غزة / PNN / مع سريان وقف اطلاق النار وبدء صفقة التبادل وعلى وقع حالة تنفس الصعداء للنجاة من حرب الابادة والمجازر التي كانت اسرائيل ترتكبها تتكشف يوما بعد يوم معاناة الغزين في قطاع غزة بشكل عام والنساء بشكل خاص حيث تشهد المناطق والاحياء التي عاد اليها الاف الغزين حالة صدمة من هول الدمار وتسود حالة من الضياع بين اكوام الدمار حيث السؤال اين المفر.
و بصوتها الحزين بدأت النازحة عروبة عبد الحميد ابو حسنة من مخيم جباليا تروي لــــ PNN معاناتها التي عايشتها خلال حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة منذ مايزيد على ال15 شهرا وكيف فقدت أثار ابنها الفتى محمد محمود صابر ابن الــ 17 عشر عاما الذي فقدت أثاره من شهر رمضان العام الماضي وسيأتي رمضان هذا العام ولا تزال تبحث عنه دون الحصول على معلومات تخبرها بمصيره أن كان في رفح او خانيونس او الشمال.
بوجهها الحزين تروي لنا كيف استشهد ابنها يوسف محمود صابر بعد اصابته أثناء خروجه لجمع الحطب واستشهاده بعد شهرين من اصابته وهو اب لأربعة ابناء .
تجلس على الارض ويلتف الاحفاد من حولها وهي تروي المعاناة التي ألمت بعائلتها وكيف شردهم الاحتلال بعد قصف منزليها هي وأبنائها وأنها تبقى في الخيمة على انقاض البيارات والأراضي المدمرة قبالة معسكر جباليا يعتلي صوتها الحزن وهي تصف لنا صعوبة الحياة في ظل الحرمان من الماء والغذاء وصعوبة الحياة في الحرب وكيف تقسم رغيف الخبز لتطعم أحفادها .
تقول لنا السيدة عروبة أنها فقدت أكثر من 33 من أفراد عائلتها وأكثر من 15 من أبناء عمومتها وأن بناتها أصبحن أرامل وتستذكر بأنها بدأت حياتها وهي صغيرة جاءت الى المنطقة بمفردها وها هي تعود الآن ولكن برقبتها أحفادها الأيتام عادت لتربيهم وهي في الخمسين من عمرها
أستذكرت تعب السنين الذي وضعته لبناء منزلها رفقة زوجها و ما حدث معها قائلة أنها اذا نسيت ما عشته ستبقى ذاكرة أحفادها محفورة بالآلم والمعاناة فلن ينسوا ما فقدوه وما عايشوه في هذه الحرب وأنهم سيكبرون ولن ينسوا وسيكبر معهم ما عاشوا .
وتسائلت عن الناس المتضررين من سيعوضهم عن الخسائر التي عاشوها مستذكرة أن منزلها هي وأبنائها هو شقاء العمر وأن الخسارة كبيرة ولا تعوض قائلة ( لو بنوا لي فيلا ما بتسوى دمعة عيني على ابني ) مسترسلة بالحديث عن صعوبة الحياة في ظل قلة الماء والعطش وانعدام مستلزمات النظافة والجوع والحرمان كيف تتقاسم رغيف الخبز بين افراد العائلة وحياة الذل في الحرب قائلة الله يكون في عوننا"ولا تشكو جرحا انت صاحبه لا يؤلم الجرح الا صاحبه".
يشار الى ان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قالت في تقارير لها إن نحو مليوني شخص في قطاع غزة يعيشون بلا مأوى، ورجحت أن تستغرق إعادة الإعمار سنوات عقب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل لأكثر من 15 شهرا.
وأضافت الوكالة الأممية في بيان "ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص نزحوا في غزة بسبب الحرب، واضطر العديد منهم إلى العيش في ملاجئ مؤقتة، مثل تلك الموجودة في منطقة المواصي جنوب غرب (قطاع) غزة".
وذكرت "أونروا" أن معظم المنازل إما دمرت بالكامل أو أصبحت غير صالحة للسكن، وأوضحت أن "إعادة بناء البنية التحتية والعودة للحياة الطبيعية ومعالجة الصدمة في القطاع ستستغرق سنوات".
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية للفلسطينين في غزة تعرضت نحو 88% من البنى التحتية في القطاع -بما يشمل المنازل والمستشفيات والشوارع- إلى التدمير الممنهج في اطار سياسة اسرائيلية لاجبار الفلسطينين على ترك القطاع.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.