يثير تكدس النفايات في الناصرة استياء عاما لدى الأهالي، إذ تنتشر النفايات بشكل كثيف وبكميات كبيرة في شوارع المدينة، وتتفاقم هذه الأزمة وتبرز بشكل جلي في الآونة الأخيرة.
طرأ تحسن ملحوظ خلال نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي عندما أعلنت بلدية الناصرة توصلها لاتفاق مع المقاول المسؤول عن جمع النفايات، ومن ثم عادت الأوضاع للتدهور وتكدست النفايات منذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر ولغاية اليوم.
وقال ميشيل كتورة، من سكان الناصرة، لـ"عرب 48" إنه "ننظر لهذه القضية كسابقة من نوعها، إذ أنه منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي والمشكلة مستمرة، وتؤثر على صورة المدينة أمام كل المجتمع وأيضا أمام السياح، حيث تعتمد المحال التجارية هنا على السياحة بشكل كبير، وأدت هذه المشكلة لانخفاض الحركة الشرائية إضافة للانخفاض الذي نشهده بسبب الحرب".
وأوضح أن "الوضع المالي في البلدية صعب جدا، ونرى هذه الأمر جليا بالتقصير في تقديم الخدمات الأساسية مثل جمع النفايات وتعبيد الشوارع، ولا نعرف أين تذهب الميزانيات التي ترصدها الوزارات المختلفة للبلدية".
وعن تعامل الأهالي مع هذه المعضلة، قال كتورة إنه "بتنا نجمع مبالغ مادية من الأهالي في كل حارة وندفع لمقاولين بشكل خاص ليجمعوا النفايات، وتعتبر هذه المبالغ عبئا إضافيا على جيوب الأهالي، فضلا عن أننا ندفع ضرائب للبلدية وبالمقابل لا نرى الحد الأدنى من الخدمات".
وعن تبعات القضية، قال كتورة إنه "مع كل هذا الوضع السيئ من تكدس النفايات التي من الممكن أن تسبب أمراضا وانتشار الروائح الكريهة في شوارع المدينة، يتم حرق النفايات التي يتم جمعها في جبل القفزة وفي ساعات المساء، ما يؤدي لانتشار الدخان وروائح الحريق بشكل كثيف جدا، إذ انقلب جبل القفزة من منطقة خضراء ومتنفس للأهالي إلى محرقة ضخمة".
وقالت إحدى سكان مدينة الناصرة (رفضت ذكر اسمها) لـ"عرب 48" إن "تكدس النفايات أصبح مشكلة يومية نواجهها ونعيش معها. رائحة النفايات الكريهة منتشرة في الشوارع، عدا عن المنظر غير الحضاري الذي تتشكل عليه شوارع المدينة خلال هذه الفترة".
وأكملت أنه "أدفع كل أسبوعين تقريبا مبلغ يتراوح بين 300 - 500 شيكل لمقاولين بشكل خاص كي يجمعوا النفايات من أمام منزلي ويزيلوها، وأعرف جيرانا لي يدفعون مبالغ أكبر بكثير لجمع النفايات، وهذا الحال إذا استمر سيشكل عائقا كبيرا للأهالي".
وعن الأضرار البيئية والصحية التي يسببها تكدس النفايات، قالت مديرة جمعية "مواطنون من أجل البيئة"، جميلة هردل، لـ"عرب 48" إن "هذه النفايات المتكدسة تمثل أولا مسًا بحقوق المواطن الأساسية بالعيش في بيئة سليمة وتلقي الخدمات الأساسية من السلطات، فضلا عن تسببها بأضرار كبيرة للبيئة أهمها تلوث الهواء وللصحة العامة وبجودة حياة السكان وصحتهم على المديين القريب والبعيد، كما تسبب روائح كريهة، وتجذب الحشرات والقوارض".
وتابعت هردل أن "الأخطار تتفاقم عندما يتم حرق هذه النفايات المختلطة، حيث أثبتت الأبحاث أن حرق النفايات بطريقة عشوائية يؤدي لإطلاق مواد سامة منها: الديوكسينات، البنزين، المعادن الثقيلة، الزرنيخ، الكروم، الهيدروجين السام وغيرها. والتعرض لهذه المواد يمكن أن يسبب خللا في جهاز المناعة، والجهاز العصبي، والجهاز التنفسي، والجهاز التناسلي، ويسبب أمراضا عديدة كالسرطان، وأمراض الكلى، والكبد، والقلب، وغيرها".
وعن المسار القانوني والقضائي في هذه القضية، قالت مديرة جمعية "مواطنون من أجل البيئة"، إنه "توجهنا، مؤخرا، لعدة جهات وطالبنا تدخل الوزارات في أزمة النفايات اللي تواجهها عدة بلدات عربية وهي آخذة في التفاقم، وأيضا طالبنا بالتدخل لحل المشكلة في الناصرة، وخلال الأسبوع الأخير ومع ازدياد توجهات السكان إلينا وعدم التحرك من قبل الوزارات قررنا تقديم دعوى قضائية باسم سكان من الناصرة والبلدات المجاورة".
وتوجه "عرب 48" للحصول على تعقيب بلدية الناصرة، لكن دون جدوى، وسننشر تعقيب البلدية فور وصوله إلينا.
اقرأ/ي أيضًا | وزارة الداخلية تدرس إمكانية إقامة لجنة تحقيق لبلدية الناصرة