تدخل مفاوضات صفقة الأسرى ساعاتها المصيرية، وسط تسريبات إسرائيلية تكشف عن بنود الاتفاق، الذي تشمل المرحلة الأولى منه الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا، بينهم نساء وأطفال وجرحى، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفقًا لآلية محددة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ويشمل الاتفاق ترتيبات أمنية على محاور رئيسية بما في ذلك "نيتساريم" و"فيلادلفيا" وضخ مساعدات إنسانية كبيرة إلى قطاع غزة، فيما يستمر تواجد قوات الاحتلال في مواقع محددة، مع فتح المجال لمفاوضات لاحقة للإفراج عن بقية الأسرى في مرحلة ثانية.
جاء ذلك في ظل التقارير عن الدخول في المراحل النهائية لإتمام صفقة تبادل أسرى، وسط أنباء عن تسليم حركة حماس ردها الأخير للوسطاء دون أي ملاحظات على مسودة الاتفاق المقترح.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن هناك أغلبية في حكومة بنيامين نتنياهو تتيح المصادقة على الصفقة، رغم معارضة وزيري المالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو يعتزم عرض مقترح الصفقة يوم غد، الثلاثاء، لمصادقة الحكومة، فيما تعهد زعيم المعارضة، يائير لبيد، بتوفير شبكة أمان للحكومة لإتمام الصفقة.
وقالت القناة إن نتنياهو عقد مساء اليوم، مداولات مع قادة الأجهزة الأمنية تتعلق بالتطورات الأخيرة التي طرأت على مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بنود مسودة الاتفاق المرتقب التي سربها الجانب الإسرائيلي:
كشفت مصادر سياسية إسرائيلية تفاصيل مسودة الاتفاق المتبلور مع حركة حماس، قائلة "نحن في مراحل متقدمة، وهناك تقدم في جميع مكونات صيغة الاتفاق".
وادعت المصادر أنه "تم خلق ظروف مثالية لإتمام صفقة لم يكن بالإمكان تحقيقها من قبل". وفيما يلي البنود الرئيسية للاتفاق وفق المصادر الإسرائيلية:
1) المرحلة الأولى: "الإنسانية"
2) استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية:
3) الإفراج عن الأسرى:
4) الوضع العسكري على الأرض:
5) الإجراءات الأمنية في ممر "فيلادلفيا":
6) الترتيبات الأمنية شمالي قطاع غزة:
7) الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين:
8) المساعدات الإنسانية:
9) احتفاظ إسرائيل بأوراق تفاوضية:
وشددت المصادر السياسية الإسرائيلية على أن إسرائيل ستحتفظ "بأوراق مهمة" للتفاوض المستقبلي، بما في ذلك سيطرتها على مواقع جغرافية وأسرى فلسطينيين لن يتم إطلاق سراحهم إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
ومساء اليوم، نقل "التلفزيون العربي" عن مصادر مطلعة في حركة حماس أن "هناك صيغة اتفاق شامل بشأن غزة تتضمن جميع الملفات بانتظار الرد الإسرائيلي عليها الليلة".
وأفادت مصادر مطلعة تحدثت لـ"التلفزيون العربي" بأن "حماس وافقت على المسودة النهائية للصفقة والإعلان سيتم فور ورود الموافقة الإسرائيلية".
وأعلنت إدارة الأسرى والمفقودين التابعة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أنها مستعدة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى.
وأكدت أنها أجرت في الأسابيع الأخيرة عدة تدريبات تحضيرية بمشاركة الوزارات الحكومية والجهات المهنية المعنية، لضمان جاهزيتها لاستقبال "الأسرى العائدين وعائلاتهم".
وجاء في البيان الصادر عن إدارة الأسرى والمفقودين التابعة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أنها "جاهزة بشكل روتيني لأي صفقة".
وأوضحت أنه "خلال الأسابيع الأخيرة، أجرت عدة تدريبات استعدادًا لمختلف السيناريوهات، بمشاركة الوزارات والجهات المعنية، للتأكد من الاستعداد للتعامل مع الأسرى العائدين".
وأضافت "نطلب من وسائل الإعلام والجمهور احترام خصوصية العائلات في هذا الوقت الحساس". وقالت إنها "على تواصل مستمر مع العائلات لتزويدهم بمستجدات المفاوضات".
وأفادت تقارير إسرائيلية، في وقت سابق اليوم، بأن وزارة القضاء الإسرائيلية وضعت قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل.
فيما ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية أن "الجيش الإسرائيلي ناقش مع وزارة الصحة الاستعدادات لاستقبال الأسرى المحتجزين في غزة فور الإفراج عنهم".
وفي وقت سابق اليوم، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع على أقرب تقدير.
وشدد على أن الإدارة الأميركية تعمل على ذلك؛ وبين سوليفان أنه لا توجد ضمانات على موافقة الطرفين على هذا الاتفاق.
وأضاف "نحاول أن تكون لدينا جبهة موحدة ورسالة منسقة مع فريق إدارة دونالد ترامب بشأن قضية غزة"، مضيفًا أن إدارة جو بايدن تتواصل مع فريق الرئيس المنتخب.
يأتي ذلك بعدما أفاد مسؤول مطلع على مفاوضات الدوحة اليوم، بأن قطر سلمت إسرائيل وحماس "مسودة نهائية" لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بهدف إنهاء الحرب في غزة.
وأضاف أن انفراجة تحققت في الدوحة، بعد منتصف الليل، بعد محادثات بين رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبين مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
أمير قطر يعزز جهود الوساطة
واستقبل أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وفد حركة حماس المفاوض برئاسة خليل الحية، لمناقشة آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جرى خلال اللقاء استعراض "مستجدات المفاوضات الرامية إلى تحقيق هدنة طويلة الأمد"، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الديوان الأميري القطري.
كما استقبل أمير قطر مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والمنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك.
وذكر الديوان الأميري القطري أن "اللقاء تناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى مستجدات مفاوضات التهدئة في غزة".
كما تلقى أمير قطر اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأميركي، جو بايدن، جرى خلاله مناقشة جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب في غزة والتطورات الإقليمية والدولية.
وأعلن البيت الأبيض أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر، لمناقشة المفاوضات الجارية في الدوحة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وذكر البيت الأبيض أن الاتفاق الذي يجري مناقشته يستند إلى المخطط التي أعلنه الرئيس الأميركي في 27 أيار/ مايو 2024، وحظي بتأييد مجلس الأمن الدولي بالإجماع.
وأعرب بايدن عن شكره للأمير تميم على قيادته وجهوده، مشيدًا بالدور الوسيط لرئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال العملية.
وشدد الاثنان على "الحاجة الملحة لتنفيذ الاتفاق لإعادة الأسرى إلى عائلاتهم وتقديم الإغاثة العاجلة لسكان غزة عبر زيادة المساعدات الإنسانية، كما نص عليه الاتفاق".
وأكد الجانبان التزامهما بالتنسيق الوثيق في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات.