بيت لحم /PNN/ تواجه بلدية الدوحة تحديات كبيرة في توفير المياه لمواطنيها، حيث لا تكفي الكميات الواصلة لتلبية احتياجات المدينة ومحيطها. ورغم الجهود المبذولة، تبقى المشكلات المالية وضعف الدعم الحكومي أبرز العقبات أمام تحسين الوضع.

مشكلة توزيع المياه في مدينة الدوحة
وقال رئيس بلدية الدوحة، سامي مروة خلال حديثه لبرنامج ساعة رمل عبر شبكة وطن الاعلامية، إن مشكلة توزيع المياه في مدينة الدوحة تعتبر من القضايا الأساسية التي تثير قلق المواطنين، حيث أن بلدية الدوحة ليست الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن توزيع المياه.

ومع ذلك يضيف مروة، تتحمل البلدية جزءًا كبيرًا من المسؤولية في توفير الخدمات للمواطنين، وتشمل هذه المسؤولية نطاق منطقة امتيازها الممتد من شرق بيت ساحور إلى غرب الخضر، وبلدية الدوحة تتعامل مع المواطنين يوميًا وتستجيب لاحتياجاتهم، وتواصل العمل الجاد مع السلطات الأخرى لحل هذه الأزمة.
سلطة المياه..
وأشار مروة إلى أن "هذه مشكلة المياه ليست جديدة بل قديمة، وقد كانت جزءًا من البرنامج الانتخابي بسبب تكرارها في السنوات الماضية، وفي لقاء سابق مع ممثلين عن سلطة مياه رام الله وبيت لحم، تم تحميل سلطة المياه في رام الله المسؤولية الأساسية عن توزيع المياه في فلسطين".
وأضاف: "إذا كان هناك خلل في أي منطقة، فإن المسؤولية تقع على عاتق سلطة المياه في رام الله".
وأوضح، أن التجربة الميدانية أثبتت أنه في حال كانت الكميات الواصلة غير كافية، فإن على السلطة زيادة الكميات لتلبية احتياجات المواطنين.

لا تكفي حاجة المواطنين..
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من بلدية الدوحة والسلطات المحلية، إلا أن الكميات التي تصل إلى الخزان لا تكفي لتغطية احتياجات المواطنين. وقال مروة في هذا السياق: "إن الكمية التي تصل لخزان الدهيشة، الذي يخدم مدينة الدوحة ومناطق أخرى مثل الدهيشة والخضر وارطاس، هي 4000 كوب فقط، بينما تحتاج المدينة إلى حوالي 6000 كوب لتلبية احتياجات المواطنين".


وأضاف أن هذه الكمية غير كافية خاصة في المناطق المرتفعة التي لا تصلها المياه بشكل كافٍ. ورغم الوعود المتكررة بزيادة الكميات، فإن الحلول التي تم تقديمها لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة حتى الآن.
الوعود الحكومية والمشاريع المستقبلية
تم الإشارة إلى مشروع قديم يتعلق بربط خط جديد من القدس إلى شمال بيت لحم، والذي من المتوقع أن يزيد إمدادات المياه بمقدار 7000 كوب يوميًا، ويأمل مروة في هذا المضمار، أن يتم الانتهاء من هذا المشروع قبل حلول فصل الصيف، مما سيساهم في حل أزمة المياه في المناطق المتضررة مثل الدوحة والخضر. ومع ذلك يتابع: "إذا لم تتم زيادة الكميات بما يتناسب مع احتياجات السكان، فإن مشكلة توزيع المياه ستظل قائمة".
شبكات المياه والصرف الصحي
وقال مروة: "من القضايا المهمة التي يواجهها سكان الدوحة هي شبكة المياه القديمة "المهترئة"، التي تؤدي إلى هدر كبير يصل إلى 40% من المياه، مضيفاً: كما تحتاج الشبكة إلى صيانة وتطوير مستمر، وفيما يخص شبكة الصرف الصحي، فإن معظم البيوت في الدوحة مخدومة بشبكة صرف صحي، إلا أن بعض المناطق ما تزال تعاني من تسرب المياه العادمة إلى الأراضي الزراعية.
الوضع المالي للبلدية
وأكد مروة، أن بلدية الدوحة تواجه تحديات مالية كبيرة، حيث أن ديون الحكومة للبلدية تصل إلى 5 مليون "شيكل" بسبب تأخر دفع المستحقات المتعلقة بضريبة الأملاك ونقل الطرق، مردفا: وهذه المديونيات تضع ضغطًا إضافيًا على البلدية، خاصة في ظل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها فلسطين. كما يؤثر الوضع المالي الصعب على قدرة البلدية في دفع الرواتب، مما ينعكس سلبًا على تقديم الخدمات الأساسية.
التحديات المستقبلية والحلول المقترحة
ولفت، رغم التحديات التي تواجه بلدية الدوحة، هناك حلول مقترحة لتحسين الوضع، مثل إنشاء مشاريع جديدة لتحسين شبكة المياه والصرف الصحي وتطوير بنية تحتية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، وكما تسعى البلدية إلى تشجيع المواطنين على دفع الرسوم المستحقة لدعم الأنشطة والخدمات المقدمة. وأكد مروة: "إن دعم المواطنين يعتبر أساسياً لاستمرار الخدمات في المدينة وتحقيق الأهداف المرجوة".
دور الحكومة في دعم البلديات
وأشار مروة إلى أن الحكومة يجب أن تتعامل مع البلديات المدانة لها بشكل مختلف، فبلدية مثل الدوحة تواجه صعوبة في التكيف مع الوضع المالي الحالي. ولذا، يجب أن تقدم الحكومة دعمًا أكبر للبلديات الصغيرة لضمان استدامة تقديم الخدمات بشكل فعال للمواطنين. وأكد مروة: "نحتاج إلى مزيد من الدعم المالي والتعاون مع الحكومة لتجاوز هذه الأزمات".
الوضع السكني وأزمة النفايات
وبحسب مروة، تعد أزمة النفايات في مدينة الدوحة من القضايا الملحة التي تحتاج إلى حلول عاجلة، حيث يعاني المواطنون في بعض المناطق من تأخر جمع النفايات بسبب تعطل الشاحنات أو مشاكل في الخدمات.
وقال: "كما أن المدينة تشهد ازديادًا في عدد الحيوانات الضالة نتيجة تراكم النفايات، وهو ما يفرض على البلدية تكثيف جهودها في معالجة هذه القضايا".

مشاريع البلدية الحالية والمستقبلية
بالإضافة إلى مشاكل المياه والنفايات، تركز بلدية الدوحة بحسب مروة، على تنفيذ مشاريع لتطوير البنية التحتية، مثل بناء مدارس جديدة لتلبية احتياجات المدينة السكانية المتزايدة. مؤكداً: أن البلدية تواصل العمل على تحسين وضع المرأة من خلال تفعيل الأنشطة في المركز النسوي وتقديم الدعم للنساء في مختلف المجالات.
وأضاف: "إننا نعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية في هذه المشاريع لضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين".
وفي ختام حديثه، أكد مروة أن بلدية الدوحة تواجه تحديات كبيرة في تقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك توفير المياه والنفايات. ورغم الجهود المستمرة لتحسين الوضع، تبقى الظروف المالية الصعبة وعدم وجود دعم كافٍ من الحكومة أبرز العقبات التي تواجه البلديات في تقديم خدماتها بشكل مناسب للمواطنين.