انتقد خبراء لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، اليوم الإثنين، دولا أغلبها غربية لمواصلتها دعم إسرائيل على الرغم من الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في إطار حربها على قطاع غزة والتي قد تحول إسرائيل إلى دولة "منبوذة".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبعد مرور ما يزيد على 11 شهرا على الحرب، تثير الكارثة الإنسانية في غزة تساؤلات حيال الدعم السياسي والعسكري طويل الأمد الذي تقدمه الدول الغربية لإسرائيل، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان توردان إليها الأسلحة.

وقالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيزي، في مؤتمر صحافي في جنيف، وأشارت فيه إلى "الهاوية التي وصلت إليها الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضافت ألبانيزي أنه "من المذهل أن معظم الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) ظلت غير نشطة في أفضل الأحوال، أو تساعد بنشاط السلوك الإجرامي لإسرائيل وتدعمه"، مكررة اتهام إسرائيل بارتكاب جريمة "الإبادة الجماعية" في إطار الحرب على غزة.

وانضم إلى ألبانيزي ثلاثة خبراء مستقلين آخرين من الأمم المتحدة اتهموا الدول الغربية بالنفاق وازدواجية المعايير، على سبيل المثال من خلال التحدث بصوت أعلى بشأن انتهاكات روسيا المزعومة لحقوق الإنسان منذ غزوها لأوكرانيا مقارنة بأفعال إسرائيل في غزة.

وهؤلاء الخبراء هم من بين عشرات الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان الذين كلفتهم الأمم المتحدة بإعداد التقارير وتقديم المشورة بشأن موضوعات وأزمات محددة. وندّد الخبراء الأمميّون المستقلون ما اعتبروه تصعيدا إسرائيليا للعنف وانتهاكها للحقوق في غزة والضفة الغربية المحتلة، وتجاهلها لقرارات محاكم دولية وتهجّمها على الأمم المتحدة.

والمقرّرون الخاصون والخبراء المستقلون، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلا أن هؤلاء لا يتحدّثون باسم الأمم المتحدة، بحيث لا تعكس آراؤهم بالضرورة الموقف الرسمي للمنظمة الدولية ككل. وندّد الخبراء بـ"ازدواجية معايير" في ما يتصل بالحرب على غزة، وشدّدوا على وجوب مساءلة إسرائيل على أفعالها.

وقالت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية: "أعتقد أنه لا مفر من أن تصبح إسرائيل منبوذة على خلفية هجومها المستمر الذي لا هوادة فيه على الأمم المتحدة والفلسطينيين". وتساءلت عمّا إذا من المسموح بالنسبة لإسرائيل "أن يتواصل الإفلات من العقاب على هجماتها التي لا هوادة فيها" على الأمم المتحدة.

وتساءلت ألبانيزي مخاطبة صحافيين في جنيف "هل يتعيّن النظر في عضويتها في هذه المنظمة التي يبدو أن إسرائيل لا تحترمها إطلاقا؟". بدوره، شدّد الخبير المستقل المعني بتعزيز نظام دولي ديمقراطي، عادل جورج كاتروغالوس، على وجوب أن تعامَل إسرائيل وفق المعايير نفسها المعتمدة مع كل البلدان،

ودان هجماتها المتكرّرة على مسؤولين أمميين أو وكالات أممية. وقال للصحافيين "لم يعد بإمكاننا تحمّل هذا النوع من ازدواجية المعايير والنفاق". وتابع "أنا واثق من أن المواطنين التقدميين والديمقراطيين في إسرائيل لن يسمحوا لبلدهم بأن يصبح منبوذا على غرار ما كانت عليه جنوب إفريقيا إبان حقبة الفصل العنصري".

من جهته، حذّر المقرّر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، بيدرو أروخو-أغودو، من أن تجاهل إسرائيل وحلفائها الصارخ لما خلصت إليه محاكم دولية ومجلس الأمن وغيرهما من الهيئات الأممية في ما يتّصل بالحرب على غزة، يقوّض المنظمة ككل.

وقال "نكون بصدد نسف الأمم المتحدة إذا لم نبد ردّ فعل". وأعربت ألبانيزي عن أسفها لـ"صمت مستمر" للعالم وخصوصا الدول الغربية إزاء معاناة "لا يمكن تصورها" في غزة. فيما شدّد أروخو أغودو على أن الحرمان من المياه في القطاع الفلسطيني المحاصر "يُستخدم سلاحا".

وقال أروخو أغودو إن سكان غزة يحصلون حاليا في المتوسط على 4,7 ليترات فقط من المياه للشخص الواحد يوميا، مقارنة بأكثر من 100 ليتر تعتبر عادة كافية لتلبية الاحتياجات اليومية.