لكنهم لم يتركوا مواقعهم ايمانا منهم بعدالة قضيتهم وانسانية مهامهم.
وفي هذا الاطار تمثل قصة المسعف خالد احمد سعدة 43 عاما من شمال قطاع غزة الذي يعمل مسعفا وسائقا لسيارة اسعاف نموذج من نماذج الصمود والعمل الانساني حيث خرج للعمل يوم السابع من اكتوبر اي قبل ستة عشر شهرا ولم يلتقي بابناء عائلته حتى اليوم وعمل طوال هذه الفترة دون اي يوم اجازة او اي لحظة حيث نزح اكثر من مرة وتعرض للاعتقال والتعذيب والتحقيق وعلى الرغم من ذلك واصل عمله في الميدان دون الرجوع للعائلة التي تشردت ونزحت بدورها اكثر من مرة.
و يروي ضابط الاسعاف سعدة تفاصيل اعتقاله من مكان عمله في مستشفى العودة بتل الزعتر شمال غزة رفقة عدد من زملائه الأطباء والعاملين في المشفى وكيف أجبره الاحتلال هو زملائه على البقاء في العراء بساحة قريبة من مستشفى العودة بالملابس الداخلية بعد أن أجبرهم جيش الاحتلال الاسرائيلي على خلع ملابسهم والبقاء بالملابس الداخلية في ظل برد كانون الاول “17/ 12” وابقوهم لمنتصف الليل قبل أن يقتادوهم الى منطقة ايرز بشاحنة ثم من تلك المنطقة نقلوا الى سجن عبارة عن بركسات " سجن النقب الصحراوي .
و وصف خالد سعدة قسوة الضرب والشتائم وما تعرضوا له خلال الاعتقال من تقيد للايدي والأرجل وتعصيب للاعين وحرمانهم من مياه الشرب او التغسيل وقلة الطعام الى جانب التنكيل بهم بشتمهم ووصفهم بالكلاب وغيرها ,ويقول سعدة أنه تعرض لتحقيق قاسي على مدار 36 يوما للتحقيق القاسي من قبل المخابرات الاسرائيلية في فترة اعتقاله رفقة زملائه المعتقلين .
وسرد أن جنود الاحتلال بعد اعتقاله اوصلوه هو عدد من الأسرى الاخرين الى معبر كرم ابو سالم لحظة الافراج عنهم وتركوهم يذهبون قائلين لهم يلا روحوا على رفح ، وفي الطريق تواصل ابو سعدة مع موظفي الوكالة “ الانروا”الذين سألوه الى اين سيذهب وقاموا بايصاله الى مستشفى العودة لان الطريق الى جباليا كان صعب في ظل عدم وجود طريق اليها وكذلك في ظل التدمير الذي يحصل من قوات الاحتلال الاسرائيلي بجباليا ومناطق شمال قطاع غزة .
واصل خالد سعدة عمله كضابط اسعاف في مستشفى العودة بعد أن افرج الاحتلال الاسرائيلي عنه من الاعتقال وأصبح يعمل بتلبية نداء الاسعاف في حال تعرض اي مكان للقصف وهو منفصل عن اسرته التي أجبرها قصف الاحتلال لجباليا الى الاجلاء الى مخيم الشاطئ ما منعه من الإلتقاء بعائلته .
ويوجه سعدة رسالته لكل من يستطيع تقديم خدمة الاسعاف والمساعدة في انقاذ حياة وارواح الناس بغزة قائلا أن جيش الاحتلال يقصف البيوت الأمنة في مناطق قطاع غزة ويوجه قصفه للأطفال الأبرياء والنساء العزل وان كل من يتم تقديم خدمة الانقاذ لهم هم ابرياء عزل ليس بينهم مقاومين كما يدعي جيش الاحتلال.
وتمثل هذه القصة نموذج من مئات ان لم يكن الالاف من الفلسطينين الذين سعوا لخدمة شعبهم خلال حرب الابادة التي تعرض لها قطاع غزة من قبل الاحتلال الذي لا يرى في عمل الفلسطينين الانساني انه انساني ويواصل استهدافهم بكل وحشية.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.