"تزداد الأمور تعقيدًا في الضفة الغربية المحتلة، حيث النشاط الاستيطاني يتواصل بوتيرة عالية ويأخذ أشكالاً متطرفة في ظروف تواصل الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

هذا ما يشير إليه "تقرير الاستيطان" الأسبوعي الصادر عن "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان"، لافتًا إلى أن "إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يقودان هنا حربًا معلنة على الوجود الفلسطيني تهدف لفرض التهجير القسري وإنشاء "دولة للمستوطنين" .

ويتابع: "إيتمار بن غفير، كما هو معروف، يسكن في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، ويشغل منصب وزير الأمن القومي؛ ويقع ضمن صلاحياته جهاز الشرطة. أما بتسلئيل سموتريتش، فيسكن في مستوطنة "قدوميم" في محافظة قلقيلية، ويشغل منصب وزير المالية ووزير الاستيطان في وزارة الجيش، ومن موقعه هذا يحكم سيطرته على الإدارة المدنية".

"ثلاثة أضعاف مساحة بلدية تل أبيب"

بن غفير وسموتريتش، يقول التقرير، "يملكان قدرة واسعة على التأثير في قرارات بنيامين نتنياهو، ومن خلال هذا التأثير، فإنهما يدفعان بسياسات استيطانية متطرفة وغير مسبوقة في الضفة. هما لا يكتفيان مثلاً بدفع الحكومة لمصادرة مساحات واسعة من الأراضي تمتد من شرق رام الله إلى مشارف أريحا ومنحها للمستوطنين (هذه المساحة تبلغ نحو 150 ألف دونم، وتعادل ثلاثة أضعاف مساحة بلدية تل أبيب)، ولا يكتفيان بترخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات أو بإضفاء الشرعية على بؤر استيطانية غير قانونية، بل يدفعان للتوسع في إقامة ما يسمى "المزارع الرعوية" وملئها بالأحداث الجانحين المسلحين ويحرضونهم مع (شبيبة التلال – تدفيع الثمن) الإرهابية على إشاعة الخراب في الريف الفلسطيني في موسم قطاف الزيتون للعام الثاني على التوالي.

"اللعبة المزدوجة"

تمر هذه الأيام على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بـ "أبعاد جديدة في ظروف الحرب وفي موسم قطاف الزيتون. والهدف واضح وهو عزل الفلسطينيين عن أراضيهم التي كانوا يستغلونها قبل السابع من أكتوبر دون عوائق كبيرة".

على الفلسطينيين أن يطلبوا من جيش الاحتلال السماح لهم بالوصول إلى أراضيهم المحاذية للمستوطنات لجني محصول الزيتون أو الاعتناء بأراضيهم المشجرة. جيش الاحتلال يماطل في العادة ويمارس لعبة مزدوجة؛ يعطي تصريحًا بالتنسيق للمواطنين الفلسطينيين دون أن يوفر لهم الحماية من اعتداءات المستوطنين ليتدخل لاحقًا بالطلب من الفلسطينيين مغادرة المنطقة بحجة منع الاحتكاك، لترسو الصورة بالنسبة للمستوطنين على حرية أكبر للحركة وممارسة كل أشكال العربدة والتخريب والإرهاب، الذي يلقي بظلاله على الريف الفلسطيني في مختلف المحافظات، كما هو الحال في محافظة سلفيت، التي تعرضت فيها دير استيا وكفر الديك ودير بلوط وياسوف لاعتداءات المستوطنين، الذين ينطلقون من المستوطنات المجاورة وبؤرها الاستيطانية الإرهابية كبؤرة "نفي نحميا" على أراضي ياسوف، والبؤرة الرعوية، التي أقامها المستوطنون على أراضي كفر الديك وغيرها لحرمان المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، أو في محافظة رام الله، التي دهم إرهاب المستوطنين الأسبوع الماضي المنطقة الصناعية لمدينة البيرة في تصعيد خطير وغير مسبوق، فيما تعرضت قراها لاعتداءات من شبيبة التلال وتدفيع الثمن الإرهابية و"الأحداث الجانحون" في ما يسمى بالمزارع الرعوية، كما هو حال قرى برقا وسنجل وترمسعيا وكفر مالك والمغير.

محافظة بيت لحم

وفي جنوب الضفة الغربية تعرض الأسبوع الماضي الريف الفلسطيني في محافظتي الخليل وبيت لحم لمسلسل لم ينقطع من الاعتداءات الإرهابية. ففي محافظة الخليل تعرضت صوريف وترقوميا وبيرين وتل رميده وفرش الهوى والأراضي في محاذاة مستوطنة كريات أربع، حيث حالت تلك الاعتداءات بين المواطنين وبين مساحة من الأراضي تقترب من ثلاثة آلاف دونم مزروعة بأشجار الزيتون.

وفي محافظة بيت لحم، حاول المستوطنون السيطرة على نحو 1200 دونم، ما بين خلايل اللوز، وخلة القطن، وخلة النحلة، لفصل مدينة بيت لحم عن ريفها الجنوبي وربط مستوطنتي "افرات"، و"تقواع" ببعضهما، في منطقة يقطنها حوالي ثلاثة آلاف مواطن فلسطيني، فيما صعد المستوطنون، بتواطؤ واضح من جيش الاحتلال، من اعتداءاتهم ومنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم في قرية حوسان ومناطق واد قديس في محيط مستوطنة بيتار عيليت الجاثمة على أراضي المواطنين، لقطف ثمار الزيتون.

نابلس وطولكرم وجنين

شمال الضفة الغربية بدوره لم يشهد الهدوء ليوم واحد على امتداد الأسبوع الماضي. فآلة القتل الإسرائيلية تعمل على مدار الساعة وخاصة في طولكرم وجنين ولا تستثني نابلس كذلك. أما المستوطنون فإن اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين هي الأخرى على مدار الساعة، بفعل الانتشار الواسع للبؤر الاستيطانية والمزارع الرعوية الإرهابية، التي يوجّه عملها رئيس مجلس مستوطنات ليكودي يوصف بأنه "الأكثر تطرفًا" بين قادة المستوطنين، يوسي داغان، الذي لا يخفي دعمه وتأييده لإرهاب المستوطنين في شمال الضفة الغربية بشكل خاص وفي عموم الضفة الغربية.

"مجازر بحق الأراضي"

هذا الإرهاب الاستيطاني، الذي يضرب بقوة في قرى وبلدات المحافظة من يتما وجالود وقريوت وقصره ودوما وعقربا ويانون وبيت فوريك وبيت دجن إلى الشرق والجنوب الشرقي من مدينة نابلس إلى عصيره القبلية ومادما وبورين وبيتا في الجنوب وحتى دير شرف إلى الغرب من المدينة.

في جالود حُرم المواطنون من الوصول إلى 500 دونم من أراضيهم المزروعة بالزيتون، وفي قريوت ترتكب مجموعات الأرهابيين من المستوطنات مجزرة بحق مساحة واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار زيتون معمرة وفي يانون يضغط المستوطنون بغطاء من جيش الاحتلال على المنطقة بهدف إخلائها من السكان.

وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض" فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير ( 2/11/2024 – 8/11/2024):

القدس: في أكبر عملية هدم أقدمت بلدية الاحتلال على هدم 3 بنايات تضم 8 شقق سكنية في حي البستان بسلوان بداعي البناء غير المرخص.وجاءت عملية الهدم في إطار مخطط إسرائيلي لهدم عشرات المنازل التي يسكنها نحو 1550 فلسطينيًا في الحي توطئة لإقامة حديقة توراتية على أنقاضه.

- في جبل المكبر أخطرت قوات الاحتلال بهدم مسجد الشياح خلال 5 أيام، علمًا أنه مقام منذ 20 عامًا. كما هدمت قوات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة عايد، وهو مكون من طابق واحد، في بلدة سلوان، وأجبرت المواطن ضرار درويش على هدم منشأة زراعية وغرفة سكنية تعودان له ذاتيًا، بحجة عدم الترخيص في قرية العيسوية.

- الخليل: هاجم مستوطنون مسلحون من مستوطنة "بيت عاين" المقامة على أراضي بلدة صوريف منازل في منطقة "دير النيل"، وأطلقوا الرصاص الحي صوبها وكسروا بالحجارة نوافذ ثلاثة منازل لعائلة غنيمات، كما أشعلوا النار في محيطها. وفي بلدة ترقوميا اعتدى مستوطنون على مزارعين ومنعوهم بالقوة من الوصول إلى أراضيهم المحاذية لمستوطنتَي "أدورا" و"تيلم".

وفي منطقة بيرين اعتدت عصابات المستوطنين بالضرب والحجارة على قاطفي الزيتون وحاولوا سرقة مركبة أحد المواطنين كما أجبرت قوات الاحتلال المزارعين في منطقه أم نير، على مغادرة أراضيهم ومنعهم من قطف ثمار الزيتون. وفي تل الرميده حاول مستوطن دهس المواطن ياسر أبو مرخية (52 عامًا)، أثناء نقله ومجموعة من الفتية احتياجات فعالية "فرح ومرح" التي يحضر لإقامتها في جمعية "إبراهيم الخليل" للترفيه عن الأطفال في تلك المنطقة في ظل ما يعانونه من اعتداءات مستمرة من جنود الاحتلال والمستوطنين. وفي بلدة يطا، هدمت قوات الاحتلال منزلاً في منطقة جورة الجمل تعود ملكيته للمواطن يعقوب المصري. وأخطرت بهدم منزل الشهيد مهند العسود في منطقة الذخرة في بلدة إذنا غرب الخليل.

بيت لحم: وضع مستوطنون بيتًا متنقلاً "كرفان"، في منطقة خلايل اللوز، جنوب شرق بيت لحم وحاول عدد من المستوطنين السيطرة على أراضٍ، مساحتها حوالي 1200 دونم، ما بين خلايل اللوز، وخلة القطن، وخلة النحلة، تعود لعائلات أبو كامل والعبيات. فيما منعت قوات الاحتلال المواطنين من قطف ثمار الزيتون في حوسان في مناطق واد قديس، فيما شرع مستوطنون بحراثة عشرات الدونمات لمواطنين في مناطق خلايل اللوز وخلة القطن وخلة النحلة، جنوب بيت لحم، تمهيدًا للاســـتيلاء عليها.

رام الله: أحرق مستوطنون نحو 20 مركبة بعد أن هاجموا المنطقة الصناعية بمدينة البيرة وأطلقوا النار في الهواء ونحو مركبات الدفاع المدني لدى وصولها المنطقة لإخماد النيران، قبل أن يهربوا . وتسبب حريق المركبات بأضرار بالغة في البنايات السكنية التي احترقت واجهاتها الخارجية من قوة النيران المندلعة. كما أحرق مستوطنون مركبة في بلدة دير دبوان وخطوا شعارات عنصرية على جدار استنادي. وفي قرية برقه هاجم مستوطنون قاطفي الزيتون بمنطقة وادي الشامي وأضرموا النيران في أشجار الزيتون، وعدد من منازل المواطنين بعد أن اقتحموا القرية من ثلاثة محاور؛ وهي منطقة الحدب، ووادي الشامي، والمنطقة القبلية. وفي قرية المغير أقدم مستوطنون على قطف ثمار الزيتون، وسرقتها من أشجار تعود للمواطنين: سمير أبو عليا، ورتيب النعسان، ونائل الحج محمد. وفي سياق متصل منعت قوات الاحتلال أهالي قرية قلنديا من قطف ثمار الزيتون، بعد أن أغلقت البوابة الحديدة في جدار الفصل والتوسع العنصري، الذي يمنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم. كما أحرق مستوطنون مركبة تعود للمواطن مصطفى محمد كعابنة في تجمع بدوي "الرأس" بين قريتي المغير وكفر مالك، وخطوا شعارات عنصرية، فيما منع جنود الاحتلال برفقة مستوطنين المزارعين في بلدة ترمسعيا من قطف الزيتون وقاموا بطرد المزارعين من الأرض ومصادرة الزيتون والمفارش.

نابلس: هاجم مستوطنون قاطفي الزيتون في أراضي جالود في المنطقة الشرقية من القرية، ومنعوهم من قطف ثمار الزيتون، وكانوا يطلقون النار على من يقترب من الأراضي، فيما أجبرت قوات الاحتلال المزارعين على إخلاء أراضيهم في خربة يانون التابعة لأراضي عقربا جنوب نابلس بعد الاستيلاء على مفارش ومعدات خاصة بقطف الزيتون. كما منعت قوات الاحتلال وحارس مستوطنة "مجدوليم" المزارعين في قرية قصره تحت تهديد السلاح من إكمال قطف ثمار الزيتون وطالبوهم بإخلاء أراضيهم فيما سلمت قوات الاحتلال إخطارات بوقف البناء في قرية دوما، جنوب نابلس بالمنطقة الشرقية من القرية، منها سبع خيام وغرفة زراعية وجدار، بحجة البناء دون ترخيص في المنطقة المصنفة "ج". كما سلّمت قوات الاحتلال 6 إخطارات بوقف البناء والهدم، لمنازل في منطقة نابلس الجديدة، منها 2 قيد الإنشاء و4 لمنازل مسكونة، بحجة البناء دون ترخيص. وفي قرية قريوت قطع مستوطنون أكثر من 500 شجرة زيتون معمرة، حيث تفاجأ المزارعون عند دخولهم لأراضيهم بالمنطقة الغربية من القرية عقب حصولهم على تنسيق لمدة يومين، بتقطيع المستوطنين هذا العدد من الأشجار المعمرة القريبة من مستوطنة "عيليه".

سلفيت: خط مستوطنون شعارات ورسومات عنصرية على سيارات عمال متوقفة على الشارع العام في محيط المنطقة الصناعية بمستوطنة "أرئيل"، فيما منعت قوات الاحتلال مزارعين من قطف الزيتون في بلدة دير إستيا بمنطقة "القعدة"، وأجبرت مزارعين تحت تهديد السلاح على مغادرة أراضيهم بذريعة أنها منطقة عسكرية مغلقة وفي البلدة نفسها اعتدى مستوطن على مزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون، كما هاجم مستوطنون مسلحون من البؤرة الاستيطانية الرعوية المقامة على أراضي المواطنين في كفر الديك، قاطفي الزيتون بمنطقة خلة الحرامية غرب البلدة وحاولوا إجبارهم على ترك أراضيهم ومنعهم من قطف ثمار الزيتون. وطرد حارس أمن مستوطنة تفوح وقوات الاحتلال المزارعين من أراضيهم ومنعوا من قطف ثمار الزيتون شمال ياسوف في منطقة باب الأسرب والخلة، وفي إعتداء آخر في ياسوف قامت قوات حراس أمن مستوطنة "نفي نحميا" بالاعتداء على المزارع نعيم محمد عبيد وتم طرده من أرضة ومصادرة هاتفه النقال و 4 شوالات زيتون في منطقة الحريقة والسراب.

طولكرم: أضرم مستوطنون النار في أراضي سهل رامين المزروعة بأشجار الزيتون شرق طولكرم، ما أدى إلى اشتعالها وامتداد النيران، وقاموا بملاحقة قاطفي ثمار الزيتون بشكل وحشي وأجبروهم تحت تهديد السلاح على مغادرة أراضيهم ومنعوهم من إكمال عملهم، وفي قرية شوفه هاجم مستوطنون من مستوطنة "أفني حيفتس"، برفقة كلاب بوليسية، المزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون، واستولوا على الثمار، وتم طردهم من أراضيهم وتهديدهم بعدم العودة إليها تحت السلاح. كما طرد جنود الاحتلال عددًا من المزارعين وعائلاتهم من بلدة كفر اللبد شرق طولكرم أثناء وجودهم في أراضيهم لقطف الزيتون الواقع في منطقة "أرض الصوامع" غرب مستوطنة "عناب"، ‫ومنعوهم من قطف ثمار الزيتون، كما تفاجأ الأهالي بقطع أكثر من 100 شجرة زيتون معمرة وقديمة.

الأغوار: اعتدى مستوطنون على المواطنين في تجمع شلال العوجا البدوي شمال غرب اريحا وقاموا بمطاردة المواطنين داخل التجمع. وفي تجمع عرب المليحات سيّج مستوطنون محيط مسكنَين بالأسلاك الشائكة وحاصروهما بمن فيهما من الأطفال والنساء، فيما داهمت قوات الاحتلال مدرسة المالح الأساسية في الأغوار الشمالية، وأجبرت الكادر التعليمي على الخروج منها وسط تخوفات من عمليات هدمها في المستقبل. وفي منطقة راس العقبة هاجم مستوطنون بزي عسكري ثلاث عائلات فلسطينية وقاموا بسرقة أكياس الزيتون والمفارش من العائلات الثلاثة تحت حماية الاحتلال الذي كان في الموقع وسمح للعائلات الثلاث بالدخول قبل ساعتين إلى الأرض. وفي قرية الجفتلك هدمت قوات الاحتلال منشأة سكنية في منطقة المخروق تقدر مساحتها بـ120 مترًا مربعًا. وفي الفارسية استولى مستوطنون على قطعة أرض تقدر مساحتها بخمسة دونمات وزرعوها بأشجار الزيتون، علمًا أن الأرض المستولى عليها، يزرعها المواطنون سنويًا بالمحاصيل البعلية. وكان مستوطنون قبل حوالي أسبوعين استولوا على قطعة أرض أخرى في المنطقة ذاتها، وزرعوها بالزيتون.

اقرأ/ي أيضًا | الضفة | عربدة المستوطنين في موسم الزيتون

اقرأ/ي أيضًا | الضفة | مناطق عازلة؛ وجه جديد للاستيطان وسرقة الأراضي