رام الله /PNN / رفض عدد من المسؤولين والقيادات الفلسطينية اليوم خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من اراضيهم في قطاع عزة.
و اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله في حديثه ل PNN تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير شهبنا، بأنها تصريحات تنسجم مع مواقفه السابقة، فهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها شعبنا، ويطالب الدول العربية باستقبال المهجرين قسريا من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
واكد نصر الله أن هذه التصريحات وإن كانت ليست جديدة إلا أنها فظة، خاصة وأنها تتزامن مع استقبال ترامب للمطلوب للعدالة الدولية نتنياهو، ليظهر وكأنه يقدم له مكافاة سياسية كبيرة مقابل كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا، وكأن هذا الشعب فائض عن الحاجة أو أنه حجر شطرنج يتم نقله في الوقت الذي يريده ترامب، وبذلك يكون طغى على الموقف الاسرائيلي وأضاف هدفا جديدا لهذه الحرب لم يكن نتنياهو قد وضعه، ألا وهو تهجير شعبنا، لذلك فإنه ما طرحه مخالف للقانون الدولي، فهذا القول ينطوي على التطهير العرقي الذي يعيد من جديد نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
وقال نصر الله إن ما أعلنه ترامب هو نكبة النكبات خاصة أنها تأتي بعد سنة وثلاثة أشهر من الحرب المدمرة التي طالت كل شيء في قطاع غزة، وهي تنتقل الآن إلى الضفة، لافتا أن شعبنا بحاجة لمن يضمد جراحه، بحاجة لمن يعيد بناء المدراس والمستشفيات والبنى التحتية وكل شيء في قطاع غزة، إلا أن ترامب يواصل نفس سياسة الاحتلال بهذا التدمير، والأخطر من ذلك هو اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ليبحث عن مأوى جديد وحياة جديدة وإلقائه على شوارع المدن العربية وغير العربية.
كما شدد نصر الله على أن الخطوة الأولى في مواجهة خطة ترامب، هي بالإجماع فلسطيني غير المسبوق في رفض هذه التصورات الجنونية للرئيس ترامب، فلا يوجد أي فلسطيني أو هيئة فلسطينية توافق على هذا الطرح، لذلك هناك موقف موحد صلب لا يتزحزح على الاطلاق، والخطوة الأخرى هي تنسيق الموقف العربي لينسجم مع الموقف الفلسطيني، فهناك مواقف عربية قد خرجت للعلن كمصر والأردن والسعودية وغيرها، ونحن نحتاج لمواقف هذه الدول تحديدا للتنسيق معا، والرئيس محمود عباس بدأ من اليوم بتحركاته، لأنه أدرك خطورة تصريحات ترامب علينا وعلى أمتنا العربية، لأنه يريد أن ينقل قنابل فلسطينية موقوتة لهذه الدول، كل فلسطيني هو قنبلة موقوتة إذا أخرج من وطنه، لذلك فإن تنسيق الموقف الفلسطيني العربي في غاية الأهمية لنضمن موقفا موحدا في مواجهة سياسة الرئيس ترامب، خاصة وأنه سيلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدا أن توحيد الموقف من شأنه أن يقوي موقف الزعيمين العربيين أثناء لقائهما بترامب.
بدوره أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق في تصريح ل PNN شدد على أنه يتوجب على شعبنا أن يدرك أنه عانى من هذه الهجمة الصهيونية منذ أكثر من قرن، ورغم هذه الفترة الطويلة إلا أن شعبنا متمسك بوطنه وهويته، وكل محاولات التهجير لم تفلح، وكل المؤامرات التي كانت ضد شعبنا لنزع هويته الوطنية باءت بالفشل، وأدواتهاانطمست ولم يعد لها وجود، وفي نهاية الأمر نحن شعب في هذه الأرض وليس لنا أرض سواها .
ووجه الزق نداء لحركة حماس بأن تعلن رسميا بأن الوحدة الوطنية لم تعد مطلبا هامشيا، بل ضرورة في هذه اللحظة لمواجهة محاولات طمس الهوية الفلسطينية، ومن لديه ذرة من الإحساس الوطني، عليه أن يدرك تماما أن المطلوب أن نتحد جميعا تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة الرئيس محمود عباس، وأن نعلم أن لا خيار لنا سوى الوحدة الوطينة، وأن مصيرنا في مهب الريح إن لم نكن جميعا في مواجهة الخطة الأمريكية والصهيونية لنزع الهوية الوطنية عن شعبنا.
وأكد الزق على موقف شعبنا في قطاع غزة، بقوله نحن مع السلطة ومع القيادة، وما تعرضنا له من مؤامرة تفتيت ومؤامرة تقسيم هذه نتائجها التي نعيشها في هذه اللحظة، وتمثلت نتائجها بتدمير قطاع غزة، مشير إلى أنه على الجميع أن يدرك أن علينا أن نعلن موقفا موحدا.
وشكر الزق مصر لموقفها الصارم من موضوع التهجير وكذلك الأردن، وأوضح أن المطلوب عربيا أن يكون هناك موقف موحد من الجامعة العربية مفاده أن التهجير مرفوض ومحظور بالمطلق، وعلى الجميع أن يدرك أن اسرائيل لا تسعى في ظل هذه الحكومة الفاشية لاستهداف شعبنا الفلسطيني فقط، وإنما مطامعها تجاوزت الحدود الفلسطينية.
من جهته اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض في حديثه ل PNN تصريحات ترامب بأنها دعوة مرفوضة بكل المعايير،وهي تمثل بلطجة سياسية وتتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية ومع القانون الانساني، وهي تمثل تطهيرا عرقيا يستهدف الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أثار استنكارا واسعا من قبل المجتمع الدولي، ولفت أن هذا غير كاف.
ودعا العوض، دول العالم أجمع لرفض هذه المؤامرة والضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف ما تخطط له، باعتباره يتعارض مع القانون الدولي ويمثل جريمة حرب ضد شعبنا.
وأضاف العوض أنه على صعيد الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة الذين صمدوا قرابة 15 شهرا رغم الموت الدمار رغم الحصار والمحرقة، وما زالوا يصرون على العودة إلى منازلهم والاقامة تحت ركامها، لا يقبلون بأي حال من الأحوال الانصياع لدعوات ترامب، وسيرفضونها ويؤكدون على صموهم فوق أرضهم، فهذا وطننا وليس لنا وطن سواه، الأمر الذي يتطلب تعزيز مقومات البقاء لشعبنا في قطاع غزة بشكل خاص بعد تدمير أكثر من 755 من منازله ووجود مئات الالاف منهم بلا مأوى.
وأوضح العوض أنه بعد عودة النازحين إلى شمال القطاع تكشفت المأساة بشكل كبير، حيث أن الغالبية العظمى ممن عادوا لم يجدوا مأوى، ما اضطرهم للإقامة على ركام منازلهم، لذلك التحدي الكبير أمام الحالة الفلسطينية هو توفير مأوى عاجل وغذاء عاجل لمن يفتقدون لمقومات الحياة،التي من دون توفرها يمكن أن يستغلها ترامب ما يدفع المواطنين إلى الهجرة الطوعية.
وجدد العوض الدعوة لإعادة غزة قابلة للحياة كما كانت، وشدد على أنه كما فشلت مؤامرة التهجير بالقتل والتدمير ستفشل مؤامرة ترامب، وهذا يضع أمام الفصائل الفلسطينية كافة مهمة كبيرة بضرورة مغادرة مربع الفئوية، ومواجهة هذا الواقع الجديد بحكومة فلسطينية موحدة تبسط سلطتها في قطاع غزة والضفة على حد سواء، موضحا أن وجود حكومة فلسطينية موحدة يفتح الباب للاسراع في إعادة الإعمار، وأن يكون الموقف الفلسطيني أكثر تماسكا مع أصدقائنا في المجتمع الدولي لقطع الطريق على ترامب.
وأشار العوض إلى تماسك الموقفين الشعبي والرسمي الفلسطيني في رفض التهجير، مضيفا أن القيادة باشرت اتصالاتها وتحركاتها مع أشقائنا العرب، ضمن موقف ثابت برفض التهجير، كما أن موقف الدول العربية المعنية مصر والأردن السعودية كذلك يرفض التهجير، اضافة لعدد من دول العالم، مؤكدا على أن كل هذه المعادلة ستشكل سدا منيعا أمام رغبة ترامب بالقرصنة والسيطرة على قطاع غزة وامتلاكها كما يدعي، وكأنهاشقة أو فندق من فنادقه يمكن أن يفرغ سكانه منه كما يشاء، فنحن باقون في هذه الأرض، وقطاع غزة ممتد منذ آلاف السنين ولا يمكن لمقامر ومغامر أن يقتلع شعبنا من أرضه.