بيروت / PNN - انطلقت مسيرة “أحد العودة-2” إلى القرى الحدودية في جنوب لبنان، في ظل إجراءات احترازية لعدم تكرار سيناريو المواجهات الدامية بين الجيش الإسرائيلي والأهالي المصرّين على العودة إلى قراهم المحتلة، كما حصل الأحد الماضي، ما أدى إلى سقوط 24 شهيداً و134 جريحاً.
وقد تكثفت الدعوات للمشاركة في العودة إلى الجنوب اليوم على الرغم من تحذير بلديات جنوبية من هذه الخطوة غير الآمنة. وجاء في بيان باسم أبناء القرى الحدودية المحتلة: “دعوة للمشاركة في مسيرة أحد العودة – 2 دعما لتحرير ما تبقّى من القرى المحتلة من قبل العدو الصهيوني”.
ووجّه البيان “نداءً إلى جميع فئات المجتمع، من مسؤولين ونواب وأحزاب، إلى الهيئات المدنية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى القطاعات التربوية والمهنية، للمشاركة في هذا التحرك الوطني”، مشيراً إلى “أن الجيش اللبناني وأهالي القرى الحدودية يواصلون مواجهة الاحتلال بأجسادهم”، ومطالباً “جميع اللبنانيين بالزحف إلى مداخل القرى المحتلة للوقوف إلى جانبهم في معركة استعادة الأرض والحقوق”.
وأضاف نداء العودة: “ها هو فجر التحرير الثالث يبزغ من جديد، وها هو الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل ودمّر وهجّر يندحر عن قرى جنوبنا المحتلة يوما بعد يوم، وها هم إخوانكم في الوطن وجيشه الباسل يواجهونه بأجسادهم، ويزحفون إلى ما تبقى من قراهم الأسيرة التي قضى الاحتلال فيها على كل مقومات الحياة. نناديكم من هنا، من على تخوم قرانا المحتلة المدمرة، من على مشارف حقولنا وأشجار زيتونها التي جرفها الاحتلال وسرقها، شهداؤنا فيها يستصرخونكم من تحت الركام، وجيشكم بحاجة لنصرتكم، لوقفتكم، ونحن من الخيم التي نصبناها مرابطين ندعوكم لتلبية نداء الأرض، وأنتم أهلها”.
وختم: “نداؤنا لكل المسؤولين والوزراء والنواب والأحزاب، إلى كل أطياف المجتمع المدني من هيئات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية وحوارية، صرختنا إلى كل القطاعات الصناعية والتجارية والعلمية والمهنية والتربوية من أساتذة وطلاب الجامعات والمدارس والمؤسسات، أن تلبوا نداء الأرض فهبّوا إليها معنا في مسيرة الزحف لتحريرها من براثن الاحتلال في “أحد العودة الثاني” للتجمع صباحا على مداخل هذه القرى مع أهلكم وجيشكم في معركة الوطن كل الوطن”.
وبناء على هذه الدعوة، تجمّع أهالي الجنوب عند مدخل بلدة كفركلا استعداداً للدخول إلى قراهم. كما بدأ المواطنون بدأت بالتوافد إلى تخوم بلدات مارون الراس وحولا وميس الجبل ودير ميماس.
في المقابل، اطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص على الأهالي العائدين إلى بلدة يارون في محاولة لمنعهم من العودة إليها، وألقت مُسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية على الساتر الترابي قرب تجمع أهالي بلدة يارون.
واعتقلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الصياد محمد جهير خلال ممارسة عمله في منطقة رأس الأبيض قبالة بلدة الناقورة، فيما اعتقلت صياداً آخر وأطلقت سراحه.
وفي هذا السياق، توجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صباح اليوم الأحد بإعلان “عاجل” إلى سكان لبنان وخاصة الجنوب اللبناني قائلا: “إن كل من يتحرك جنوباً يعّرض نفسه للخطر”.
وذكر في تغريدة له أن الجيش الإسرائيلي “لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر”، مضيفاً “تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال الجيش منتشراً في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوباً”.
ولاحقًا، توجه أدرعي بتحذير ثانٍ، جاء فيه: “كما تعلمون، أعاد الجيش الإسرائيلي انتشاره في الفترة الأخيرة في مواقع مختلفة من جنوب لبنان، عملاً ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار وذلك بهدف تمكين انتشار فعال للجيش اللبناني تدريجيا، وتفكيك وإبعاد حزب الله بعناصره وبنيته التحتية، من جنوب لبنان”.
وكان الجيش اللبناني دخل بعد ظهر السبت إلى أحياء في بلدة عيترون بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قسم منها. وسمح للأهالي بالدخول إلى وسطها بسبب استمرار وجود القوات الإسرائيلية عند أطرافها الشرقية والجنوبية.
بدأ دخول أهالي عيترون الى بلدتهم سيرا على الأقدام، وسكان الجنوب يتوافدون إلى مداخل الأحياء الغربية لبلدتي ميس الجبل وحولا.
إلى ذلك، تم الإعلان عن كلمة سيوجهها أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عند السادسة والنصف من مساء اليوم عبر قناة “المنار” يتناول فيها التطورات الجنوبية والداخلية.