أعلن ناشطون سودانيون، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا مدينة الهلالية بولاية الجزيرة وسط البلاد إلى 450 قتيلا جراء هجمات وحصار قوات الدعم السريع للمدينة منذ نحو 20 يوما.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وفي الأيام الأخيرة تزايدت اتهامات محلية ودولية لقوات الدعم السريع بـ"ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية" بحق المدنيين بولاية الجزيرة، دون صدور تعليق من تلك القوات شبه العسكرية.

وتجددت الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بصفوف قوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه لقوات الجيش.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، سيطرت الدعم السريع بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها ود مدني مركز الولاية.

وتسيطر الدعم السريع حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

وأفاد "نداء الوسط" وهو كيان مدني سوداني يضم مجموعة ناشطين الثلاثاء، بأنه "بعد 19 يوم من حصار قوات الدعم السريع للمواطنين في مدينة الهلالية بلغ عدد الشهداء 450 بينهم أطفال".

وأوضح في بيان أنه "في كل لحظة تمر تصل الأخبار الفاجعة بفقدنا للمزيد من الأهالي نتيجة الحصار والظروف التي فرضتهم عليهم قوات الدعم السريع وقياداتها".

وأورد البيان أسماء الضحايا الـ450، مرجحا ارتفاع أعدادهم لاستمرار عملية الحصر.

وأمس الإثنين، قال "نداء الوسط" إن حصيلة ضحايا الهلالية بلغت 350 قتيلا "20 شهيدا منهم ارتقوا جراء إصابتهم بطلقات نارية، و330 جراء التسمم وتدهور الحالة الصحية".

وبعد أن اتهمت الخارجية السودانية الخميس، الدعم السريع بقتل 120 مدنيا بمدينة الهلالية، أعلنت نقابة أطباء السودان الجمعة، ارتفاع عدد قتلى الهلالية إلى 200.

ووفق مصادر محلية لمراسل، تواصل الدعم السريع مهاجمة الهلالية، التي تعد إحدى كبرى مدن شرق ولاية الجزيرة، وتفرض حصارا على عشرات الآلاف من سكانها.

ومن جانبه، أفاد مكتب الشئون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، الثلاثاء، بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين من أجزاء ولاية الجزيرة منذ 20 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، "إثر موجة من العنف المسلح والهجمات في المنطقة".

ولفت إلى تقارير "عن مقتل مدنيين، وإصابة آخرين بسبب الطعام المسموم في مدينة الهلالية شرقي ولاية الجزيرة".

وأضاف المكتب الأممي في بيان، أن "حوالي 135 ألفا و400 شخص نزحوا من الجزيرة ووصلوا إلى ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل حتى 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معارك خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء المعارك بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

اقرأ/ي أيضًا | السودان: مقتل 91 مدنيا بالجزيرة برصاص الدعم السريع والتسمّم