مع قرب موعد الانتخابات التشريعية في ألمانيا، يأمل اليمين المتطرف، الذي يحقق تقدمًا في استطلاعات الرأي، والمدعوم من الملياردير إيلون ماسك، تعزيز زخمه، مستلهمًا نجاحات "حزب الحرية"، الذي يوشك على الوصول إلى السلطة في النمسا المجاورة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقالت بياتريكس فون ستورش، إحدى نواب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، على هامش مؤتمر ينتهي، الأحد، في ريزا، في ساكسونيا: "رأينا ما أصبح ممكنًا فجأة في النمسا، دعونا ننتظر لنرى ماذا سيحدث هنا".

ويخوض حزب الحرية النمسوي، برئاسة اليميني المتطرف هربرت كيكل، مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة مع المحافظين من حزب الشعب النمسوي، بعدما حل حزبه في المركز الأول في الانتخابات التشريعية نهاية أيلول/ سبتمبر، حاصدًا 29 في المئة من الأصوات.

ويأتي "البديل من أجل ألمانيا" في المرتبة الثانية في استطلاعات نوايا التصويت في الانتخابات المزمع تنظيمها في 23 شباط/فبراير، مواصلًا تقدّمه، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "إنسا" ونشرته صحيفة بيلد السبت، منحه 22 بالمئة من نوايا التصويت، في نسبة أدنى من المحافظين (30 بالمئة)، لكنها أعلى من الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشار الألماني أولاف شولتس، الذي حصد 16 بالمئة.

واختار "البديل من أجل ألمانيا" زعيمته أليس فايدل (45 عامًا) مرشّحة لمنصب المستشار، في حين تُعتبر حظوظه بتولي السلطة معدومة حاليًا، إذ لا يرغب أي تشكيل آخر بمشاركته الحكم.

وأدى "البديل من أجل ألمانيا" دور المعارض لفترة طويلة، بهدف جذب منتقدي السلطات، لكنه يعبّر حاليًا عن طموحات في الوصول إلى الحكم في برلين.

ويراهن قادة الحزب على أن تحفظات الأحزاب الأخرى سوف تتلاشى في نهاية المطاف، ويعوّلون أيضًا على عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية، آملين أن يتمكن برنامجه القريب من برنامج "البديل من أجل ألمانيا" في عدة نقاط، من منحهم شرعية إضافية.

وقالت النائبة عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، والقادمة من مدينة دورين في غرب البلاد، جيزيلا إليوت، على هامش مؤتمر ريزا: "رأيتم ما يحدث في النمسا... يجب أن ننتظر نتائج المفاوضات"، ولكن "أرى بالفعل تطورًا إيجابيًا، لا يمكننا أن نتجاهل إرادة الناخبين إلى الأبد".

وكتبت صحيفة "سودوتشيه زيتونغ" اليومية الألمانية، ذات التوجه اليساري الوسطي: "إذا أردنا أن نفهم حزب البديل من أجل ألمانيا، علينا أن ننظر إلى ما يحدث في فيينا، لأن هذا ما تفعله أليس فايدل أيضًا، فاليمين المتطرف في ألمانيا يراقب باهتمام كيف يتقدّم هربرت كيكل، كاسرًا الحواجز التي وضعتها الأحزاب التقليدية منذ فترة طويلة في مواجهة حزب الحرية النمسوي".

وتبدو نقاط الالتقاء في برنامجي الحزبين الألماني والنمسوي عديدة، من مناهضة المهاجرين بحزم، والمطالبة بـ"ترحيل" الأجانب غير المرغوب بهم، إلى تأييد التقارب مع الكرملين والعداء للاتحاد الأوروبي.

وأقر "البديل من أجل ألمانيا" في مؤتمره هذا الأسبوع برنامجًا يدعو إلى العودة إلى "أوروبا الأوطان"، مع خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي وتخلّيها عن اليورو.

ويثير هربرت كيكل قلق سائر بقية أطياف الطبقة السياسية في بلاده، رغم حصوله على تأييد شعبي.

ويريد كيكل أن يُطلق عليه لقب "مستشار الشعب"، مثل أدولف هتلر، الذي وُلد في النمسا، رغم أنه ينفي أي ارتباط له بالنازية.

وفي ألمانيا، يضم حزب "البديل من أجل ألمانيا" تيارًا قوميًا، بقيادة بيورن هوكه، الذي يُتهم باستمرار بالارتباط تاريخيًا بالرايخ الثالث والقرب من النازيين الجدد. ودين هوكه قضائيًا لاستخدامه شعارًا نازيًا خلال تجمعات انتخابية.

وكتبت صحيفة "دير ستاندارد" النمسوية، في عددها الأحد: "إن العالم السياسي الألماني يتابع من كثب المفاوضات بين حزب الحرية وحزب الشعب" في النمسا، ولا سيما أليس فايدل "التي جذبتها نجاحات الأخ النمسوي".

ولفتت الصحيفة إلى أن "حقيقة أن المستشارية اقتربت بخطوات كبيرة" من هربرت كيكل تمنح الأمل لفايدل "التي تقول إن في ألمانيا أيضًا، سوف تسقط الحواجز المقامة في وجه حزب البديل من أجل ألمانيا قريبًا".