أعدمت السعودية أكثر من 100 أجنبي منذ بداية العام 2024، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس" للأنباء، استنادا إلى الإعلانات الرسمية، وهي حصيلة تشكّل رقما قياسيا جديدا، بحسب مجموعة للدفاع عن حقوق الإنسان.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأوردت وكالة الأنباء السعودية أنه تمّ "السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق يمني ارتكب مخالفة تعاقب عليها القوانين في المملكة بالقتل". والمحكوم هو موسى محمد عبدالله صالح المدان بتهريب المخدرات إلى أراضي السعودية، ونُفّذ الحكم في نجران.

وبإعدامه، يرتفع إلى 101 عدد الأجانب الذين أعدموا في البلاد منذ كانون الثاني/يناير 2024.

وقال طه الحجي، المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ESOHR ومقرها في برلين: "هذا أكبر عدد من عمليات إعدام أجانب في عام واحد".

وفي العام 2023، كما في 2022، ارتفع عدد عمليات إعدام الأجانب على أساس سنوي إلى 34.

وتواجه السعودية انتقادات متكررة لاستخدامها المفرط لعقوبة الإعدام.

وتقول منظمات تدافع عن حقوق الإنسان إنّ هذه الإعدامات تقوّض المساعي التي تبذلها السعودية لتلميع صورتها، عبر إقرارها تعديلات اجتماعية واقتصادية ضمن "رؤية 2030"، التي يشرف عليها ولي العهد، محمد بن سلمان.

واحتلّت السعودية المرتبة الثالثة على قائمة الدول الأكثر تنفيذا لأحكام الإعدام في العالم في عامَي 2022 و2023 تواليا، بعد الصين وإيران، بحسب منظمة العفو الدولية.

وفي أيلول/ سبتمبر، أظهرت حصيلة "فرانس برس"، استندت إلى بيانات رسمية أن السعودية أعدمت 198 شخصا منذ بداية العام 2024، في أكبر عدد من الإعدامات المنفذة في عام واحد منذ أكثر من 30 عاما. وكان العدد 196 إعداما في 2022 و192 إعداما في 1995، بحسب منظمة العفو الدولية ومقرها في لندن التي بدأت توثيق أحكام الإعدام في السعودية في العام 1990.

وتواصلت عمليات الإعدام بوتيرة سريعة ووصلت الأحد إلى 274 هذا العام.

وتتعارض الزيادة الكبيرة في أعداد الإعدامات مع تصريحات بن سلمان الذي قال في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" في 2022، إنّ الرياض تخلصت من عقوبة الإعدام باستثناء حالات القتل، أو عندما يهدّد شخص ما حياة الكثير من الأشخاص.

وقالت جيد بسيوني، رئيسة قسم الدفاع عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة "ريبريف" لحقوق الإنسان المناهضة لعقوبة الإعدام، إنها "أزمة إعدام غير مسبوقة في المملكة العربية السعودية"، مقدّرة أن العدد الإجمالي لعمليات الإعدام من المتوقع أن يتجاوز 300 هذا العام.

ومن بين الأجانب الذين أعدموا منذ بداية العام، 21 باكستانيا و20 يمنيا و14 سوريا و10 نيجيريين وتسعة مصريين وثمانية أردنيين وسبعة إثيوبيين. كما أعدم سودانيون وهنود وأفغان وسريلانكي وإريتري وفليبيني.

ومن بين هؤلاء، 69 أُعدموا بتهمة تهريب المخدرات.

واستؤنف في نهاية العام 2022 تطبيق أحكام الإعدام في حق مدانين بجرائم مخدرات في السعودية مع إعدام 19 شخصا في شهر واحد، بعدما توقّف تنفيذ العقوبة لحوالى ثلاث سنوات.

وأشار حجي إلى أن الأجانب "يتعرضون في كثير من الأحيان للاستغلال من كبار تجار المخدرات"، مضيفا أنهم "يتعرّضون لانتهاكات كثيرة في ما يخص حقوق الإنسان، منذ توقيفهم وحتى إعدامهم".