تواجه البلدة القديمة في مدينة عكا أزمة اقتصادية خانقة نتيجة توقف حركة السياحة بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وتُعد عكا من المدن التي تعتمد اقتصاديا على السياحة والتجارة بشكل رئيسي، مما جعلها عرضة لتداعيات الحرب التي ألقت بظلالها الثقيلة على الحركة التجارية والحياة اليومية في المدينة. وأدى هذا الوضع إلى إغلاق بعض المحلات التجارية أبوابها لتجنب تكاليف التشغيل، في وقت باتت فيه المداخيل شبه معدومة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

يجمع أصحاب المحلات التجارية في سوق عكا القديم على أن المدينة فقدت حيويتها المعتادة. وقالوا في تصريحات لـ"عرب 48" إن صمت الشوارع بعد غياب الزوار أحال المدينة إلى مكان خالٍ من الحياة، بعدما كانت تعج بالضجيج والبهجة.

@_arab48

يجمع أصحاب المحلات التجارية في البلدة القديمة في مدينة عكا في حديثهم "لعرب 48" بأن عكا مدينة حزينة، صمت بها ضجيج الزوار والمتسوقين وباتت تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب الحرب.

original sound - Arab48 - موقع عرب 48

سميح الشمالي، صاحب متجر لبيع الأسماك الطازجة منذ أكثر من خمسين عاما، تحدث عن الأزمة قائلا: "لم أشهد وضعا اقتصاديا سيئا كهذا طوال حياتي. أضطر لإغلاق متجري مبكرا يوميا بسبب انعدام حركة المشترين. حتى أنني أشتري كميات قليلة من الأسماك لتجنب خسائر أكبر، لأن تخزينها لفترات طويلة غير ممكن. نحن على شفا انهيار اقتصادي ونعيش تحت وطأة ضغط نفسي كبير".

أما محمد جارحي، مالك محل لبيع الخضار، فأكد أن استمرار عمله يعود إلى طبيعة منتجاته الضرورية التي لا يمكن للناس الاستغناء عنها. وقال: "على الرغم من قلة المشترين، لا يمكنني إغلاق المحل لأن الخضار والفواكه من الأساسيات. نأمل من الجهات المعنية تخفيف الضرائب لمساعدتنا على الصمود في ظل هذه الأزمة".

علي طه، تاجر آخر في السوق، عبر عن استيائه من قلة المبيعات، مشيراً إلى أنه باع منذ ساعات الصباح سلعاً بقيمة 30 شيكل فقط. وأضاف: "عكا القديمة باتت مدينة حزينة. الزوار يخشون الحرب، مما أثر بشكل كبير على عملنا. نحن نحاول فتح متاجرنا يومياً للحفاظ على مصدر رزقنا، ولكن الأمر بات صعباً للغاية".

وفي السياق ذاته، أوضح فيصل أبو العسل أن التجار الذين يمتلكون محالهم التجارية قد يتمكنون من الاستمرار، بينما المستأجرون يعانون بشدة بسبب المصاريف الكبيرة مقارنة بالعائدات القليلة. وأضاف: "الحياة في عكا القديمة قد لا تعود إلى طبيعتها قبل مرور خمس سنوات على انتهاء الحرب. منذ الشهر الثالث للحرب، توقف النشاط التجاري بشكل شبه كامل".