أثار اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارات جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، موجة من ردود الفعل الغاضبة في العالمين العربي والإسلامي، حيث وصفته عدة شخصيات بارزة بأنه "جريمة نكراء" وتوعدوا بالرد على هذا "العدوان".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

خامنئي: دماء الشهيد حسن نصر الله لن تذهب هدرا

وذكر المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، في بيان أن "دماء الشهيد السيد عباس الموسوي لم تذهب هدرا، فلن تذهب دماء الشهيد السيد حسن هدرا أيضا".

وقال إنه "استشهد بينما كان منهمكا بالتخطيط للدفاع عن الناس العزل في ضاحية بيروت وبيوتهم المهدمة وأعرائهم الذين تقطعوا إربا إربا، كما جاهد لعشرات الأعوام من أجل الدفاع عن أهالي فلسطين الذين تعرضوا للظلم والجور، وعن مدنهم وقراهم المغتصبة وبيوتهم المدمرة وأعرائهم الذين قضوا في المجازر، وكان شرف الشهادة حقه المسلم به بعد كل هذا الجهاد".

وأشار إلى أن "العلم الإسلامي فقد شخصية عظيمة وفقدت جبهة المقاومة رافع راية بارز، وفقد حزب الله في لبنان قائدا قل نظيره، لكن بركات تدبيره وجهاده على مر عشرات الأعوام لن تنتهي أبدا. إن الأساس الذي أرساه في لبنان ووجه من خلاله سائر مراكز المقاومة لن يزول بغيابه فحسب، بل سيزداد قوة وصلابة ببركة دمائه ودماء سائر الشهداء".

وتابع خامنئي أن "ضربات جبهة المقاومة على الجسد المتهالك والمتآكل للكيان الصهيوني ستغدو بحول الله وقوته أكثر دكا وتدميرا. لم تحقق الذات الخبيثة للكيان الصهيوني النصر في هذه الحادثة، إذ لم يكن سيد المقاومة مجرد شخص، بل كان نهجا ومدرسة وهذا النهج سيستمر".

الرئيس الإيراني يوجه أصابع الاتهام إلى واشنطن

إلى ذلك، وجه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة بالوقوف خلف العملية، مؤكدًا أن "المجتمع الدولي لن ينسى أن الأمر بتنفيذ الهجوم صدر من نيويورك".

وقال الرئيس الإيراني إن "طهران ستتابع هذه الجريمة الصهيونية وتقف إلى جانب الشعب اللبناني وجبهة المقاومة".

وأضاف أن إسرائيل أثبتت مجددا أنها أكبر تهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين من خلال هجماتها الأخيرة على بيروت.

وتابع أن "اعتداءات النظام الصهيوني المنفذة في بيروت، هي جريمة حرب واضحة تكشف مرة أخرى طبيعة هذا النظام الذي هو دولة إرهابية".

ودعا جميع الدول، وخاصة الإسلامية، إلى إدانة هذه الهجمات بحزم، واصفا الهجمات بأنها "مؤشر على فشل المجتمع الدولي في وقف آلة إرهاب الدولة".

وقدم الرئيس الإيراني التعازي إلى لبنان حكومة وشعبا.

السيستاني: نصر الله قائد فذ في العقود الأخيرة

وفي تعليقه، وصف المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، نصر الله بأنه "قيادي قلّ نظيره في العقود الأخيرة". وقال في بيان إن "استشهاد السيد حسن نصر الله وكوكبة من إخوانه في المجزرة المفجعة التي اقترفها جيش العدو الإسرائيلي هو خسارة كبيرة للمقاومة اللبنانية والشعوب المظلومة".

إيران: دماء نصر الله ستؤدي إلى زوال إسرائيل

وفي إيران، صرح النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، بأن دماء نصر الله ستؤدي إلى "زوال" إسرائيل، مشددًا على أن إيران ستظل داعمة للمقاومة الإسلامية. وأضاف أن "إراقة دماء الأمين العام لحزب الله الشهيد ستسرّع من زوال الاحتلال".

من جانبه، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن "النهج المشرف الذي سار عليه نصر الله سيتواصل، وتطلعاته نحو تحرير القدس ستتحقق". وأكد البيان الصادر عن حزب الله مقتل نصر الله في "الغارة الصهيونية الغادرة".

السوداني: إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء

وفي العراق، أدان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجريمة، معتبرًا أنها "تعدي سافر لكل الخطوط الحمراء"، ومؤكدا وقوف بلاده مع لبنان وفلسطين ضد العدوان الإسرائيلي.

كما وصف رئيس مجلس النواب العراقي السابق، محمد الحلبوسي، نصر الله بأنه كان "عنوانًا للمقاومة والصمود"، فيما رثاه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قائلاً: "كفيت ووفيت يا نصرالله".

الحوثيون يعلنون الحداد

وفي اليمن، أعلنت جماعة الحوثي الحداد لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام في مناطق سيطرتها، ناعية نصر الله باعتباره "رمزا للمقاومة ضد الطغيان".

عباس يقدم تعازيه

بدوره، قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعازيه إلى حزب الله في اغتيال نصر الله. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن عباس قدم التعازي للحزب "باستشهاد أمينه العام الشيخ حسن نصر الله"، كما قدم تعازيه للحكومة والشعب اللبناني "باستشهاد الضحايا المدنيين نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم، واستمرار حرب الإبادة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني".