عمان / PNN / شهد مؤتمر برنامج قريب الثاني لدعم وسائل الاعلام المستقلة في اربع دول عربية هي فلسطين والاردن والعراق ولبنان الذي تنفذه الوكالة الفرنسية لتطوير الاعلام CFI وتموله الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية ال AFD ورشات عمل متخصصة حول دور و واقع وسائل الاعلام في هذه الدول تضمنت مناقشات معمقة حول دورها في تقوية المجتمعات وتعزيز قدرتها على الصمود حيث شارك الزميل منجد جادو بفعاليات المؤتمر كاحد مدراء المؤسسات الاعلامية التي يصل عددها نحو ثلاثون مؤسسة في الدول الاربعة المستفيدة من مشروع قريب .

توصيات من فعاليات المؤتمر

وخلال نقاشات ورشات و فعاليات مؤتمر قريب خرج المشاركين بمجموعة من التوصيات لتعزيز عمل الاعلام المستقل حيث تحدثوا عن اهمية توجيه رسائل الى الوكالة الفرنسية للتنمية باهمية الاستمرار بدعم الاعلام المستقل لما كان لهذا الدعم اثر ايجابي على وسائل الاعلام المستقلة املين من ادارة قريب العمل على ايصال هذه الرسالة.

كما تناولت النقاشات خلال الجلسات وفي الاحاديث الجانبية على هامش المؤتمر ضرورة التعاون بين مختلف المنصات الشريكة ببرنامج قريب سواء على المستوى الوطني داخل الدولة الواحدة او على مستوى التعاون العابر للحدود بين شركاء الدول الاربعة من وسائل الاعلام لتشكيل اجسام اقليمية عربية توحد الجهد وترفع نسب المشاهدة لتكون اكثر تأثيرا خصوصا في القضايا المشتركة.

وشددت النقاشات والحوارات على اهمية الاعتماد على الذات بشكل اكبر وعدم الاعتماد على المنح تدريجيا والسعي لخلق مصادر تمويل داخلي والاستفادة من نماذج ناجحة لمؤسسات اعلامية استطاعت الاعتماد على جهودها واستثماراتها في التدريب الانتاج والترويج الاعلامي على المستوى الاقليمي من خلال خلق شراكات اقليمية  وخلق الشراكات المدفوعة مع مؤسسات المجتمع المدني وطرح الاشتراكات والتبرعات التطوعية تخت بند مساهمة الجمهور بشقيه في البلدان نفسها وجمهور المغتربين من خلال خلق صندوق عربي للاعلام المستقل و خلق تجمعات للشركاء من اجل الاعلانات للشركات الدولية الضخمة التي تسعى لفتح اسواق لها في الدول الشريكة.

دور وسائل الاعلام المستقلة في زمن الحرب

وتضمن الورشات في اليوم الاول والتي قدمها  كل من ديانا مقاد من موقع درج ، ببيروت  منية دويك من قناة رؤيا / فلسطين زهير ديب، مناطق لبنان و أنمار أكارم، إذاعة الغد مواضيع متعددة متخصصة في الاعلام المستقل واهمية تطويره مثل دور وسائل الاعلام المستقلة في زمن الحرب لرفع صوت المواطن ومعاناته من خلال قصص انسانية.

كما تم مناقشة مواضيع عدة خلال الورشة حول كيفية التعامل مع سلامة الصحفيين والتوازن بين التغطية وسلامة الفريق من خلال طرح تجارب لعمل الصحفيين في فلسطين ولبنان.

وناقش المتحدثون مع جمهور مدراء وسائل الاعلام المستقلة في الدول الاربعة الاعتبارات الأخلاقية في تغطية حرب غزة وكيفية التعامل مع التحيز السياسي والرقابة في الإعلام و ما هي أفضل الممارسات للصحافة الحساسة للصراع و كيف يمكن لوسائل الإعلام الحفاظ على مصداقيتها وسط الاستقطاب والاحداث المتسارعة و كيف غيّرت حرب غزة الممارسات الصحفية وتصورات أخلاقيات الإعلام و كيف يمكن للإعلام المحلي والدولي التعاون من اجل الحقيقة وهل يعني سقوط بعض وسائل الاعلام الكبرى في الاداء الاخلاقي والمهني يدفعنا للتخلي المعايير الدولية للمهنية والاستقلالية دافع للتخلي عن هذه المعايير حيث كان هناك شبه اجماع بضرورة التمسك بالمعايير لنكون قادرين على محاسبة من انتهك هذه المعايير مستقبلا لا سيما ان هناك اغلبية من وسائل الاعلام الدولية التزمت بهذه المعايير.

ورشات وجلسات حول التمويل لوسائل الاعلام المستقلة

كما عقدت ورشة و لقاء خاص مع المدير الاقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية الدولية AFD إيف غيكيرو وكيفية تعزيز التعاون مع الوكالة   حيث تم تقديم عرض لعملها في المنطقة تلا ذلك فتح المجال للأسئلة والاجوبة من خلال المحاور حمزة دريدي وتركزت الاسئلة حول سبل التعاون والدعم من قبل الوكالة للمؤسسات والشبكات والاذاعات المستقلة وضرورة الاستمرار بتمويلها من جهة والبحث عن اشكال ونماذج نجاح في التمويل الذاتي.

كما وتناولت فعاليات المؤتمر و نظرا لاهمية التمويل ورشة موسعة بعنوان لا مال، لا عسل No Money No Honey وجرى التركيز فيها على فرص الاستدامة والتمويل والذي يعتبر موضوع قديم، لكن ربما أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل انتشار السياسات اليمينية في دول المانحين الغربية التي تؤدي إلى خفض الميزانيات، و التي في كانت كثير من الحالات كانت مقيدة أصلاً، والتي كانت العديد من وسائل الإعلام المستقلة تعتمد عليها.

وتحدثت هذه الورشة عن سوق الإعلانات الذي تحول الى سوق سياسي للغاية وكيف يمكن للإعلام الصحفي تمويل نفسه في المستقبل و ما هي البدائل و ما هي التحديات لتطوير الصناديق الوطنية والإقليمية و في أي ظروف يعمل التمويل الجماعي.

وركزت هذه الورشة على نماذج لتطوير التمويل الذاتي مثل الجدار المدفوع وتقديم الخدمات الاعلامية والانتاج التلفزيوني وماذا يمكن أن تقدم وسائل الإعلام كخدمات لتحسن تمويلها و التي تحدث فيها فؤاد خوري حلو مدير صحيفة ومنصة لوريان لو جور  في لبنان و جان قصير في منصة ميغافون لبنان وادار الحوار  هنريك أهـرنز، CFI قريب.

وقال هنريك اهرناس مدير الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI  انه و بعد الاستماع لمدير الوكالة الفرنسية للتنمية الاقليمي و الذي مثل واقع احد المانحين للاعلام توضح المؤشرات الى انخفاض و وقف للتمويل بين دولة واخرى وكما سمعنا جميعا تعرفون الحقيقة ان الامريكان برئاسة ترامب قررت وقف التمويل كنا تبعها عدد من الدول الغربية وهذه مؤشرات خطيرة تعكس التحولات في الدول الغربية بسبب صعود اليمين موضحا ان الاجراءات في بعض الدول وصلت لوقف تمويل الدعم التنموي في كافة القطاعات ومدى علاقة المعلومة في خدمة المصلحة العامة مضيفا انه في حال فوز اليمين بالانتخابات في مزيد من الدول الغربية فاننا سنشهد مزيد من تقليل الدعم لقطاعات التنمية ومنها الاعلام المستقل.

وقال مدير  ال CFI برنامج قريب لدعم الاعلام المستقل في الدول الاربعة الشريكة ان المدير الاقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية AFD  رد على اسئلة ممثلي ومدراء  الوسائل الاعلامية رد واقع لكنه لم يوضح كيف وكم ستدعم الوكالة الاعلام المستقل رغم ايمانها باهميته بسبب عدم مقدرته على معرفة الموازنات الموضعة للمستقبل.

وقال مدير CFI عقد اجتماعات مع السفارة الفرنسية في عمان مؤخرا وعلمنا ان هناك خفض للنفقات بنحو الخمسين بالمائة وهذا يعطي صورة عما يحدث و يشير الى ان هناك تزايد في التقليص .

واوضح ان برنامج قريب سيواصل العمل حتى منتصف ٢٠٢٦ لكن بسبب التقليصات المالية سيكون هناك ارتفاع في التنافس على التمويل المتبقي للشركاء مشددا على ان وجود برنامج قريب لدعم وسائل الاعلام المستقلة ومشاركتها همومها ومقترحاتها وابداعاتها وخططها لزيادة الارباح والبحث عن مصادر التمويل موضحا ان احد اسباب مؤتمر قريب هو خلق حوار لايجاد اليات لدعم الاعلام بتمويلات ذاتية مستقبلا.

وخلال الورشات التي ناقشت الوضع المالي تم تخصيص مساحة نقاش حر حول الموارد المالية مع لور كومولي، رئيسة الشؤون المالية والموارد البشرية في CFI حول اليات عمل ال CFI المالية والافاق المستقبلية فيما ادار هذه المساحة بإدارة حمزة دريدي من CFI.

ورشات متخصصة حول زيادة الجمهور وتعزيز إحصائيات دقيقة وتدقيق الحقائق

وناقشت الورشات المسائية لفعاليات المؤتمر في يومه الاول ايضا كيفية زيادة جمهور وسائل الاعلام المستقلة مو خلال استراتيجيات التسويق الرقمي عبر اتباع أفضل الممارسات والخبرات في استراتيجيات التسويق الرقمي التي تهدف إلى مساعدتك في دفع النمو من خلال نماذج و رؤى ووجهات نظر حول كيفية تحسين الوجود عبر الإنترنت و التفاعل مع الجمهور المستهدف، واستخدام الأدوات بشكل فعال. وتحدث في هذه الورشة محمد الباسم من موقع يلا  في العراق جان قصير  من موقع ميغافون اللبناني و رنا صويص من موقع، ويشبوكس ميديا الأردني فيما تولى ادارة  المُحاور ليلى خالد من CFI.

وقدم محمد الهاشمي مدير موقع Media Reach العراقي عرض لأداة تتبع التفاعل، توليد رؤى عن جمهور وسائل الاعلام وإبلاغك باتخاذ القرارات التحريرية، التي تم تطويرها بواسطة إذاعة الغد العراقية والتي تناولت التدقيق في الحقائق والتنظيمات الجديدة من X و فيسبوك وتيك توك.

واختتمت فعاليات اليوم الاول بتقديم ورشة عمل حول برامج ومواقع تدقيق الحقائق التي بدمها كايد ميعاري مدير منصة كاشف الفلسطينية لتدقيق الحقائق و ما هو تأثير التدقيق في الحقائق على وسائل الإعلام المستقلة في منطقتنا، وعلى انتشار المحتوى الضار وخطاب الكراهية والمعلومات المضللة و بالنسبة للآراء الفلسطينية المهمشة بالفعل في الفضاء الإلكتروني.

القصص السردية والقيود على الصحافة الحرة في مواجهة الفساد والذكاء الصناعي

كما تخللت فعاليات المؤتمر على مدار انعقاد جلسات اليوم الثاني مناقشة دور الاعلام في مكافحة الفساد من خلال الصحافة الايجابية البنائة ورشات وقصص نجاح حول مشاريع الذكاء الصناعي لاستخدامها في العمل و كيفية الاستفادة من الذكاء الصناعي وتجاوز المخاوف من هذه الاداة.

وفي التفاصيل حول ورشة استخدام ادوات الذكاء الاصطناعي في الإعلام وما هي الفرص والتحديات وأفضل الممارسات التي قدمها بيتر عبيد، مناطق اللبناني وحاوره فيها قاسم خضير من برنامج قريب CFI واعتمد في تقديمه على نتائج استطلاع قريب الذي اظهر أن الذكاء الاصطناعي هو موضوع رئيسي لجميع وسائل الإعلام الحاضرة ومع ذلك في أفضل الحالات، يتم تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدامها جزئياً، ولكن حتى الآن لا توجد سياسات هيكلية لذلك.

وتحدث عبيد عن انه لا توجد سياسات قائمة لهذا الاستخدام للذكاء الصناعي و ما هي الأدوات المتاحة وكيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي عمليًا وفي الإنتاج.

كما تم مناقشة التحديات فيما يتعلق بالأخلاقيات الصحفية، أين يجب أن تكون حدود استخدام الذكاء الاصطناعي للصحفيين وكيف يعمل الذكاء الاصطناعي للإعلام باللغة العربية.

وركزت فعاليات مؤتمر قريب ايضا على سرد القصص كعامل رئيسي لإنتاج ناجح كيف يمكنك تحويل حدث او موضوع إلى قصة جيدة ولماذا يجب أن تقوم بذلك و ما هي التجارب فيما يتعلق بنمو الجمهور؟ وكيف يتفاعل جمهورك مع هذه القصص و ما هي أفضل الممارسات والتجارب في تحويل الاخبار الى قصص انسانية

وقدم هذه الورشة كل من عليا عودة من موقع No2Ta / اللبناني و كومي ملحم من موقع Khatt30 الاقليمي و تالا الشريف من موقع ومنصة نساء الكيميرات الفلسطيني و أيمن شروف من موقع رصيف 22  الاعلامي الاقليمي فيما تولى الحوار  ندى عبد الصمد، من برنامج قريب.

واختتمت فعاليات مؤتمر قريب في يومه الثاني بجلسة اخيرة حول القيود والعقبات التي تواجه عمل وسائل الاعلام في تغطية الفساد.

وقدم هذه الورشة كل من الزميل منجد جادو رئيس تحرير شبكة فلسطين الإخبارية PNN و دولفان باواري من موقع نيريج الاعلامي في العراق و آزاد عثمان مو إذاعة دينغ في كردستان بالعراق و حياة مرشد، شركة و لكن  من لبنان.

وتحدث المشاركون في الورشة عن  الأطر القانونية والتنظيمية التي تعيق عمل وسائل الاعلام في جميع الدول الاربعة الشريكة ضمن برنامج قريب  وهل هناك قيود شديدة على حرية الصحافة وحرية التعبير، سواء كانت سياسية او قانونية أو تنظيمية أو اقتصادية أو اجتماعية  أو من حيث الظروف الأمنية.

وتم طرح نماذج عن القيود التي يواجهها الصحفيون و وسائل الإعلام المستقلة في الأردن، يتم تقييد حرية التعبير بشكل شديد من خلال قانون الجرائم الإلكترونية وقانون التشهير هما مثالان فقط وفي في العراق، لا تزال حرية التعبير مدمجة في الدستور، ولكن الصحافة الحرة ما زالت تشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا للصحفيين و في فلسطين التقييدات السياسية والملاحقة من قتل واعتقال واحتجاز للصحفيين وملاحقتهم على منصاتهم التي يتم تقيدها باجراءات الاحتلال فيما يتعلق بالعمل المهني لمواجهة سياسات اسرائيل وفضحها الى جانب القيود المحلية سواء من الحكومة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة او سلطة الامر الواقع في غزة.

وناقش الحضور مع مقدمي هذه الورشة نماذج الملاحقات والعقبات والقيود امامهم و ما هي الاختلافات والتشابهات بين البلدان في كيفية تغطية الفساد في مثل هذا السياق.

وتم الحديث خلال النقاش عن اهمية التعاون عبر الحدود، الإنتاج المشترك، والنشر المشترك في مواضيع ذات صلة إقليمية من دول مختلفة بما يعزز نقاط القوة للاعلام المستقل.

وكانت فعاليات مؤتمر قريب قد انطلقت في العاصمة الاردنية عمان بتنفيذ من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI و الذي يعمل على تطوير الاعلام في اربع دول عربية هي الاردن وفلسطين والعراق ولبنان حيث عقد في المركز الثقافي الفرنسي بعمان بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية AFD.