أكدت دول عربية، الأحد، مواصلة دعمها لدمشق في مواجهة تحديات ما بعد نظام بشار الأسد، الذي أطاحت به فصائل سورية في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الاتصال العربي بشأن سورية على مستوى وزراء الخارجية بالرياض، برئاسة نظيرهم السعودي فيصل بن فرحان، والذي ناقش مستجدات الأوضاع بسورية، وسبل دعم الشعب السوري".

وعقد هذا الاجتماع في وقت يسعى رئيس الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع، الذي سيطرت قواته مع فصائل معارضة مسلحة على دمشق وأطاحت حكم الأسد الشهر الماضي، إلى تخفيف العقوبات عن البلاد. ويشارك وزير خارجية الإدارة الجديدة أسعد الشيباني في محادثات الدوحة.

وشارك في الاجتماع 11 دولة هي السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن وسورية والعراق وسلطنة عمان وقطر والكويت ولبنان، وفق بيان للخارجية السعودية.

(Getty Images)

كما شارك كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليجة، جاسم البديوي.

دعم ومساندة

وشدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي على "وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة"، حسب بيان للخارجية المصرية.

ودعا عبد العاطي إلى أن "تعكس العملية السياسية الشاملة التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سورية، وأن تكون سورية مصدر استقرار بالمنطقة".

وأكد "أهمية تعاون كافة الأطراف الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، وبحيث لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضي السورية، بما قد يمثل تهديدا أو استفزازا لأي من دول المنطقة".

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته، "دور الدوحة في الدعم الكامل لوحدة الشعب السوري الشقيق".

وشدد على مساندة الشعب السوري "في هذه المرحلة المهمة لإعادة بناء وطنه ووحده أراضيه"، وفق بيان للخارجية القطرية.

(Getty Images)

كما أكد وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان "أهمية تلاحم الشعب السوري بكافة أطيافه لبناء سورية موحدة ومستقرة، وآمنة لا إرهاب فيها، ولا إقصاء"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وقال نظيره العماني بدر البوسعيدي، إن "هذا الاجتماع يعكس الروح الإيجابية للتعاون الجماعي والمسؤولية المشتركة في دعم سورية وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة"، وفق بيان للخارجية العمانية.

استكمال لاجتماع العقبة

وفي وقت سابق الأحد، أفادت قناة "الإخبارية" السعودية بانطلاق الاجتماع الوزاري العربي بشأن سورية، و"انضمام وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى اجتماع لجنة الاتصال العربي الموسع بشأن سورية".

وعقب الاجتماع، عقد اجتماع آخر عربي دولي بحضور وزراء خارجية سورية وتركيا والدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، والعراق ولبنان والأردن ومصر وبريطانيا وألمانيا، فيما شاركت الولايات المتحدة وإيطاليا على مستوى نائب وزير الخارجية.

(Getty Images)

ويضم مجلس التعاون الخليجي 6 دول هي السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين.

وعقب الاجتماع الثاني، ذكرت قناة "الإخبارية" أن "اجتماعات الرياض شهدت الحديث عن رفع العقوبات الدولية عن سورية ودعمها إنسانيا وجدولة إعادة إعمارها".

وتعد اجتماعات الرياض أول اجتماعات عربية دولية يشارك فيها وزير خارجية الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني.

وتمثل هذه الاجتماعات استكمالا لمسار اجتماعات العقبة بشأن سورية والتي عقدت بالأردن في 14 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

وأكدت اجتماعات العقبة دعم الشعب السوري لإعادة بناء وطنه على الأسس التي تحفظ أمنه واستقراره وسيادته ووحدته، وتلبي حقوق شعبه في حياة آمنة وحرة ومستقرة وكريمة على أرضه.

(Getty Images)

وفي الشهر الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وبتكليف من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تدير حكومة برئاسة محمد البشير مرحلة انتقالية بدأت في اليوم التالي للإطاحة بنظام بشار.

السعودية تدعو إلى رفع العقوبات الدولية عن سورية

ودعت السعودية إلى رفع العقوبات عن سورية، في ختام الاجتماع الذي ضمّ وزراء خارجية ودبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا.

وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان "أكدت أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سورية".

وحذر بأن "استمرارها سيعرقل طموحات الشعب السوري الشقيق في تحقيق التنمية وإعادة البناء".

وقال بن فرحان بعد الاجتماع، الأحد "أكدنا أهمية الاستمرار في تقديم مختلف أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية، وتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين".

الاتحاد الأوروبي: تخفيف العقوبات عن سورية على جدول أعمالنا

من جانبها، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن تخفيف العقوبات عن سورية، مدرج على جدول أعمال الاتحاد.

جاء ذلك في منشور عبر منصة "إكس"، الأحد، بشأن مشاركتها في اجتماع عربي دولي موسع في الرياض بشأن سورية.

وأشارت كالاس إلى أن "هناك أمل وثمة تحديات في سوريةا".

ولفتت إلى أنها ستتبادل وجهات النظر مع وزراء خارجية دول الخليج والشرق الأوسط وأوروبا في اجتماع الرياض.

وأضافت "سننظر في كيفية تخفيف العقوبات، ولكن بعد ذلك، يجب تحقيق تقدم ملموس في عملية الانتقال السياسي التي تعكس سورية بكل تنوعها".

وأكدت سعي الاتحاد الأوروبي للمساعدة في هذه العملية الانتقالية.

أما وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، فقالت للصحافيين في الرياض، إن حكومتها تريد "نهجا ذكيا" للعقوبات، من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات إلى السوريين.

وأوضحت أن "العقوبات المفروضة على أتباع الأسد الذين ارتكبوا جرائم خطرة خلال الحرب الأهلية يجب أن تظل قائمة".

وقالت إن "السوريين يحتاجون الآن إلى عائد سريع من انتقال السلطة"، مضيفة أن ألمانيا ستقدم 50 مليون يورو أخرى "للأغذية والمأوى الطارئ والرعاية الطبية".

اقرأ/ي أيضًا | مباحثات دولية بالسعودية حول العملية الانتقالية بسورية