اقترح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب "مخاوف جدية" من تورطها في انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي خلال حرب غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تلغرام"

جاء ذلك بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة دبلوماسيين، اليوم الخميس، وبحسب ما أظهرت رسالة أرسلها الأربعاء إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل اجتماعهم المقرر يوم الإثنين المقبل.

وفي رسالة إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أكد بوريل أن إسرائيل لم تتعامل بشكل كافٍ مع هذه المخاوف، مما دفعه إلى اقتراح اللجوء إلى بند حقوق الإنسان لتعليق الحوار.

ويتطلب تفعيل القرار موافقة جميع الدول الأعضاء، ورغم أن الاقتراح يهدف لإرسال إشارة قوية، إلا أن دبلوماسيين أشاروا إلى اعتراض عدد من الدول، ما يعكس الانقسام داخل الاتحاد بشأن الصراع.

وأشار بوريل في رسالته إلى "مخاوف جدية بشأن انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي في غزة". وأكد أنه "حتى الآن، لم تتعامل إسرائيل مع هذه المخاوف بالشكل الكافي".

والحوار السياسي جزء أساسي من اتفاقية أوسع نطاقا بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، تتناول أيضا العلاقات التجارية الوثيقة، ودخلت حيز التنفيذ في حزيران/ يونيو 2000.

وكتب بوريل: "على ضوء الاعتبارات الموضحة أعلاه، سأقدم اقتراحا بأن يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى بند حقوق الإنسان لتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل".

واستبعد الدبلوماسيون أن توافق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على اقتراح بوريل.

وقال ثلاثة دبلوماسيين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن العديد من الدول اعترضت عندما أطلع مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي السفراء في بروكسل على الاقتراح، يوم الأربعاء.

وقال أحد الدبلوماسيين إن اقتراح بوريل يهدف إلى إرسال إشارة قوية تعكس القلق إزاء سلوك إسرائيل في الحرب. وسيتم مناقشة الاقتراح في اجتماع وزراء الخارجية، وهو الأخير الذي سيترأسه بوريل قبل انتهاء فترة ولايته التي امتدت لخمس سنوات.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، إن ما يقرب من 70% من ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة هم من النساء والأطفال، ونددت بما وصفته بانتهاك ممنهج للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.

ويسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا من أجل التوصل إلى موقف موحد قوي بشأن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وتعتمد إسرائيل على حلفائها مثل جمهورية التشيك والمجر اللتان تدعمان إسرائيل بشكل قوي لإحباط قرارات ضدها في الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد الدبلوماسيين إن هناك "دهشة" بين السفراء إزاء "عدم التجهيز والتحضير" للاقتراح. واعتبر أن هذه التصرفات جعلت الاتحاد الأوروبي "أكثر انقساما من أي وقت مضى".