تل أبيب -PNN- أكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو يرفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من الافاق مع حماس حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي ينص على أن تبدأ المفاوضات حول هذه المرحلة، يوم الإثنين قبل أسبوعين، وأن تنتهي في اليوم الـ35 لوقف إطلاق النار، أي مطلع الأسبوع المقبل، لكن مفاوضات كهذه لم تبدأ حتى الآن.
وقال المصدر إنه "في هذا الوضع، حلى إذا كانت لدى جميع الأطراف أعلى ما يمكن من المحفزات كي تتوصل إلى اتفاق، فإنه لا يوجد احتمال أن ينجحوا خلال أسبوع في الاتفاق على كافة التفاصيل المعقدة. وبشأن جانب واحد على الأقل (أي إسرائيل)، بإمكان أن أشهد أنه العكس تماما من كونه متحفز"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد.
وأشار إلى أن عدم استكمال الاتفاق من شأنه ألا يؤدي فقط إلى "التوحل" وتشكيل خطر على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وإنما إلى التراجع والتدهور مجددا إلى حرب.
وأضاف المصدر أن "نتنياهو ومنفذي أوامره سقطوا عمليا في مصيدة. ولا يهمهم ماذا يحدث في العالم الخارجي، أي خارج السياسة وخارج إسرائيل. ولذلك يهتم نتنياهو بالنفي فورا أنه تجري مفاوضات"، كتلك التي قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، إنها جارية الآن.
وتابع أن "نتنياهو لا يتهم حماس، لأنه إذا اتهمها، فإن النتيجة التي ستتعالى هي أن إسرائيل معنية بإجراء مفاوضات كهذه"، وأن "الدليل على أن نتنياهو يحاول إحباط الصفقة هي أقواله وأقوال أشخاص مقربين منه، ووزراء، إنه إما أن إسرائيل تعتزم العودة إلى القتال أو تشترط التوقيع على المرحلة الثانية بأن تستلم حماس دون شرط، وتسلم سلاحها ويكون القطاع منزوع السلاح، وهذا شرط لن توافق عليه بالطبع. أي أن إسرائيل تتقدم بواسطة تهديدات شديدة وخرق الاتفاق نحو تفجيره، وخطر العودة على القتال يرتفع".
ويروج مكتب نتنياهو، في هذه الأثناء، إلى أنه بالإمكان تمديد المرحلة الأولى بدون الاتفاق حول المرحلة الثانية، لكن المصدر الأمني الإسرائيلي أشار إلى أن "احتمال أن توافق حماس على استمرار تبادل الأسرى، بعد انتهاء المرحلة الأولى وتجاوز قائمة أسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، أشبه باحتمالات موافقة حماس على أن يغادر جميع سكان القطاع طواعية".
وأضاف أن الوفد الإسرائيلي الذي توجه إلى قطر، بداية الأسبوع الماضي، هدفه الادعاء أنه يجري تحريك المفاوضات، "لكن هذا الوفد توجه إلى قطر فقط من أجل القول للولايات المتحدة إن الوفد توجه إلى هناك".
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع من إحدى دول الوسطاء في الاتفاق، حول هذا الوفد الإسرائيلي، إنه "يبدو أنه لم يكن للوفد الإسرائيلي تفويضا من نتنياهو بالتحدث. والجميع أدرك أن هذا كله كلام فارغ، ولا يمكن دفع المفاوضات إذا كان أحد الأطراف ليس معنيا".
وحول "مطلب" إسرائيل باستعادة أكبر عدد ممكن من أسراها في غزة، قال المصدر الإسرائيلي إنه "يصعب عليّ أن أفهم كيف يمكن أن يقتنع أحد بهذا الهراء. فحماس التي لم تنكسر حتى بعد سنة ونصف السنة من الحرب، ستنكسر الآن؟".
ولفت إلى أنه "لولا ترامب لما خرجت هذه الصفقة إلى حيز التنفيذ، لكن ما فعله منذئذ تسبب بضرر خطير للصفقة التي دعمها بشدة. وقد وقعت الولايات المتحدة على الصفقة التي كُتب فيها أنها، سوية مع مصر وقطر، تكفلن تنفيذها، وفي مقدمة ذلك تنفيذ المفاوضات حول المرحلة الثانية حتى نجاحها. لكن الأمر الأساسي، هو أن حكومة نتنياهو تبذل كل ما بوسعها من أجل ألا يتم التوقيع على المرحلة الثانية، وإدارة ترامب قررت هي أيضا خرق الاتفاق الذي وقعت عليه بنفسها".