قال مصدران إسرائيليان مطلعان على عمل فريق المفاوضات والجهات في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الضالعة في محادثات تبادل الأسرى مع حركة حماس، إن الهوة بين حركة حماس وحكومة بنيامين نتنياهو لا تزال "واسعة وعميقة".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، مشيرة إلى اتساع الفجوة بين الجانبين في عدد من القضايا رغم حالة التفاؤل التي بثها الجانب الإسرائيلي مؤخرا وحديث قادة في حماس عن ارتفاع فرص التوصل إلى صفقة.
وفي ما يتعلق بالمرحلة الأولى من الصفقة التي تسمى بالمرحلة "الإنسانية"، والتي كان يبدو أنه تم التوصل إلى تفاهمات حول معظم تفاصيلها خلال الأشهر الماضية، يتضح، وفقا للصحيفة، أنه "لم يتم الاتفاق على أي شيء تقريبًا"، وأن المحادثات لا تزال عالقة.
ونقلت الصحيفة عن "مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة" (لم تسمه) قوله إن "إسرائيل تحاول مجددا إتمام صفقة جزئية تشمل عددًا محدودًا من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين تشمل وقف إطلاق نار لأسابيع قليلة، وربما قليلة جدًا".
وذكرت الصحيفة أن حكومة نتنياهو تسعى لإبرام صفقة على غرار جميع الصفقات التي أبرمتها إسرائيل لتبادل الأسرى خلال الخمسين عامًا الماضية - "أسرى مقابل أسرى" في عملية "سريعة نسبيًا"، وتهدف إلى تنفيذها قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأفادت بأن إسرائيل تهدف إلى "تأجيل النقاشات المركزية التي تبدو حاليًا غير قابلة للحل، إلى المرحلة التالية"؛ ولفتت الصحيفة إلى تحذيرات صادرة عن الدول الوسيطة وكبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية: "صفقة كهذه قد تعرض حياة سائر الرهائن إلى خطر أشد".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع أنه "يجب أن يكون واضحًا للجمهور ولعائلات الرهائن أنه عندما نتحدث الآن عن صفقة، فهي صفقة صغيرة جدًا ومحدودة بهدف تحقيق شيء ما،؛ ليست صفقة شاملة، ولا مرحلة واحدة من عدة مراحل مخطط لها".
وأشار المسؤول إلى أن صفقة كهذه قد تفتح الباب أمام المزيد من الصفقات المستقبلية، "لكن قد يحدث العكس كذلك، ولدى معظمنا، يبدو أن الاحتمال الأكبر هو أن الصفقة الصغيرة، إذا تم التوصل إليها، ستكون الوحيدة لفترة طويلة جدًا، يستبعد أن يبقى من نحررهم".
وقال مصدر رفيع في الدول الوسيطة: "كل ما عليك فعله هو الاستماع إلى خطب قادة إسرائيل من جانب، ورؤساء حماس من الجانب الآخر. في إسرائيل يقولون: سنعود إلى القتال بالتأكيد، وفي حماس يقولون إنهم مستعدون للمرونة في الجدول الزمني".
وتابع "بمعنى أن حماس لا تهتم كم عدد القوات التي ستنسحب وفي أي يوم، لكنها لن تقبل بصفقة إذا لم تكن شاملة، حتى لو كانت على مراحل، تتضمن تفاصيل واضحة تشمل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو غالبيته، وإنهاء الحرب، والإفراج الشامل عن الأسرى".
ولفتت الصحيفة إلى "توافق واسع" في أوساط كبار المسؤولين والمفاوضين والجهات الاستخباراتية المعنية بجمع معلومات عن الأسرى في غزة٬ على أنه "من الأفضل السعي فوريًا إلى صفقة شاملة، ‘الجميع مقابل الجميع‘، حتى لو شمل ذلك إنهاء الحرب على صعيد الإعلان".
ويعتبر المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه "لن تكون هناك مشكلة للعودة إلى القتال في غزة في حال انتهاك حماس للاتفاق"، وقال مسؤول رفيع إنه إذا تم التوصل إلى صفقة على عدة مراحل، "لن ينفذ منها إلى مرحلة واحدة".
وقال مسؤول رفيع إنه "حتى في حال التوصل إلى صفقة جزئية، سيتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من غزة، ومن المحتمل أن يكون من الصعب على إسرائيل العودة إلى القتال وستقلص وجودها في الميدان. وبالنتجية سيقل الضغط على حماس التي ستمتنع عن تقديم تنازلات".
وذكرت الصحيفة أن جزءا من الأزمة يكمن في القيود التي تفرضها القيادة السياسية في إسراشيل على فريق المفاوضات، بحيث يصر نتنياهو على التوصل إلى صفقة متعددة المراحل مع الامتناع عن مناقشة الجزء الحاسم فيها الذي يتضمن الانسحاب وإنهاء الحرب.
ولفت التقرير إلى أن نتنياهو يصر على عدم مناقشة هذه الملفات المصيرية بالنسبة لحركة حماس إلا في منتصف المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة، وبالتالي سيكون بإمكانه أن يقول لشركائه في اليمين المتطرف إنه "لم يكن ينوي المضي إلى ما بعد المرحلة الأولى".
وأفاد التقرير بأنه بأن المفاوضات تعطلت لفترات طويلة بسبب الطلب الإسرائيلي للحصول على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء، رغم تأكيد حركة حماس على أن الوضع في قطاع غزة لا يسمح بذلك، وأنها تحتاج إلى أسبوع من وقف إطلاق النار لجمع البيانات.
وبحسب الصحيفة، فإن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية يعتبرون أن عودة الحكومة الإسرائيلية لإصرارها السابق على الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء هي "محاولة لعرقلة المفاوضات في النقطة التي كان فيها الطرفان أقرب من أي وقت مضى" للاتفاق.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن "التغير في الظروف الإقليمية قد خلق رغبة غير عادية لدى حماس للتوصل إلى تسوية. وعلى هذا الأساس ساد التفاؤل الذي خيّم في الأروقة لفترة قصيرة. ولكن في المفاوضات نفسها، أصبح من الواضح أن المحادثات عالقة في نفس النقطة".