يصف الجيش الإسرائيلي بـ"خط القرى الثاني" في جنوب لبنان بأنه هدف توسيع المناورة البرية، بعد أن توغل إلى "خط القرى الأول"، أي القرى اللبنانية الملاصقة للحدود، لكنه يعترف بأن عملياته في "خط القرى الثاني" تجري في "عدد قليل من النقاط" حاليا، وفق تحليلات متشابهة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الخميس.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفيما يدعي الجيش الإسرائيلي أن هدفه من توسيع المناورة البرية هو إزالة تهديد القذائف المضادة للدروع وتوغل قوات حزب الله في بلدات حدودية إسرائيلية، إلا أن إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيرة من لبنان على إسرائيل قد استمر بالتصاعد والاتساع وصولا إلى مناطق في عمق إسرائيل، مثل تل أبيب ومنطقتها في الأيام الأخيرة، حسبما ذكر المحلل العسكري في القناة 12، نير دفوري.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن قسما كبيرا من هذه الذخيرة يطلقها حزب الله من منطقة "خط القرى الثاني"، وأن في هذه القرى لا يزال يوجد مخزون كبير من الأسلحة، وهي قريبة بما يكفي من الحدود كي ينفذ منها إطلاق نار ناجع على إسرائيل، وخاصة على منطقة حيفا والكرايوت ومحيطها.

أضرار بمركبات في وسط إسرائيل جراء سقوط صاروخ أطلِق من لبنان، الأسبوع الماضي (Getty Images)

وأشار دفوري إلى أن ستة جنود إسرائيليين قُتلوا وأصيب آخرون في "خط القرى الثاني"، أمس، خلال اشتباك مع قوات حزب الله. لكن هذا المحلل أضاف أن "ثمة أهمية للتشديد على أن تنظيف "خط القرى الثاني" من أسلحة حزب الله ليس الهدف الأهم للمناورة البرية، لكنه هدف ثانوي طالما أن المناورة مستمرة"، حسبما نقل عن مصادر عسكرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن قوات اللواء 188 توغلت برا في "أهداف جديدة في جنوب لبنان"، بعد أن أشار إلى أن مقاتلي حزب الله يختبئون داخل ملاجئ ويخرجون منها لوقت قصير، فقط من أجل إطلاق نار على إسرائيل، وهذا الأداء يضع مصاعب أمام منع مسبق لإطلاق هذه النيران، ولذلك يعتبر الجيش الإسرائيلي أن العمليات البرية أمر ضروري.

وذكر دفوري وكذلك المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن الجيش الإسرائيلي يسعى حاليا إلى تحقيق ثلاث غايات عسكرية.

الغاية الأولى هي ممارسة ضغط عسكري من أجل دفع "تسوية" مع لبنان، تكون صيغتها أفضل بالنسبة لإسرائيل من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يقضي بعدم وجود مسلح لحزب الله في جنوب لبنان، وأن تكون لدى إسرائيل إمكانية لإنفاذ تسوية كهذه في حال لم ينفذ ذلك الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الدولية، لكن يرجح ألا يوافق حزب الله، ولا حكومة لبنان، على شرط إسرائيل كهذا.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه دمر 80% من القذائف الصاروخية والصواريخ التي بحوزة حزب الله، "لكن ما تبقى لدى حزب الله لا يزال كافيا كي يجعل الملايين من سكان إسرائيل يهرولون يوميا إلى الملاجئ. وبالنسبة لحزب الله هذا إنجاز يستنزف إرادة إسرائيل، ومن شأنه أن يدفع إلى تليين مطالب إسرائيل في المفاوضات" التي تجريها إسرائيل مع لبنان بوساطة المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، حسب بن يشاي.

والغاية الثانية التي سيحاول الجيش الإسرائيلي تحقيقها، وفقا لادعاء بن يشاي، هي التمهيد "لليوم التالي" للحرب على لبنان، أي أن يمنع الجيش اللبناني و"يونيفيل" وجودا مسلحا لحزب الله في جنوب لبنان وغرب نهر الليطاني، وبشكل خاص في منطقتي "خطي القرى الأول والثاني".

ويهدد الجيش الإسرائيلي بخطط عسكرية أعدها من أجل مواصلة المناورة البرية وأن رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، قد صادق عليها، وأن هذه الخطط تشمل استهداف أهداف لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية وبضمنها الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي موازاة ذلك، "يواصل الجيش الإسرائيلي صيانة الإغلاق العسكري على لبنان" بمنع نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله، حسبما ذكر دفوري.