قدمت لجنة أمناء الأوقاف في حيفا من خلال رئيس اللجنة راجي حسين وطاقم المخططين د. عروة سويطات ود. عبد بدران وعضو البلدية فاخر بيادسة، اعتراضها في اللجنة اللوائية، يوم الإثنين الماضي، على مخطط إقامة عمارة سكنية وتجارية مكوّنة من 27 طابقا بجانب المسجد الصغير في حيفا. ويشار إلى أن اللجنة قد توجهت قبل سنة ونصف للمستشار القضائي للحكومة بهذا الخصوص.

وشمل الاعتراض مطلب الضمان الهندسي والإجرائي لحماية المسجد وتخصيص مركز متعدّد المجالات للمجتمع العربي وخدمة للأوقاف، والالتزام بقرار اللجنة اللوائية من شهر آذار/ مارس 2023، التي تبنّت مطالب لجنة أمناء الأوقاف وطاقم المخططين وألزمت الشركة بتغيير المخطط لحماية المسجد وتحويل محيطه إلى منطقة خضراء.

ويذكر أنه في آذار 2023 تبنّت اللجنة اللوائية اعتراض لجنة أمناء الأوقاف الإسلامية في حيفا بواسطة مخطِّط المدن د. عروة سويطات والمهندس المعماري د. عبد بدران، ضد مخطَّط إقامة مبنى مكوّن من 27 طابقا بمحاذاة المسجد الصغير بمبادرة شركات ربحية خاصة.

وكان المقترح الأول للمخطط يهدّد المسجد الصغير من خلال بناء مداخل للسيارات إلى مصفات تحت الأرض عبر ساحات المسجد وإقامة منشآت ملوّثة وجمع النفايات بمحاذاة المسجد، والخشية من تهديد أعمال البناء تحت وفوق الأرض أساسات ومبنى المسجد على ضوء حساسيته الهندسية والمعمارية وأهميته التاريخية والدينية.

ولكن بعد اعتراض لجنة أمناء الأوقاف بواسطة د. عروة سويطات ود. عبد بدران آنذاك، تبنّت اللجنة اللوائية الاعتراض وأصدرت تعليمات للشركة لتغيير المخطط بحسب مطالب لجنة الأوقاف. وبالفعل عملت الشركة وفق مطالب الوقف وتعليمات اللجنة اللوائية وألغت كافة المداخل المخططة في ساحات المسجد، وألغت تخطيط محيط المسجد كمنشئات ملوّثة، وحوّلت منطقة المسجد إلى منطقة خضراء محمية، وفق مطالب الاعتراض وألزمت الشركة ضمان حماية المسجد.

وبعد النجاح في حماية المسجد، كان المطلب تخصيص مرافق جماهيرية لصالح الأوقاف، ولكن تبيّن أن الشركة في تقديمها المخطط المعدّل لم تلتزم بكافة مطالب لجنة الأوقاف وتحاول الاقتراب نحو مترين من المسجد.

وقدّمت لجنة الأمناء اعتراضًا جديدًا بواسطة مخطط المدن د. عروة سويطات والمخطط عبد بدران، يطالب الالتزام بتعليمات اللجنة اللوائية من العام 2023، وينص على الابتعاد عن المسجد وتخصيص مركز متعدّد المجالات ومرافق جماهيرية لصالح الأوقاف وخدماتها للمجتمع.

وعمل عضوا البلدية فاخر بيادسة وشربل دكور في دعم مطالب الأوقاف وحماية المسجد ومتابعة الملف في العمل البلدي واعتراضهما على المخطط في لجنة التخطيط والبناء.

يذكر أن المسجد الصغير (مسجد السوق) تأسس على يد الظاهر عمر عام 1761 ويعد من أقدم المقدّسات في حيفا، تم هدم جزء منه عام 1974.

وقال رئيس لجنة أمناء الأوقاف في حيفا، راجي حسين، إنه "بعد نجاحنا في حماية المسجد وساحاته وتحويل منطقته إلى منطقة محمية، نستمر في ملاحقة المخطَّط لنضمن التزامه في تعليماتنا ومطالبنا. وإضافة إلى ذلك نطالب أيضا تخصيص مركز متعدّد المجالات وقاعة وخدمات جماهيرية في المبنى لصالح الأوقاف الإسلامية والمجتمع الحيفاوي".

وأضاف حسين أنه "نعمل من خلال أفضل المختصين والعمل المهني وبالتعاون مع الجميع بهدف المحافظة على المسجد والمقدّسات، وأشكر كل من د. عروة سويطات ود. عبد بدران والشيخ رشاد أبو الهيجا - إمام مسجد الجرينة حيفا وعضوي البلدية فاخر بيادسة وشربل دكور والمحامي مصطفى رافع على دعمهم المستمر وعملهم الجاد في القضية".