تل أبيب -PNN- أكد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أمس الثلاثاء، على أن "إسرائيل خرقت الليلة قبل الماضية بشكل متعمد اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، بمصادقة أميركية، لأنها لم تشأ تطبيق جميع الشروط التي تعهدت بها قبل شهرين. ولا توجد طريق أخرى لتفسير القرار باستئناف القتال في القطاع".
وأضاف أنه "لا يمكن اعتبار تنكيل حماس النفسي بالمحتجزين وأفراد عائلاتهم طوال دفعات التحرير (تبادل الأسرى) الأخيرة أنه خرق كبير للاتفاق من جانبها. فحكومة إسرائيل هي التي لم تنفذ الاتفاق، عندما لم تستكمل في الأسابيع الأخيرة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وخاصة من محور فيلادلفيا، مثلما التزمت. وحماس رفضت غض الطرف والتقدم في تحرير محتجزين بموجب مبادرات الوساطة الجديدة التي طرحها الأميركيون، وأصبحت المفاوضات عالقة".
وتوقع هرئيل أن تواصل إسرائيل غاراتها الجوية لاحقا، "وكذلك تنفيذ خطة رئيس هيئة الأركان العامة، إيال زامير، باجتياح بري جديد وواسع في القطاع، أملا بأن تهزم هذه المرة نهائيا حماس"، وأن تشارك في الاجتياح، عدة فرق عسكرية، بعد استدعاء واسع لقوات الاحتياط مرة أخرى، "وسيتم لأول مرة في ظروف لا يوجد فيها إجماع حقيقي في الجمهور على عدالة العودة إلى الحرب".
ويدعي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه فقط من خلال الضغط العسكري على حماس سيكون بالإمكان إعادة الأسرى الإسرائيليين الـ59 الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
لكن هرئيل شدد على أن "هذه ذريعة مفندة منذ فترة طويلة. وعمليا، هناك 40 مخطوفا تقريبا ماتوا في القطاع، في ظروف مختلفة، بعد أن اختطفوا أحياء من الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر. واستئناف الضغط العسكري يشكل بكل تأكيد خطرا على المحتجزين الأحياء، ومن شأنه أن يؤدي إلى تشديد آخر في ظروف أسرهم المستحيلة، وفي سيناريو أكثر تطرفا يمكن أن يدفع حماس إلى استهداف بعضهم كانتقام".
وتبرر الحكومة الإسرائيلية استئناف الحرب على غزة بهدف إخراج المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى من الجمود، وأن تنفذ تعهدها بهزم حماس، "بالرغم من أن الجداول الزمنية لتحقيق هذين الهدفين ليسا متزامنين. إذ أن المخطوفين يمكن أن يموتوا قبل أن تهزم حماس، إذا حدث هذا الأمر أصلا" وفقا لهرئيل.
وأشار المحلل إلى "وجود سلسلة من الأهداف السياسية الملحة التي لا يتحدث نتنياهو عنها بصوت مرتفع، وهي إعادة بن غفير وحزبه إلى الحكومة، والمصادقة على الميزانية واستقرار الائتلاف. وهذه المرة، هذه فعلا حرب سلامة نتنياهو بالكامل، وبضمن ذلك المحاولة لصرف أنظار وسائل الإعلام عن الاحتجاجات المتجددة ضد الحكومة، على خلفية عزم نتنياهو إقالة رئيس الشاباك".
ورأى هرئيل أن "الغاية الحقيقية التي يسعى نتنياهو إليها هي الانزلاق تدريجيا إلى نظام ذي مميزات ديكتاتورية، بحيث يحاول ضمان بقائه بواسطة الحفاظ على حرب أبدية في عدة جبهات. ويبدو أنه بالنسبة له بإمكان المخطوفين أن يموتوا في الأنفاق، مع عِلمه بأنهم ساهموا في بقائه في الحكم".