بيت لحم / عواصم عاليمة / PNN / أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة  استهجانا عالميا واسع النطاق، إذ انتفضت دول العالم لرفض هذه التصريحات وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.

وأعربت فرنسا عن رفضها مقترح الرئيس الأمريكي بشأن غزة، وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان، اليوم، أن مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة، بل في إطار دولة مستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية.

وقال البيان الفرنسي، إن التهجير القسري لسكان غزة سيكون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مضيفًا أن باريس ستواصل معارضة الاستيطان المخالف للقانون الدولي وأي رغبة في ضم الضفة الغربية بشكل أحادي.

وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، عن رفض بلاده مقترح ترامب بشأن السيطرة على غزة، وتهجير الفلسطينيين منها، قائلًا: "علينا ضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم"، مضيفًا "أننا نريد أن نرى الفلسطينيين يزدهرون في غزة والضفة الغربية".

وفي أستراليا، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، اليوم، إن حكومته تؤيد حل الدولتين بالشرق الأوسط، في أعقاب إعلان ترامب المفاجئ عزمه تولي السيطرة على قطاع غزة.

وأضاف ألبانيز في مؤتمر صحفي: "موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان في العام الماضي، والحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين".

كما نددت الصين، اليوم -بلهجة شديدة- بتصريحات ترامب حول ما وصفه بالنقل القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرة أنها تتعارض مع المبادئ الدولية الراسخة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي، أن موقف بلاده ثابت في دعم الحكم الفلسطيني على أراضيه، مشددًا على أن "غزة يجب أن تبقى تحت الحكم الفلسطيني، وأن أي محاولة لفرض تهجير قسري على سكانها مرفوضة تمامًا".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، إن أطروحات تهجير الفلسطينيين من غزة تعبير عن ثقافة إلغاء قرارات مجلس الأمن.

وفي تعليقه على اقتراح ترامب تهجير أهالي قطاع غزة إلى عدد من الدول العربية، أشار "لافروف" خلال لقاء مع السفراء الأجانب في موسكو، اليوم، إلى أن سبب مثل هذه الاقتراحات يعود إلى ثقافة الإلغاء فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

وأضاف: "ثقافة الإلغاء واضحة، والإلغاء واضح جدًا في ما يتعلق بالشرق الأوسط، تؤكد قرارات مجلس الأمن ضرورة وجود أساس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، بينما يقول ترامب إنه يجب تهجير الفلسطينيين (مليون ونصف مليون نسمة) إلى مصر والأردن".

كما أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم الأربعاء، دعم بلاده الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشددًا على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واستعرض "عبدالعاطي"، خلال استقباله الدكتور محمد مصطفى، رئيس الوزراء، وزير الخارجية الفلسطيني، جهود مصر الرامية لضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده بمراحله الزمنية الثلاث.

وشدد "عبدالعاطي" على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مؤكدًا ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم.

وأكدت المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات.

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، اليوم، إن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، إذ شدد على أن المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.

وشددت المملكة العربية السعودية، في بيانها، على ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وأكدت أن واجب المجتمع الدولي اليوم، العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني، الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها، وأيضًا أن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية.

 

كما قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أي نقل قسري أو ترحيل للأشخاص من الأراضي المحتلة محظور تمامًا ومن المهم الانتقال إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة.

وقال رئيس وزراء اسكتلندا إن أي اقتراح بطرد الفلسطينيين من ديارهم خطير وغير مقبول والسلام لا يتحقق إلا بحل الدولتين.

وشددت وزيرة خارجية ألمانيا على أن طرد الفلسطينيين من غزة غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي.

كما قال وزير خارجية إسبانيا إن غزة لسكانها الفلسطينيين ويجب أن تكون جزءا من دولة فلسطين المستقبلية التي ندعمها.