يرى المسؤولون الإسرائيليون أن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، "يعد خطوة مهمة يمكن أن تؤدي إلى تغيير مجرى الصراع" مع فصائل المقاومة في المنطقة والمحور الإيراني، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، السبت.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ونقلت القناة عن مسؤول سياسي (لم تسمه)، أن تل أبيب ترى أن "اغتيال نصر الله خلق فرصة لتحقيق تغيير إستراتيجي، ليس فقط في موازين القوى في لبنان، ولكن أيضًا في إمكانية تشكيل تحالف إقليمي واسع ضد إيران".

في الوقت نفسه، تنشغل الأوساط السياسية والأمنية والاستخباراتية في إسرائيلية بمحاولة تقدير رد فعل طهران، وكيفية تعاملها مع الواقع الجديد بعد اغتيال نصر الله وكبار قادة الحزب الذي "استثمرت فيه على مدار سنوات طويلة".

وتعتبر القيادة الإسرائيلية أن اغتيال نصر الله هو "حدث تاريخي"؛ وبحسب مسؤول سياسي، فإنه "يمكن استغلال هذا الحدث لتشكيل محور ضد إيران، وأيضًا لتطبيع العلاقات مع السعودية".

وأضاف المسؤول أن ذلك "قد يتحقق إذا تمكن الأميركيون من تقديم عرض جاد يغير موازين القوى، على الرغم من الجدول الزمني السياسي الضيق في ظل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة".

وبحسب القناة، فإن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن "حزب الله فقد أكثر من 50% من قوته، مما يعد ضربة قاسية. بما في ذلك أبرز قياداته وقدراته الصاروخية. ما يعني أن الحزب قد تجد صعوبة في تنفيذ هجمات كبيرة ضد إسرائيل".

وفي المرحلة التالية، تعتزم إسرائيل "التركيز على إعادة المواطنين إلى الشمال، مع تجنب حرب إقليمية، والعمل على إعادة الرهائن وتحقيق أهداف الحرب" التي تشنها منذ نحو عام على قطاع غزة.

ونقلت القناة عن مسؤول عسكري قوله إن اغتيال نصر الله وإضعاف حزب الله "من الممكن أن يؤثر على موازين القوى داخل لبنان أيضًا"، معتبرا أن الهجمات الإسرائيلية على الحزب "تفتح المجال لجهات أخرى لاستعادة زمام الأمور".

المعضلة الإيرانية

ويعتبر المسؤولون في تل أبيب أن طهران تقف في هذه المرحلة في حيرة من أمرها حول كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية؛ "بالنسبة لهم، يبدو أن استثمار المليارات في حزب الله قد ضاع في فترة قصيرة".

وبحسب القناة فإن "الإيرانيين يدركون أن أي ضربة ستوجه لإسرائيل سيستدعي رد فعل إسرائيلي". وإحباط الهجوم المباشر الذي شنوه على إسرائيل في نسيان/ أبريل الماضي، لا يزال ماثلا أمامهم، وكذلك رد إسرائيل على الهجوم باستهداف قاعدة جوية في أصفهان وأهداف إيرانية في سورية.

وبحسب تل أبيب، فإنه "بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الإيرانيين اتخاذ قرار بشأن كيفية إعادة بناء وترميم ‘أذرعهم‘ في الشرق الأوسط بعد الضربة القاسية التي يتعرض لها حزب الله".

وفي حديث لوكالة "رويترز"، قال الأستاذ بجامعة جورجتاون في قطر، مهران كامرافا، إنه "من وجهة نظر طهران، حتى لو كان السيناريو الأسوأ قد حدث بالفعل، فإنها لن تتحرك".

واعتبر أن "طهران تتبنى مبدأ يسمى الصبر الإستراتيجي وتمارس لعبة طويلة الأمد. وأعتقد أن هذا المبدأ سوف يستمر. فهي ترفض الدخول في أي صدام مباشر مع إسرائيل".

وقال الباحث في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، "أشك في أن إيران سترد لأنها واجهت هجوما أكثر وضوحا على أراضيها ولم ترد بشكل مباشر. أعتقد أن إيران تريد تجنب القيام بذلك مهما كان الثمن".

وأضاف "إنهم يدركون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يريد توريطهم، وبالتالي دفعهم إلى صراع مفتوح أو حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة بتوسيع نطاق الصراع”.