أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، عن رفض بلاده فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية المحتلة، وندد بانتهاكات إسرائيل المتواصلة في سوريا.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك خلال كلمته بجلسة خاصة لفعاليات القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، بشأن تطورات الأوضاع في فلسطين ولبنان، التي تستضيفها القاهرة.

وتضم مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية مصر وتركيا ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش.

وأكد السيسي رفض القاهرة "لأي تصورات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء من خلال التهجير، أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس".

وذكر أن "ما حدث منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023/ بدء الحرب الإسرائيلية) تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية".

وأضاف: "تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين 45 ألف شهيد غالبيتهم من السيدات والأطفال، وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دوليين لقوا حتفهم أثناء تأدية عملهم، وتم تدمير أكثر من 70 بالمئة من البنية التحتية في غزة".

وشدد الرئيس المصري على "محورية دور وكالة (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "حق العودة للشعب الفلسطيني لن يسقط بالتقادم".

وأكد "ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ورفع العوائق الإسرائيلية أمام وقف الحرب".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

لبنان وسورية

وفي ما يتعلق بلبنان، أكد السيسي "أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار في لبنان"، مشددا على ضرورة "تمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل البلاد".

وأشار إلى أن القاهرة حرصت "منذ وقوع العدوان (الإسرائيلي) على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبناني الشقيق".

في السياق، قال الرئيس المصري في كلمته، إن "الأحداث الجارية في المنطقة أضحت خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية المعايير وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها، وتهميش لقواعد القانون الدولي".

وفي الشأن السوري، أكد السيسي أن "سورية تشهد انتهاكا صارخا لسيادتها مع استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي السورية مؤخرا، وشن اعتداءات على الأراضي السورية، وإعلانها من طرف واحد إلغاء اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974".

وأعرب عن "إدانة مصر بأشد العبارات تلك الممارسات، مؤكدة دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها".

وأشار إلى "دعم القاهرة لكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة في سورية، بمشاركة الشعب السوري بكل مكوناته وشرائحه، بدون إملاءات وتدخلات خارجية".

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وعلى إثر ذلك زعمت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات مع سورية، واحتلت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، كما استغلت هذه التطورات وشنت مئات الغارات الجوية دمرت خلالها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سورية.

ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود وقف هشّ لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، وارتكبت تل أبيب 249 خرقا له حتى الأربعاء، ما أسفر عن 30 شهيدا و37 جريحا، وفق إحصائية للأناضول.

وأسفر العدوان الإسرائيلي عن 4 آلاف و61 شهيدا و16 ألفا و662 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية.