تزايدت الأحاديث حول تماسك المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الصمود، حيث أوضح رئيس مجلس الأمن القومي السابق، اللواء احتياط غيورا آيلاند، أن الأهداف التي تم تحديدها لم تتحقق، مشيراً إلى أن حماس لا تزال تُظهر قوة وثباتاً كبيرين. وعليه تعكس هذه الحقائق أن الضغوط العسكرية التي كثفتها إسرائيل وتغنى بها نتنياهو لم تستطع تغيير المعادلة القائمة، مما يستوجب إعادة تقييم الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية برمتها، على حد تعبيره.
في المقابل، أكدت أصوات من مختلف الأطراف على عدم تحقيق أهداف الحرب التي أعلنتها إسرائيل في بدايتها. في هذا السياق علق حاييم رامون، الوزير الأسبق، بالقول: "لقد فشل الجيش والحكومة في تحقيق الهدف الرئيسي للحرب". كما كتب عدد من جنود الاحتياط رسالة تعبر عن استيائهم من القرارات المتخذة، مؤكدين أنهم لن يشاركوا مجدداً في حروب تُهدر دماءهم بلا هدف. من جانبه، علق يوسي يهوشوع، المحلل العسكري، قائلاً: "لا حاجة لتجميل الواقع؛ الاتفاق سيئ لإسرائيل، لكنها لا تملك خياراً آخر سوى قبوله."
الجنرال يسرائيل زيف كان الأوضح في قوله: "حماس لا تزال واقفة على قدميها، وبعد 16 شهراً من الحرب، لم يتمكن الجيش من تفكيك ذراعها العسكري، ليس هذا فحسب حماس استطاعت إعادة بناء نفسها بهيكلية جديدة، مكنتها من السيطرة المدنية أيضاً". وصرح يائير لبيد أنه كان بالإمكان الوصول إلى هذا الاتفاق المعروض اليوم في منتصف العام السابق، مما كان سيوفر الفرصة لمنع قتل الجنود والعديد من المخطوفين. وأضاف: "لمدة عام كنت أقول لكم إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق لأسباب سياسية، وها هو بن غفير يؤكد أنه منع أي اتفاق طوال العام الماضي."
على الصعيد الدولي، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن قلقه من "تمكن حماس تجنيد مقاتلين جدد بقدر ما فقدت."
خلاصة القول:
يجمع عدد من الخبراء والمعلقين الإسرائيليين على أنه بعد 16 شهراً من الحرب الضارية، تبين أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تفكيك الذراع العسكري لحركة حماس ولا القضاء على سيطرتها المدنية، بل أكثر من ذلك، استطاعت المقاومة الفلسطينية إعادة تنظيم وهندسة هرميتها القتالية بما يتناسب ومتغيرات الميدان العسكرية، مما مكنها من تجنيد مقاتلين جدد بنفس من فقدتهم، على حد تعبير وزير الخارجية الأميركي بلينكن.
اقرأ/ي أيضًا | إسرائيل برؤية عام 2035