يعيش رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حالة من التوتر والغضب تجاه وزير الأمن القومي ورئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، في ظل تصاعد الخلافات بينهما، والتي بلغت ذروتها قبل أسبوعين عندما اضطر نتنياهو لمغادرة المستشفى للتصويت على قوانين الميزانية بسبب تهديدات بن غفير.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وذكرت صحيفة "معاريف"، اليوم الخميس، أن نتنياهو، الغاضب من بن غفير وفي ذات الوقت يخشى تأثيره، يعمل على إستراتيجيات للحد قوته السياسية داخل الحكومة. وأفادت نقلا عن مصادر في حزب "الليكود" بأن خططًا لدفع أعضاء من حزب "عوتسما يهوديت" إلى الانشقاق وإضعاف بن غفير سياسيًا قد بدأت تتبلور، لكنها لا تزال قيد الدراسة، ولم تدخل حيّز التنفيذ.
وتشمل الخطط استقطاب أعضاء كنيست من حزب "عوتسما يهوديت"، مثل عضو الكنيست ألموغ كوهين الذي سبق وأعلن انفصاله عن مجموعات الحزب وتربط التقارير بينه وبين انضمام وشيك إلى حزب الليكود بعد أن صوت لصالح الائتلاف خلافا لرغبة بن غفير؛ وكذلك عضو الكنيست تسفيكا فوغل الذي يُعتقد أن استمالته قد تؤدي إلى انشقاق داخل الحزب.
ويهدف هذا التحرك إلى تقسيم كتلة "عوتسما يهوديت" البرلمانية إلى كتلتين، مما قد يضعف بن غفير برلمانيًا عبر تقليص تمثيله من 6 مقاعد إلى 4 فقط؛ علما بأن انقسام كتلة برلمانية يتيح للفصيل المنقسم خيار الانضمام إلى حزب قائم، على عكس استقالة عضو الكنيست من حزبه,
ونقلت الصحيفة عن مصدر في "الليكود" أن هذه الخطة تستند إلى تجربة مشابهة نفذها نتنياهو في عهد حكومة بينيت - لبيد، عندما نجح في إقناع عيدييت سيلمان وعمحاي شيكلي بالانشقاق عن حزب رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت؛ وأفاد المصدر بأن نتنياهو يسعى لإضعاف بن غفير وإبعاده عن الساحة السياسية في الانتخابات القادمة.
ووفقا للتقرير، فإن تنفيذ هذه الخطة لن يحدث في الوقت الحالي، بل سيتم تفعيلها فقط عند اقتراب موعد الانتخابات أو في حالة استقالة بن غفير من الحكومة بشكل فعلي. لكن "الليكود" يدرك أن هذه الخطوة تحمل مخاطر، حيث قد تؤدي إلى تعزيز بن غفير على المدى البعيد، رغم تقليص قوته على المدى القريب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك من يحذر في "الليكود" من تأثير مثل هذه الخطوة على الناخبين في معسكر اليمين، حيث يُعتبر تقسيم حزب شريك في الائتلاف خطوة حساسة لا يتم اتخاذها إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل اندلاع أزمة كبيرة تهدد الائتلاف. معتبرة أن التوترات بين نتنياهو وبن غفير لم تصل بعد إلى هذا المستوى.