أعلنت السلطات الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، عن اعتقال الرئيس المعزول، يون سوك يول، في لحظة تاريخية تشهدها البلاد.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ودخل الرئيس الكوري الجنوبي المعزول مقر هيئة التحقيق في سيول، بعد أن اعتقل صباح الأربعاء تنفيذا لمذكرة توقيف صدرت بحقه في قضية محاولته الفاشلة قبل شهر ونصف فرض الأحكام العرفية في البلاد.
وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس يون يتم اقتياده من مقر إقامته الرسمي المحصن بشدة في وسط سيول، ضمن موكب أمني إلى مقر هيئة التحقيق بفساد كبار المسؤولين، بعد أن أعلن فريق مشترك من المحقّقين والشرطة أنّهم نفّذوا مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه.
وبذلك أصبح يون أول رئيس في تاريخ البلاد يتم توقيفه أثناء وجوده في السلطة.
وفي رسالة مصورة نشرت بعد توقيفه، أعلن يون أنه وافق على الرضوخ لأوامر قوات الأمن "حقنا للدماء" على الرغم من أنه يعتبر هذا التحقيق غير قانوني.
وقال الرئيس المعزول "لقد قررت الرد على مكتب التحقيق بقضايا الفساد"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لا يعترف بشرعية التحقيق، لكنه يخضع له "من أجل تجنّب أي إراقة مؤسفة للدماء".
وكانت هيئة التحقيق قالت إن "مقر التحقيقات المشترك نفذ مذكرة توقيف بحقّ الرئيس يون سوك-يول اليوم الأربعاء".
وبذلك يكون المحققون قد نجحوا في هذه المحاولة الثانية لتوقيف الرئيس المعزول بعدما فشلت محاولة أولى لتوقيفه قاموا بها في 3 كانون الثاني/يناير، لكن الحرس الرئاسي منعهم من دخول مقر الإقامة الرئاسي.
وقبيل بدء مداهمتهم مقر إقامة يون، حذر المحققون من أنهم سيعتقلون أيّ شخص يحاول منعهم من تنفيذ مهمتهم.
ونجحت هذه المحاولة الثانية بعدما تخللها عراك بالأيدي ومناورات قام بها المحققون لدخول المقر الرسمي الحصين.
وبحسب وكالة يونهاب للأنباء، فإن "المحققين دخلوا مقر الرئاسة باستخدام سلالم" واخترقوا "حاجزا ثانيا"، فيما أظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيونية دخول المحققين إلى المجمع الرئاسي.
وكانت يونهاب أفادت قبل ذلك بقليل أن عراكا اندلع لدى محاولة المحققين دخول مقر الإقامة الرئاسي.
وقالت الوكالة إن "المحققين انخرطوا في اشتباك جسدي أثناء محاولتهم دخول مقر الرئاسة بالقوة"، تنفيذا لأمر قضائي جديد بتوقيف يون.
ولم توضح يونهاب الفريق الذي تعارك معه المحققون أثناء محاولتهم اقتحام المجمع.
من جهتهم، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع أنهم شاهدوا لكمات تتطاير بين الجانبين من كل حدب وصوب.
وفور توقيف يون قال حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية إن هذه "أول خطوة" نحو استعادة النظام الديموقراطي.
وقال بارك تشان-داي زعيم الحزب الديموقراطي خلال اجتماع لكتلته النيابية إنّ "اعتقال يون سوك-يول هو الخطوة الأولى نحو عودة النظام الدستوري والديموقراطية وسيادة القانون".
اقرأ/ي أيضًا | المحكمة تنظر في قضية عزل الرئيس الكوري الجنوبي