اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وأجرى محادثات متكررة مع الوفد الإسرائيلي المفاوض المتواجد في الدوحة، في وقت تشير التقارير إلى أن المفاوضات الجارية لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى مراحلها النهائية، وستتواصل خلال ساعات الليل.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وبينما تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الوسطاء يمارسون ضغوطًا على حركة حماس لتقديم ردها النهائي على الاتفاق المقترح، تطالب الحركة بالحصول على خرائط انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع؛ فيما تشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن توقيع الاتفاق سيتم خلال ساعات أو يومين على الأكثر، على أن يبدأ تنفيذه صباح يوم الأحد المقبل.
وفي هذا السياق، عقد نتنياهو مداولات أمنية في وتيرة مكثفة مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حول الاتفاق المحتمل لتبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع استمرار محادثاته مع الفريق المفاوض المتواجد في العاصمة القطرية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
نتنياهو يتلقى تحديثًا من الموساد: توقعات بإبرام صفقة الأسرى خلال ساعات
وأجرى نتنياهو عدة محادثات مع رئيس الموساد، دافيد برنياع، المتواجد حاليًا في الدوحة حيث يقود الوفد الإسرائيلي المفاوض، ليطلع على آخر التطورات؛ فيما زعم مسؤول إسرائيلي رفيع أن حماس لم تقدم ردها النهائي على مسودة الاتفاق المقترح.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد أطلع نتنياهو على النقاط التي تم الاتفاق عليها، وتلك التي لا تزال عالقة؛ وقالت القناة 12 إنه لم يتم الاتفاق بعد بين إسرائيل وحماس على ترتيب مراحل تنفيذ الصفقة، باستثناء الأيام السبعة الأولى.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الثلاثاء، أن الوسطاء أبلغوا إسرائيل بوجود تأخير في رد حماس على مسودة الاتفاق؛ وأشارت إلى أن الوسطاء أكدوا أنهم يمارسون ضغوطًا كبيرة على الحركة لتقديم رد في أقرب وقت ممكن، على الرغم من هذا التأخير.
"رد حماس قد يصل في أي لحظة"
وأفادت القناة نقلا عن مصادر مطلعة بأن "رد حماس قد يصل في أي لحظة، حيث وصلت المفاوضات إلى مراحلها النهائية"؛ فيما ذكرت القناة 12 أنه من المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة، أو في غضون يومين كحد أقصى. وأضافت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن تنفيذ وقف إطلاق النار سيبدأ صباح يوم الأحد المقبل.
وبحسب القناة 12، فإن التقديرات الإسرائيلية "تشير إلى إمكانية إبرام الاتفاق خلال الـ24 ساعة القادمة"، فيما تستعد رئاسة الحكومة لدعوة فورية لانعقاد المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) والحكومة. وأضافت أنه "في حال توقيع الاتفاق خلال اليومين المقبلين، من المتوقع أن تبدأ أولى عمليات الإفراج عن الأسرى يوم الأحد".
ستتيح الحكومة الإسرائيلية مهلة تمتد لـ48 ساعة للمعترضين على الاتفاق لتقديم التماسات قضائية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، وذلك قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ وبعد مصادقة الكابينيت والحكومة عليه عقب توقيعه في الدوحة مع الوسطاء.
"حماس لم تسلم ردها لأن إسرائيل لم تسلم خرائط انسحاب القوات"
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، لا تزال المداولات مستمرة بين الوسطاء والمسؤولين الإسرائيليين وقيادة حركة حماس بشأن الصياغة النهائية للاتفاق، وأشارت إلى أن إحدى العقبات تتعلق بخريطة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال تنفيذ الاتفاق.
وأكد مصدر في حماس أن الحركة لم تقدم ردها على اتفاق الأسرى حتى الآن، بسبب عدم تسلمها خرائط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والتي يفترض أن تسلمها تل أبيب إلى الوسطاء، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، مساء الثلاثاء.
وأضاف المصدر "هذه الخرائط تشمل الانسحاب من محور ‘نيتساريم‘، وذلك لتأمين عودة النازحين إلى بيوتهم وكذلك الانسحاب من محور ‘فيلادلفيا‘ على الحدود مع مصر وأيضا الانسحاب من جباليا في شمال قطاع غزة ورفح جنوبي القطاع".
"المفاوضات مستمرة بوتيرة مكثفة وتتواصل خلال ساعات الليل"
أبلغت إدارة الأسرى والمفقودين التابعة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية عائلات الأسرى، مساء الثلاثاء، بأن المشاورات وتقييمات الوضع مستمرة على مدار الساعات الأخيرة في مكتب نتنياهو. وأشارت إلى أن الاجتماعات تترافق مع عمل تكاملي لتحليل ومتابعة مسار المفاوضات.
وذكرت الإدارة أن نتنياهو عقد، خلال الساعات الماضية، جلسة لتقييم الوضع بمشاركة وزير الأمن، يسرائيل كاتس، وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية وفريق التفاوض المتواجد حاليًا في الدوحة، وذلك في رسالة وجهتها لعائلات الأسرى المحتجزين في غزة.
وشددت الإدارة على أن المفاوضات جارية بوتيرة مكثفة، وتركز على مناقشة التفاصيل التي تحتاج إلى توافق نهائي لإتمام الصفقة، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات ستستمر خلال ساعات الليل.
عائلات الأسرى لنتنياهو: "لا صفقة بدون ضمان عودة الجميع"
وخلال اللقاء الذي عقد في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس، طالبت عائلات الأسرى بإبرام اتفاق يضمن الإفراج عن كافة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وبجدول زمني واضح ومحدد لذلك. واعتبر ممثلو العائلات بعد الاجتماع أن هذه "ساعات حاسمة".
وقالت العائلات إن "الوقت ينفد، ونحن أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لاتفاق"، مشددة على ضرورة بدء التفاوض مع حركة حماس في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول المرحلة الثانية من الاتفاق المرتقب، وعدم الانتظار لليوم الـ16 من دخول المرحلة الأولى حيّز التنفيذ.
وأضافت العائلات أن نتنياهو أكد أن المفاوضات تهدف لإتمام صفقة شاملة تشمل جميع الأسرى، لكنهم أعربوا عن قلقهم من اقتصار التفاهمات على المرحلة الأولى من الصفقة. وقالوا: "نطالب باستمرارية بين مراحل الصفقة".
وشددوا على ضرورة "بدء تنفيذ المرحلة الثانية فور انتهاء المرحلة الأولى"، وكذلك على ضرورة تواصل تنفيذ الصفقة "دون توقف حتى الإفراج عن آخر أسير. لا يمكن أن يُترك أي أسير خلف الخطوط في أي ظرف".
كما شددت العائلات، في مؤتمر صحافي عقد عقب الاجتماع بنتنياهو، على رفضها لفكرة "الدفعة الإنسانية" من الأسرى، وقالت "جميع الأسرى إنسانيون، ونتنياهو وافق على ذلك، وأكد التزامه بإعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء لإعادة تأهيلهم أو جثامينهم لدفنهم".
وقالت العائلات "لا نكتفي بالتصريحات، بل سنقيم التزام رئيس الحكومة بناءً على الأفعال".
وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء، قال شارون شرعبي، شقيق أسيرين في غزة، إن هذه "ساعات مصيرية". وأوضح أن نتنياهو أكد أن المفاوضات تشمل الجميع، لكنه شدد على ضرورة الاتفاق على جميع المراحل مسبقًا.
وأضاف "لا يجب الانتظار حتى اليوم الـ16 للبدء بمناقشة المراحل اللاحقة، فكل لحظة مهمة". كما دعا إلى الوحدة الداخلية في إسرائيل وعدم إصدار تصريحات تؤدي إلى الانقسام، وقال "علينا التركيز على هدف واحد وهو إعادة جميع الأسرى".
بدورها، قالت ليشي ميران لافي، زوجة أسير في غزة، إن اللقاء لم يكن سهلاً، مشددة على أن العائلات لن تتوقف حتى إطلاق سراح جميع الأسرى. وأضافت "سنظل نطالب بأن تشمل الصفقة الحالية الجميع، وليس في المستقبل، فالوقت ليس في صالحنا".
بدوره قال غيل ديكمان، قريب أسيرة في غزة، إن العائلات تفهمت خلال الاجتماع أن "المرحلة الأولى من الصفقة هي الوحيدة التي تم الاتفاق عليها". وأعرب عن قلقه قائلاً: "من غير المقبول عدم وجود اتفاق يضمن عودة جميع الأسرى".