الخليل / PNN / يروي المزارع الفلسطيني ابراهيم حمامدة معاناته ومعاناة أهالي خربة غوين التابعة إداريا لبلدية السموع اقصى جنوب محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية جراء حملات الاستهداف الشرسة من سلطات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين لتهجيرهم من اراضيهم من خلال التضيق عليهم واغلاق الطرق الموصلة للخربة، بالاضافة لجعل حياتهم صعبة، في ظل محاولات المستوطنين السيطرة على الخربة وضمها للمستوطنات، خاصة وانها تقع فيما يعرف بالمناطق المصنفة C بعد اتفاق اسلو 1994 حيث تخضع إداريا وأمنيا للإدارة الأمنية الاسرائيلية.

ويصف إبراهيم حمامدة وهو أحد سكان الخربة صعوبة الحياة في خربتهم ومدى الخوف على العائلة والاطفال حال خروجه لرعي الاغنام وما يتعرضون له من هجمات المستوطنين فيقول “أن الواحد فينا عندما يخرج للرعي تبقى يده على قلبه خوف من أن يأتي المستوطنين ويهاجموا العائلة والبيت ”،

كما ويصف حمامدة مدى صعوبة ذهاب أطفاله للمدرسة في ظل اغلاق قوات الاحتلال الطريق الواصل للخربة من جهة و لعدم توفر مواصلات تٌقلهم منها واليها على الرغم من ان هناك سيارة تابعة للتربية تقوم بإيصال الطلاب الى المدارس الا انها لاتنتظرهم حتى انتهاء الدوام بعد الحصة الخامسة مما يعرض الطلبة الذين يعودون بعد هذه المدة للخطر جراء اعتداءات المستوطنين .

ونتيجة لذلك يتخوف الأهالي على أبنائهم حال تعرض المستوطنين لهم خاصة أنهم يأتون على الدراجات النارية ويتجولون في المنطقة محاولين إثارة الذعر والخوف بين الأولاد  وطلبة المدارس بشكل خاص و المواطنين بشكل عام.

ولبعد المنطقة وخضوعها لسيطرة جيش الاحتلال يضطر الاهالي كما يبين حمامدة الى الاتصال بالجيش باعتباره الجهة المسؤولة عن الامن هناك وطلب المساعدة على إخلاء المستوطنين وإبعادهم في ظل تعنت المستوطنين ،لأنهم عادة ما يأتون وينفذون اعمال عربدة حتى نقوم بالدفاع عن انفسنا و ضربهم للتسبب بمشكلات لنا وعندما نتقدم بشكوى قضائية لا نحصل على أي حكم ضدهم. حيث يقول حمامدة واصفا الوضع  "لمن تشكي والقاضي غريمك "

اعتداءات مستوطنين وتهميش 

أما المسن  اسماعيل الدغاميين الذي يقطن في الخربة منذ ان ولد فيها فيروي تفاصيل اعتداءات المستوطنين الذين يقومون بالتضيق على أهالي خربة غوين حيث يٌغلقون الطريق، ولا يسمحون للاهالي بالمرور الذين يمرون بالخفية “ بالسرقة” كما يمنعهم المستوطنين من جلب طعام الأغنام أو الحبوب لها كما انهم يمنعون الاهالي من جلب مياه الشرب واحتياجات الحياة اليومية للانسان كما يقول  .

ويرى الدغامين بأن خربة غوين تعاني من التهميش في الخدمات من حيث انعدام المدارس والمراكز الصحية واغلاق الاحتلال للطرق الواصلة بين مدينة السموع والخربة، 

ويصف ما يتعرض له الرعاة من تضييق عليهم في المساحة المسموح لهم باستخدامها للرعي حيث يمنع الاحتلال الرعاة من الاقتراب من الجدار الفاصل لمسافة 200 متر  ما يقلل المساحات الرعوية بالاضافة الى صعوبة ايصال الأعلاف للمواشي نتيجة إغلاقات الطرق ومنع قوات الاحتلال والمستوطنين المواطنين من التنقل بحرية وأمان ،في محاولات متكررة لتهجيرهم من هذه المنطقة تمهيدا لضمها عبر اجبار المواطن الفلسطيني على ترك ارضه.

و يضيف ابراهيم حمامدة في هذا السياق الى المحاولات المتكررة للمستوطنين في التضيق عليهم ودفعهم للهجرة وترك أراضيهم ، فعلى سبيل المثال قام المستوطنين قبل أعوام بتسميم أبار المياه لتسميم المواشي وقتل المواطنين الى جانب منعهم من إدخال الحاجيات والأغراض الحياتية اليومية من طعام ومياه وأعلاف هذا الى جانب ما يتعرضون له من ابتزاز ،

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

 

تعلق بالارض رغم مشاق وصعوبة الحياة 

يبين لنا إبراهيم حمامدة مدى تعلقه هو وأهالي خربة غوين بالأرض التي ورثوها عن أبائهم وسيٌورثوها لأبنائهم حيث يرى أن غوين هي أجمل مكان ليعيش فيها وأنها تمثل الكرامة والعزة له ولباقي الأهالي، ويٌأكد على بقائه في أرضه وصموده فيها على الرغم من كل المضايقات والهجمات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال التي تحمي هجماتهم على الخربة وأهلها ويقول أنهم باقون في خربة غوين مهما قصر الزمن أو طال .

دعوات لمزيد من الاهتمام بالخربة 

ويوجه حمامدة رسالة للجهات المعنية وذات القرار بدعم الخربة وأهلها ويطالب بإعادة سيارة النقل العام الوحيدة التي كانت تخدم أهالي الخربة والتالميذ، هذا الى جانب المساهمة في صمودهم من خلال مد خطوط شبكات الكهرباء والمياه التي قام الاحتلال بتخريبها أكثر من مرة ،وجعلهم يعتمدون على الآبار وعلى ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وإكمال حياتهم اليومية

يقول حمامدة بأن خربة غوين هي خربة أثرية وقديمة جدا ومن أوائل الخرب التي أقامها الأباء والأجداد منذ مئات السنين ويجب أن يٌعتنى بها من قبل الحكومة الفلسطينية كقرية زراعية تتوفر فيها الخدمات الاساسية لتعزيز صمود الفلسطينين في الأرض ومواجهة خطر التهجير القصري الذي تتبعه سلطات الاحتلال بحق الأراضي والمواشي والحيوانات في فلسطين .