القاهرة /PNN/ بصوته المفعم بالانفعالات، أطل عبر سماعة الهاتف من العاصمة المصرية القاهرة، ليقول: "إن الحرية هي الحياة، ناضلنا ونناضل، ودفعنا عشرات آلاف الشهداء على طول مسيرة التحرير والثورة في الوصول إلى الحرية لشعبنا ولأرضنا، فإن لم تكن هناك حرية فلا حياة اطلاقا".
هذا أول ما قاله عميد الأسرى المحرر محمد الطوس ل PNN، والذي يعتبر أن الحرية الشخصية التي حصل عليها بعد تحرره من سجون الاحتلال، حرية مجزوءة حتى اللحظة.
ولد محمد الطوس في قرية الجبعة بمحافظة بيت لحم عام 1955،ترعرع في كنف عائلة مناضلة، جعلته يؤمن بقضية الوطن منذ صغره، انضم إلى صفوف حركة "فتح" في شبابه المبكر، حتى أصبح قائداميدانيا لمجموعة "جبل الخليل"، التي اشتُهرت بجرأتها وعملياتها الفدائية النوعية ضد الاحتلال.
وفي السادس من أكتوبر عام 1985، تعرضت مجموعته الفدائية لكمين عسكري محكم نصبه جيش الاحتلال في منطقة الخليل،خاض الطوس ورفاقه معركة شرسة انتهت باستشهاد أربعة من رفاقه واعتقاله بعد إصابته بجروح خطيرة.
وعند سؤاله عن سنوات اعتقاله ال39 .. أجاب بتنهيدة، اذا تحدثت عن سنوات الاعتقال فهي تاريخ طويل من عشرات السنين، وهي جزء من الواجب تجاه الوطن وشعبنا، مضيفا "أن الاعتقال منذ اليوم الأول كان صعبا، ولم أكن أقول ذلك، لأنني مؤمن بما قمت به ، وفي الأيام الأخيرة كنت أعلم أنني سأتحرر بإذن الله، وجاء هذا اليوم" .
وحول معرفته بصفقة التبادل وأنه سيكون ضمن المحررين، أكد المحرر الطوس أنهم لم يكونوا على علم بالتاريخ المحدد، لكن وصلتهم معلومات من خلال المحامين، أنه قد يكون يوم السبت الإفراج عنهم، ويضيف لقد علمنا بذلك قبل أربعة أيام .
أما الساعات الأخيرة له في سجون الاحتلال، يؤكد المحرر الطوس أنه كان فيها مع 11 مناضلا يشاركونه الغرفة في ظروف الاعتقال ذاتها في سجن رامون، ويشير عندما علمنا بأنني من الفوج الأول من الذين سيطلق سراحهم، فقد كان الجميع يدعون لي بالحرية ويتمنون أن أكون رسولهم للوحدة الوطنية، ومن ثم العمل على تحسين حياة الأسرى الى أن يتم تحريرهم.
وأكد المحر الطوس أن ظروف الاعتقال صعبة، لكنها ازدادات سوء بعد حرب الابادة، حيث "كان هناك تغول واضح وكأننا نعيش في حالة قتال، نحن كنا نعيش تحت حكم عصابة اجرامية يقودها بن غفير، لم نكن تحت قانون دولة وانما سلطة يحكمها رجل عصابة".
واستذكر مواقف كثيرة وخاصة عمليات الضرب والاهانة والاعتداءات التي كانت تتكرر ضدهم كأسرى في سجون الاحتلال ، الأمر الذي ترك أثرا في نفسه.
تحول الطوس داخل السجن، إلى رمز للنضال الفلسطيني، وقائد في الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، حيث قاد عددا من الإضرابات عن الطعام التي هدفت إلى تحسين ظروف الأسرى وانتزاع حقوقهم.
وعن مؤلفاته خلال فترة اعتقاله، فقد ألّف الطوس كتابين أحدهما بعنوان: "عين الجبل"، وثّق فيه سيرته الذاتية ونضاله مع رفاقه الشهداء، والآخر بعنوان: "حلاوة ومرارة"، استعرض فيه تفاصيل الحياة الاعتقالية في سجون الاحتلال.
المحرر الطوس الآن في القاهرة، بانتظار الدولة التي سيبعد لها بعد تحرره و70 أسيرا آخرين، يترقبون الوجهة التي سينطلقون إليها، مع ايمانهم بأن العودة لأرض الوطن حتمية.