أكّدت ليلى سويف والدة الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتّاح، الثلاثاء أنّها ستواصل إضرابها عن الطعام الّذي بدأته قبل مئة يوم، إلى حين إفراج السلطات في القاهرة عن نجلها.

ودعت سويف، وهي مدرسة رياضيّات تبلغ من العمر 68 عامًا، الحكومة البريطانيّة لبذل مزيد من الجهود لضمان الإفراج عن ابنها المعارض الّذي قضى الجزء الأكبر من العقد الماضي خلف القضبان.

وقالت سويف لوكالة فرانس برس "كنت أعرف من اليوم الأوّل حين أخذت القرار (بالإضراب عن الطعام)، أنّه إمّا علاء يطّلع (يخرج من السجن) أو أنا سأقع (تنهار صحّيًّا بسبب هذه الخطوة)".

وأضافت "أنا أخذت القرار بوعي عندما أدركت أنّ الحكومتين لن تتحرّكا إلا متى حصلت أزمة، فأنا قرّرت أن أثير الأزمة، وأنا لا أعتزم أن أرفع ضغط هذه الأزمة إلّا متى خرج علاء" من السجن.

وأكّدت سويف أنّها لا تتناول سوى القهوة السوداء والشاي بالأعشاب وأملاح معالجة الجفاف والفيتامينات.

وعلى رغم أنّ صحّتها ما زالت تسعفها، تخشى سويف ألّا يمرّ وقت طويل قبل أن "أنهار، أو أدخل المستشفى أو أموت"، آملة في ألّا يحصل ذلك "قبل أن يخرج خالد (من السجن) ويسمح له أن يسافر ليكون قرب ابنه خالد" الّذي ولد عام 2011، بينما كان علاء قيد الاحتجاز.

وبدأت سويف إضرابها عن الطعام في 29 أيلول/سبتمبر، يوم كان من المفترض أن يتمّ الإفراج عن ابنها بعدما أنهى مدّة عقوبته البالغة خمس سنوات بتهمة "نشر معلومات كاذبة" من خلال مشاركة منشور على فيسبوك عن التعذيب في السجون المصريّة.

لكن لم يفرج عنه وعلّمت عائلته بأنّ العامين اللّذين قضاهما معتقلًا قبل المحاكمة لم يحتسبا كجزء من مدّة عقوبته. وما زال عبد الفتّاح، وهو مبرمج كمبيوتر وكاتب، في السجن مذاك.

وقالت سويف إنّها تدرك أنّ "الأمر ليس عبارة عن صبر لعامين"، موضّحة "الحقيقة هي أنّه إذا لم يخرج علاء الآن، لن يخرج على الإطلاق"، وستجد السلطات موجبات لإبقائه خلف القضبان، في إشارة إلى ما اصطلحت منظّمات حقوقيّة على تسميتها "سياسة الباب الدوار"، إذ تقوم السلطات بتوجيه اتّهامات جديدة للموقوفين عوضًا عن الإفراج عنهم بنهاية مدّة محكوميّتهم.

وأعرب سياسيّون ومشاهير ومجموعات حقوقيّة بينها "مراسلون بلا حدود" عن دعمهم لعبد الفتّاح. وقالت "مراسلون بلا حدود" الثلاثاء إنّه يتعيّن "الإفراج الفوريّ" عنه.

وأفادت مديرة المنظّمة في المملكة المتّحدة فيونا أوبراين في بيان "لا ينبغي أن تجد أيّ أمّ نفسها في وضع تشعر معه أن لا حلّ لديها سوى تعريض حياتها للخطر".

وأضافت أنّ "مرور مئة يوم يمثّل إدانة صادمة لبريطانيا إثر فشلها في الدفاع عن مواطنها".

وتنظّم سويف وابنتاها وقفات احتجاجيّة أسبوعيّة تقريبًا خارج مقرّ الخارجيّة البريطانيّة في لندن منذ شهور للضغط على الوزير ديفيد لامي للتدخّل.

واجتمع لامي مع سويف في تشرين الثاني/نوفمبر بعدما خضع لمساءلة في البرلمان عن موقف الحكومة حيال قضيّة عبد الفتّاح، في ظلّ اتّهام لندن بمنح الأولويّة للتجارة والعلاقات الدبلوماسيّة مع القاهرة.

وكان عبد الفتّاح البالغ 43 عامًا من أبرز الشخصيّات الّتي شاركت في انتفاضة 2011 الّتي أنهت ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك.

وبقي معارضًا في السنوات الّتي تلت إذ احتجّ على الحملة الأمنيّة الّتي تنفّذها الحكومة وتفيد مجموعات حقوقيّة بأنّها أدّت لسجن عشرات الآلاف.

وسعت القاهرة في السنوات الأخيرة لتحسين صورتها من الناحية الحقوقيّة فأفرجت عن مئات السجناء السياسيّين. لكنّ مجموعات حقوقيّة تشير إلى أنّه تمّ توقيف ثلاثة أضعاف هؤلاء في الفترة ذاتها.