طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة إلى إعلان المجاعة رسميًّا في شمال قطاع غزة، مع مرور أكثر من 50 يوما على منع إسرائيل إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، والذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال المرصد الأورومتوسطي إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم عشرات المرضى في ثلاثة مستشفيات شمال قطاع غزة، يواجهون خطرًا محدقًا بالموت جوعًا، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة، جراء الحصار الإسرائيلي غير القانوني.

آن الأوان للإعلان رسميا عن المجاعة في عموم قطاع غزة، وخاصة في شماله، بكل ما يتطلبه هذا الإعلان من التزامات قانونية وأخلاقية.

وأوضح الأورومتوسطي أن إسرائيل تمنع إدخال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة منذ 25 أيلول/سبتمبر الماضي. وفي 1 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، منعت إدخال البضائع، لتبدأ بعد أربعة أيام بشن هجوم عسكري واسع ما يزال مستمرًا حتى اليوم ضد جميع السكان في جباليا وبيت لاهيا، وفصلت بموجبه وبشكل فعلي محافظة شمال غزة عن باقي قطاع غزة.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أنه على مدار 36 يوما، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتدمير والقصف مئات المنازل ومراكز الإيواء هناك، وقتلت نحو 1900 فلسطينيًا وأصابت أكثر من 4,000 آخرين، وأجبرت عشرات الآلاف على النزوح قسرًا من المحافظة، فيما ما يزال عشرات الآلاف في المنازل ومراكز الإيواء.

وأشار إلى أن السكان الذين ما يزالون شمال غزة يقبعون تحت حصار خانق ويتعرضون لقصف متواصل ومتعمد، ويبقون بلا إمدادات طعام أو ماء أو علاج، فيما يصبح هدفًا للاستهداف المباشر والقتل من الطائرات المسيّرة كل من يحاول الخروج بحثًا عن طعام أو ماء.

وأبرز الأورومتوسطي أنه وثق شهادات صادمة لفلسطينيين أجبروا على الخروج من شمال قطاع غزة عن حالة الجوع المتفشية وعدم توفر الطعام، محذرًا من أن ذلك ينذر بارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد والأمراض المقترنة بهما، واتساع رقعتها خاصة بين كبار السن والأطفال والحوامل.

ونبه إلى أن الفلسطينيين الذين يواجهون حاليا أسوأ أيام التجويع والقصف والتهجير لم يكونوا تعافوا أصلًا من موجات التجويع السابقة التي برزت في محطات مختلفة نهاية العام الماضي وعدة مرات في الأشهر السابقة.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن عشرات الآلاف الذين أجبروا على إخلاء محافظة شمال غزة ولجأوا إلى محافظة غزة ليس لديهم القدرة على شراء الأساسيات نتيجة ارتفاع الأسعار بسبب شح المواد، ويفتقرون إلى المساعدات الملائمة، نتيجة الحصار الإسرائيلي غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على كافة شمال قطاع غزة، بما يشمل مدينة غزة.

وقال الأورومتوسطي إنه مع انعدام فرص العمل وغياب السيولة النقدية وانهيار القدرة على الإنتاج المحلي، فإن جميع السكان باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة لهم من الخارج. وبالتالي، فإن توقفها يعني حرمانهم بشكل مطلق من الحصول على المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية التي لا غنى عنها لبقائهم على الحياة.

وأضاف الأورومتوسطي أن العالم يتحمل المسؤولية أمام أزمة الجوع التي صنعتها إسرائيل في غزة من خلال ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كأداة لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم، محذرًا من أن تلك الأزمة اقتربت من نقطة اللاعودة في ظل توقعات بحدوث وفيات بالعشرات يوميًّا في صفوف الجوعى.

وأكد الأورومتوسطي أنه آن الأوان للإعلان رسميا عن المجاعة في عموم قطاع غزة، وخاصة في شماله الذي يتعرض لحصار وقصف وحرمان من المواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء وعلى نحو غير مسبوق، بكل ما يتطلبه هذا الإعلان من التزامات قانونية وأخلاقية، سواء على صعيد معاقبة إسرائيل، ومنع تزويدها بالسلاح، أو التدخل الفوري لعمل ممر إنساني وإدخال المساعدات والبضائع لإنقاذ الآلاف من الموت جوعًا.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان باستعادة وصول المساعدات الإنسانية إلى كامل قطاع غزة، بما في ذلك السماح بدخول المواد المنقذة للحياة وانتقالها عبر المعابر والطرق البرية بشكل فوري وسريع وفعال، واستعادة الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي، وتوفير الغذاء الآمن والمغذي والكافي لكامل السكان، وحليب الأطفال، وتوفير العلاج لحالات الجوع وسوء التغذية والأمراض المقترنة بهما، واستعادة نظم الإنتاج المحلي ودخول البضائع التجارية.

اقرأ/ي أيضًا | 41 شهيدا بينهم 13 طفلا بقصف إسرائيلي على منازل بجباليا وغزة