تل أبيب -PNN- أثار مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، بتصريحات وصف فيها عناصر حماس بأنهم "لطيفون" حالة من الغضب في إسرائيل التي تحاول دائماً شيطنة حركة المقاومة الفلسطينية، ما أجبره على التراجع عنها تحت ضغط تل أبيب. والأسبوع الماضي، التقى بوهلر بمسؤولين كبار من حماس في الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، من بينهم خمسة أميركيين.

وعن اللقاء قال بوهلر، في حديث لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أمس الأحد، إن رجال حماس "لطيفون جداً". ووفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مكالمة هاتفية متوترة مع بوهلر "عندما علمت إسرائيل بالمحادثة غير المسبوقة". وتعليقاً على تصريحات بوهلر، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش في مقابلة مع هيئة البث العبرية، الاثنين: "لقد ارتكب (بوهلر) خطأ". وأضاف: "من الواضح أن نواياه طيبة، لكنها أضرّت بجهودنا وتجعل حماس تشدد مواقفها. آدم بوهلر ليس المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، هذا دور (ستيف) ويتكوف، ونحن ننسق معه بشكل كامل".

من جهته، زعم عضو الكنيست سيمحا روثمان، رئيس لجنة الدستور بالكنيست (البرلمان)، أن "آدم بوهلر وكل من يجري مفاوضات مباشرة مع حماس يسببون ضرراً هائلاً لعودة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)"، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم". من جانبه، أكد سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للقناة 14 العبرية، على أنه "قد تكون هناك أصوات مختلفة - ولكن في النهاية فإن الولايات المتحدة تتفق مع رأينا فيما يتعلق بإعادة المختطفين وإزالة حماس من المعادلة". وإثر ردات الفعل المنتقدة والمهاجمة، اضطر بوهلر "بعد الكثير من الانتقادات، وربما بعد توبيخه" إلى نشر تدوينة تنصل فيها من تصريحاته التي أثنى فيها على حماس، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ومساء الأحد، قال بوهلر في منشور على "إكس" جاء بعد الانتقادات: "أريد أن أوضح أن هناك من أساء الفهم - حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف من الأبرياء، لن يكون أي عضو في حماس آمنًا إذا لم تطلق سراح جميع المختطفين على الفور"، وفق تعبيراته.

اجتماعات الدوحة "بموافقة ترامب"

وفي وقت سابق، كشف بوهلر في حديث لهيئة البث العبرية عن مقترحات حماس في محادثات مباشرة أجراها مع كبار مسؤوليها، وألمح إلى أن الولايات المتحدة "لا تستبعد هدنة لعدة سنوات" بين الحركة وإسرائيل. وأضاف أن حماس "عرضت صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع المختطفين والسجناء، ووقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات". وتابع أنه "خلال هذه الفترة ستنزع حماس سلاحها، وأن الولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى، ستساعد في ضمان عدم وجود أنفاق أخرى، وألا يكون هناك المزيد من النشاط العسكري، وألا تشارك حماس في السياسة من الآن فصاعداً"، وفق قوله.

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية، قال: "أجرينا مناقشات حول الشكل الذي قد تبدو عليه النهاية، ويمكنني أن أقول إن حماس تهدف إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد". وأضاف: "تحدثنا عن وقف إطلاق نار يشمل نزع سلاح حماس، إذ لن يكونوا جزءاً من الحياة السياسية، وسنتأكد من أنهم لا يستطيعون إلحاق الأذى بإسرائيل"، وفق تعبيره.


ولم يستبعد مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، في حديث لشبكة "سي إن إن"، الأحد، عقد اجتماعات إضافية مع حماس، مضيفاً أن "شيئاً ما قد يحدث بشأن غزة والمختطفين خلال أسابيع"، دون تفاصيل. لكنه أضاف: "المحادثات مفيدة للغاية. أعتقد أن جميع المختطفين قد يتم إطلاق سراحهم، وليس الأميركيين فقط".

وفي إشارة إلى أن إسرائيل غير سعيدة بحقيقة أن البيت الأبيض يجري محادثات مع حماس، قال بوهلر: "أنا أفهم لماذا الإسرائيليون غاضبون، ولكن نحن الولايات المتحدة - لسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة". وأضاف: "ربما سألتقي بهم (الإسرائيليين) وأقول لهم: ليس لديهم (حماس) قرون تنمو على رؤوسهم، إنهم في الواقع رجال مثلنا، رجال لطيفون". وأضاف أن الاجتماعات مع ممثلي حماس "وافق عليها ترامب، وكانت مفيدة للغاية في الترويج لإطلاق سراح الرهائن". والاثنين، قال متحدث "حماس" عبد اللطيف القانوع في بيان، إن المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين وبوهلر ارتكزت على إنهاء حرب الإبادة الجماعية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعملية إعادة الإعمار.