تبحث إسرائيل في إمكانية شن هجوم ضد إيران، يؤدي إلى تصعيد من خلال هجمات متبادلة تشمل استهداف منشآت نووية إيرانية، ويرصد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وجود فرصة في وضع كهذا، حسب تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

والفرصة التي رصدها نتنياهو تتمثل بمواصلة الحرب على غزة ولبنان، من خلال توجيه ضربات ضد إيران كقائدة المحور المناهض لإسرائيل وكدولة عتبة نووية.

ويخشون في واشنطن، منذ سنين وبشكل أكبر في الأشهر الأخيرة، من أن نتنياهو "سيكون سعيدا" باستدراجهم إلى تصعيد مع إيران، ينتهي بهجوم أميركي أو مشترك ضد المنشآت النووية الإيرانية، وفقا للتقرير.

وخشيت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، من سيناريو كهذا في العام 2012، الأمر الذي دفعها إلى مفاوضات سرية مع إيران، بمساعدة عُمان، وصولا إلى الاتفاق النووي في العام 2015. وأشار التقرير إلى أن اتصالات كهذه قد تحدث الآن، بوساطة عمانية أو قطرية أو سويسرية أيضا.

والتخوف الأميركي هو أن تنفذ إسرائيل هجوما ضد إيران يؤدي إلى تصعيد كبير في الفترة بين انتخابات الرئاسة الأميركية، في 5 تشرين الثانية، وبين دخول الرئيس المنتخب أو الرئيسة المنتخبة، دونالد ترامب أو كامالا هاريس، إلى البيت الأبيض، في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، وفقا للتقرير.

منشأة بوشهر النووية الإيرانية، نيسان/أبريل الماضي (Getty Images)

وفي حال قررت إسرائيل شن هجوم في إيران، فإن هناك ثلاثة أنواع من المنشآت التي قد تستهدفها – عسكرية ونفطية ونووية، حسب التقرير. وصرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه يعارض استهداف منشآت نفطية ونووية، فيما تعبر إيران عن أنها لا تريد حربا مباشرة بينها وبين إسرائيل، خاصة بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بقوة حزب الله وحماس العسكرية.

وحسب التقرير، فإن قوة المساومة لدى نتنياهو الآن أفضل مما كانت عليه قبل أكثر من عقد، لأن الحرب لا تزال دائرة والمنطقة عاصفة، بشكل "يسمح لإسرائيل تبرير تشديد خطواتها العسكرية ضد إيران"، وأن "قدرة الإدارة الأميركية على المناورة محدودة. والديمقراطيون يخشون من أن مواجهة علنية مع نتنياهو من شأنها التأثير على اتجاهات التصويت، قبل أسبوعين ونصف الأسبوع من انتخابات الرئاسة، ويتخوفون أكثر من أزمة طاقة عالمية جديدة عشية الانتخابات".

في العام 2012، تردد نتنياهو وامتنع عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية تحسبا من أزمة شديدة مع أوباما، وكذلك على خلفية معارضة جميع رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية.

والآن، قلقون في واشنطن من أنه لن يكون هناك أحد ليوقف نتنياهو، خاصة بعد أن أضعف الأخير وزير الأمن، يوآف غالانت، بشكل كبير. وقادة الجيش يشعرون بذنب هائل في أعقاب إخفاق 7 أكتوبر، وهم منشغلون في "تصحيح ما أفسدوا" ولا يملكون قدرات نفسية من أجل مواجهة نتنياهو في أمور أخرى.

ولفت التقرير إلى أن قسما من مستشاري نتنياهو "يعتقدون أنه نشأت فرصة ذهبية من أجل نقل الضغط (العسكري) إلى إيران"، كما أن السياسيين اليمينيين الذين يحاولون تطويق نتنياهو، مثل أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت، يوصون بتشديد الخطوات ضد إيران واستهدافها بقوة.

وألقى نتنياهو خطابا أمام الكونغرس، في تموز/يوليو الماضي، رغم معارضة الإدارة الأميركية. وتلا ذلك لقاءات منفصلة عقدها مع بايدن وهاريس وترامب، "واستمع خلالها، على ما يبدو، لرسالة موحدة حول موضوع واحد فقط، هو الموضوع الإيراني. ثلاثتهم يعارضون هجوما أميركيا على المنشآت النووية، والمرشحان للرئاسة يسعيان أيضا إلى اتفاق مع إيران"، وفقا للتقرير.

واعتبر التقرير أن على نتنياهو اتخاذ قرار بسرعة، لأنه بحسب تحليلات نشرت في السنوات الماضية في وسائل إعلام أجنبية، توجد صعوبة في مهاجمة إيران في فصل الشتاء، بسبب تأثير الأحوال الجوية على ظروف الرؤية.