ذكرت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة، الخميس، أن ممارسات إسرائيل خلال الحرب على غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأشار تقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من المواطنين العرب في الأراضي المحتلة والذي يغطى الفترة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي حتى تموز/يوليو، إلى "سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروف تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا".

وأفادت اللجنة التي تحقق منذ عقود في الممارسات الإسرائيلية التي تؤثر على الحقوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن إسرائيل "استخدمت التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين".

وقالت "من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة.. تتسبب إسرائيل عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة".

وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لويز ووتريدج، إن العملية العسكرية في شمال قطاع غزة أجبرت ما لا يقلّ عن 100 ألف شخص على النزوح من أقصى الشمال إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

ووفقا للأمم المتحدة، نزح 1,9 مليون شخص من أصل 2,4 مليون نسمة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2024.

ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، إن "الاحتلال شرد عشرات آلاف الناس" مشيرا إلى أن "أكثر من 100 ألف مواطن (غالبيتهم من اللاجئين منذ عام 1948) ما زالوا يتواجدون في محافظة شمال قطاع غزة دون طعام ولا شراب ولا دواء".

ويؤكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أسابيع تسببت بـ"تدمير كلي لأكثر من 2000 مبنى ومنزل" في شمال القطاع.

ويضيف أن كل المناشدات التي وجهت للمنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية "لم تُجد نفعا".

وأجبرت العملية العسكرية إيمان حمد (41 عاما) على النزوح مجددا قبل يومين من مركز إيواء للنازحين في شمال القطاع.

وعلى وقع تهديد الجنود الإسرائيليين بقصف المدرسة، بحسب شهود، وإطلاق النار، غادرت حمد مع أولادها وأحفادها مركز الإيواء في مدرسة "مهدية" في بلدة بيت حانون.

وتقول إنه منذ اندلاع الحرب "نزحنا أكثر من عشر مرات، أخيرا كنا بمدرسة مهدية" التي أحرقتها القوات الإسرائيلية فجر الأربعاء، على حد قولها.

وتابعت "يريدون ذبحنا وإبادتنا بحجة تطهير الشمال من المسلحين، العالم كله يعرف أن إسرائيل تكذب وتكذب لتبرير قتل المدنيين. هذا ليس انتقام، إنها مذبحة شعب".

بدوره، يشير راغب الربايعة (63 عاما) المقيم في مخيم جباليا والذي نزح منه "مجبرا" قبل أسبوع إلى أن "ما يحدث أكبر من نكبة، إذا لم تمت من القصف سوف تموت أنت وأولادك وأحفادك من الجوع والعطش والأمراض".

لكن أشرف أبو حبل (50 عاما) وهو سائق سيارة أجرة، رفض مغادرة منزله في جباليا وقال إن "الموت بالقصف أفضل مليون مرة من الموت بإذلال التشرد والنزوح والجوع".

ويقول الشاب أنيس صالحة (19 عاما) الذي استشهد والده في بداية العملية العسكرية في جباليا الشهر الماضي ونزح مع عائلته إلى مدينة غزة "أمنيتي أن نعيش بسلام مثل باقي العالم".

اقرأ/ي أيضًا | "هيومن رايتس ووتش": هناك أدلة على تهجير قسري بغزة ترتقي لجرائم حرب