رصدت عدسة الأناضول فرعًا من أفرع مخابرات نظام الأسد المخلوع في كفر سوسة بدمشق حيث تقع مباني الوزارات والدوائر الرسميّة الأخرى.
وتحت المباني الّتي تبدو مثل أيّ مبنى حكوميّ من الخارج، ثمّة زنزانات لا يحتجز فيها السوريّون فقط، بل يحتجز أيضًا معتقلون من دول أخرى.
وفي الطابق الأرضيّ حيث كان يداوم ضبّاط الأسد، يمكن رؤية هويّات لسوريّين وصور شخصيّة وسجلّات محفوظة وهويّات من جنسيّات مختلفة، وحتّى "بطاقة المواصلات" الّتي كان يستخدمها لاجئ سوريّ في تركيّا.
ومع الانتقال إلى الطابق تحت الأرض، يمكن رؤية زنزانات على أرضيّتها الحجريّة أغطية رقيقة كان يستخدمها المعتقلون. وعلى الجدران رسومات وكتابات تبدو وكأنّها الوسيلة الوحيدة الّتي كان المعتقلون يتمسّكون بها بالحياة، ومن الممكن العثور على كتابات بلغات مختلفة مثل الإنجليزيّة والروسيّة والتركيّة.
ويبدو أنّ السجناء كتبوا على الجدران أسماء وأدعية وأشعارًا وكلمات وأغاني بالصابون الأخضر وأقلام الرصاص.
وحسب شهادات بعض من السوريّين، كان يمكث في هذه الزنزانات المعتقلون قبل إعدامهم.
ومن اللافت أنّ المراحيض في فرع الاعتقال تحوّلت إلى زنزانات منفردة لا تليق بكرامة الإنسان.
أمّا الغرف الّتي يستجوب فيها السجناء فتشبه الزنزانات، ولا يزال أنبوب بلاستيكيّ صلب يعتقد أنّه استخدم في التعذيب موجودًا في إحدى غرف الاستجواب.
وفوق زنزانات التعذيب في مركز المخابرات بدمشق، يوجد مبنى متعدّد الطوابق، حيث كانت تجري فيه الإجراءات الرسميّة.
وقال شهود إنّ جنود نظام الأسد أشعلوا النار في بعض الأرشيفات الموجودة في المركز قبل مغادرتهم.
جدير بالذكر أنّ السوريّين ما زالوا يحتفلون في ساحات المدن في جميع أنحاء البلاد بالإطاحة بنظام البعث الّذي دام 61 عامًا في 8 كانون الأوّل/ ديسمبر.