دمشق -PNN- شن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 41 ضربة جوية، مساء الاثنين – الثلاثاء، في أوسع هجوم منذ شهرين، لمواقع داخل سورية، بذرائع أمنية، كما تواصل إسرائيل تدخّلاتها في الشأن السوري، مستغلة حالة الفوضى في الساحل. وتسعى إسرائيل لتوظيف المجزرة لصالحها، فيما تحاول وسائل إعلامها الترويج إلى أن فئات علوية تناشد إسرائيل التدخل لحمايتها، وذلك في إطار لعب إسرائيل على الوتر الطائفي والفئوي في بلد يحاول بناء نفسه، كما تواصل الترويج في الوقت ذاته للتدخل من أجل حماية دروز سورية، رغم خروج قيادات درزية بخطاب رافض لمثل هذا التدخل.
وأفاد جيش الاحتلال بأن طائراته شنّت عشرات الغارات الإسرائيلية منذ الليلة الماضية في جنوب سورية، معظمها ضد أهداف تابعة للنظام السوري برئاسة أحمد الشرع، مستهدفة رادارات ووسائل كشف تُستخدم لبناء صورة استخباراتية جوية، بالإضافة إلى مقرات عسكرية ومواقع تحتوي على أسلحة ومعدات عسكرية للنظام.
وزعم جيش الاحتلال في بيان حول العدوان أن "وجود هذه الأهداف في جنوب سورية يشكل تهديداً لدولة إسرائيل وعمليات الجيش الإسرائيلي. وتمت مهاجمة هذه الأهداف من أجل إزالة التهديدات المستقبلية". وبحسب وسائل اعلان عبرية، منها يديعوت أحرونوت، فقد كانت هذه هي سلسلة الهجمات الأضخم والأوسع التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من شهرين. وما يؤكد محاولات استغلال إسرائيل الفتن الداخلية في سورية، ما أشار إليه المعلّق الأمني رون بن يشاي، في الصحيفة ذاتها، بقوله إن المجزرة التي حصلت بحق العلويين، غربي سورية، تعزز تصوّر إسرائيل بأن هذه "تهديدات ناشئة، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل الاستعداد المسبق لتطورها". يضاف هذا إلى تخوفات إسرائيل من التحركات التركية في سورية، إذا تابع الكاتب أن "هذا ليس مجرد تهديد من جانب الجهاديين الذين استولوا على السلطة ويحاولون تقديم صورة معتدلة ومستقرة، بل أيضاً التصوّر بأن سورية يمكن أن تصبح مركزاً للاستقرار السياسي الهش، بما يشمل قواعد عسكرية للإمبراطورية العثمانية التي يحاول أردوغان إعادة تأسيسها".
ومن بين ما تزعم إسرائيل أنه تهديدات تتطور بسرعة وتثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كثيراً، وفقاً لمسؤولين ومعلّقين إسرائيليين، منهم المعلّق بن يشاي، الذي عادة ما يستقي معلوماته من مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية، "تلك التي تشكّلها حماس والجهاد الفلسطيني، اللذان قد يرغبان في العمل من سورية ضد البلدات الحدودية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان (السوري المحتل) وإصبع الجليل".
وتزعم إسرائيل أن النظام السوري الجديد أطلق سراح شخصيات بارزة من حماس والجهاد الإسلامي من سجون النظام البائد، والذين ذكر الكاتب أن "بشار الأسد سجنهم حتى لا يورطوه في صراع مع إسرائيل عندما ينفّذون الهجمات التي خططوا لتنفيذها، والخوف (الإسرائيلي) هو من أنهم بدأوا بالفعل في التخطيط لهجمات. وهناك قلق آخر يتمثل في أن تركيا قد تقوم بتسليح وتدريب جيش الجولاني الجهادي"، على حد تعبيره.
وفي ضوء "التهديدات العديدة"، كما تروّج إسرائيل، فإنها تحاول، وفق يديعوت أحرونوت، تشكيل واقع جديد في المنطقة القريبة من حدودها في جنوب دمشق.
وسبق أن أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس بالفعل أن إسرائيل لن تكون مستعدة لنزول القوات السورية الجديدة إلى الجنوب، ولن يسمحا لمن تصفهم إسرائيل بالجهاديين بالتنقّل في هضبة الجولان، وسط مزاعم بوجود العديد من المواقع العسكرية في هذه المنطقة، التي هجرها جيش بشار الأسد، لكنها مليئة بالأسلحة ويمكن استغلالها ضد إسرائيل.