ادعى مسؤول كبير سابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، أن التخطيط لهجمات أجهزة النداء "البيجر" في لبنان التي استهدفت عناصر حزب الله في أيلول/ سبتمبر الماضي، "استغرق أكثر من عقد من الزمن".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقال المسؤول السابق في "الموساد" لقناة "سي بي إس" عن استخدام أجهزة "البيجر"، التي تُعدّ تقنية قديمة، لتنفيذ العملية: "الاختيار كان مدروسًا بعناية".

وذكر أن "هذا أحد المخاطر التي ترافق أي عملية، عندما هجرت معظم الجهات هذه التقنية، كنا نعلم أن من بقي يعتمد عليها هم الأكثر تورطًا، وهم عناصر حزب الله".

أمام أحد المشافي في بيروت، عقب نقل مصابين بتفجيرات البيجر إليه (Getty Images)

وأضاف أن "العملية استغرقت أكثر من عقد من التخطيط، وشملت بناء ثقة مع العميل المستهدف، وتطوير التكنولوجيا، والحفاظ على الوضع القائم لدى العدو دون إثارة الشكوك"، دون مزيد من التفاصيل.

ووفقا له، "استغرق التحضير للعملية عشر سنوات، وكان توقيتها النهائيّ مثاليًا".

وادعى المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق أن "العملية أحدثت تحوّلًا كبيرًا في الساحة الشمالية (الحدود بين إسرائيل ولبنان)، حيث بدأت ضد حزب الله، لكنها امتدت لتؤثر على سورية وإيران والمحور الشيعي بشكل عام".

وقال إن "ما يميز هذه العملية عن غيرها، هو استهداف العناصر البشرية بشكل مباشر، على عكس العمليات التي تركز عادةً على أهداف عسكرية، مثل الأنفاق والصواريخ".

ورأى أن "هذه العملية غيّرت قواعد اللعبة. استهداف العناصر البشرية المؤثرة قلل من عدد المشغلين والقادة، مما خلق عنق زجاجة في عمليات (حزب الله)".

وعدّ مسؤول الموساد السابق أن "العملية لم تكن فقط ضربة تقنية، بل إستراتيجية، أضعفت القدرات البشرية لحزب الله بشكل كبير".

وفي يومي 17 و18 أيلول/ سبتمبر الماضي، شهد لبنان موجتين من التفجيرات المتزامنة، استهدفت الآلاف من أجهزة الاتصال المحمولة، وأبرزها "البيجر" التي يستخدمها عناصر "حزب الله" وجهات أخرى، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى.

جهاز بيجر عقب انفجاره (Getty Images)

ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود وقف هشّ لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و61 شهيدا و16 ألفا و656 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.