رام الله /PNN/ قال الزميل معمر عرابي إن هذا اليوم الذي تم فيه تسليم الدفعة الثانية من أسيرات الاحتلال، هو "اليوم التالي" الفلسطيني بامتياز للحرب في غزة ونصر بامتياز، حيث تختلط مشاعر الفرح والسرور والغضب.. هو يوم انتصرت فيه إرادة الشعب الفلسطيني على جبروت الاحتلال
وأضاف في لقاء على قناة الميادين، أن مشهد اليوم يدل على حضور ووجود المقاومة والحاضنة الشعبية لها، ويدل على فشل ذريع لأهداف الاحتلال المعلنة الذي لم يحقق سوى القتل والتدمير والذبح في غزة.
وتابع: الاهداف التي أعلنها الاحتلال منذ 7 اكتوبر لم تحقق، وفشلت فشلا ذريعا، لكن يجب ان نضع أيدينا على قلوبنا لاننا لا نعرف ماذا يخبئ الاحتلال والامريكي لغزة، حيث تم اضعاف الدولة السورية عبر الحصار، لذلك يجب الانتباه والحذر من الأهداف غير المعلنة للاحتلال.
وأشار إلى أن هناك العديد من الاسرى معتقلين منذ 40 عاما، سيتم تحريرهم في هذه الصفقة، وهي قرابة ضعف المدة التي قضاها الثائر الأممي مانديلا في السجن وهي 27 عاما.
وقال إن هذا المشهد السيريالي في عملية تسليم أسيرات الاحتلال، يؤكد بداية تآكل المشروع الصهيوني والروح التي تعود عليها الاسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يقهر بينما الفلسطيني الضعيف يعيش تحت الشفقة الاسرائيلي، حتى جاءت المقاومة اليوم وكسرت هيبة الاحتلال.
وأضاف أنه ربما يتم تبييض السجون في مراحل التبادل الأخرى، لان المقاومة لا زالت تحتفظ بضباط كبار في جيش الاحتلال، بالتالي نشهد اكبر عملية تحرير للأسرى لم نشهدها ببعدها الاستراتيجي على مدى 76 عاما من الاحتلال، وهذا له تداعيات على كينونة الاحتلال.
وقال: خرجت المقاومة اليوم منظمة منتصرة بأبهى صورها، وظهر الاسرى الاسرائيليون بزيهم العسكري، مما يدل على أخلاقية المقاومة، بينما يتحرر الأسرى الفلسطينيون بوجوه شاحبة الوجه وفاقدي كثير من وزنهم وكأنهم لم يكونوا في سجون وإنما في "قبور للأحياء".
واعتبر أن إرادة الضحية انتصرت على الجلّاد، وهو مشهد مهيب ببعده الإنساني والوطني والاستراتيجي.
وحول تلاعب الاحتلال في قوائم الأسرى عند أي عملية تبادل، رأى عرابي أن الاسرائيلي له سجل طويل في التلاعب بالقوائم، لكن في المقابل صرح الاحتلال بأن المقاومة ستفرج عن ثلاثة أسيرات في غزة، لكن المقاومة قالت كلمتها وصرحت بأنها ستفرج عن 4 أسيرات إسرائيليات.
وحول الأسرى الذين سيتم ترحيلهم، قال عرابي إنه لم نسمع أي استقبال عربي رسمي للأسرى الذين سيرحلون. كنا نتوقع من الأنظمة العربية أن تقوم باستقبال هؤلاء الأسرى الأبطال كمقاتلين من أجل الحرية، لكن لم يحدث ذلك لأن تحررهم من السجن هو علامة خزي وعار للنظام العربي الرسمي المتصهين.
وحول تدمير الاحتلال للمنازل وتخريب البنية التحتية في جنوب لبنان، قال عرابي إن عقلية الاحتلال لا تتغير فهو دائما يحاول المماطلة في تنفيذ الاتفاق مع المقاومة اللبنانية، لذلك قلنا منذ اليوم الأول أن المقاومة اللبنانية يجب أن تكون حذرة من الاتفاق مع الاحتلال.
ورأى عرابي أن الاحتلال يحاول الاستفادة من المناخ الدولي مع عودة دونالد ترامب للحكم في الولايات المتحدة والضربات الي تلقها محور المقاومة، ليقوم بالمماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق وتدمير البنية التحتية في جنوب لبنان.