يتعرض الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية للتعذيب للغاية، إلى جانب معاناة بعضهم سوء التغذية، وانتشار أمراض مختلفة بفعل الإهمال المقصود وعدم توفير أدوات ومواد التنظيف.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

تضاعفت الاعتداءات بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على الأسرى داخل السجون والمعتقلات، وتفتك بهم أمراض عدة منها الجرب، ويعانون آلاما شديدة دون توفير أي علاجات لهم، حيث أظهرت صور الأسرى الذين خرجوا من السجون أنهم خسروا على نحو ظاهر من أوزانهم؛ بسبب سياسات التجويع المتبعة ضدهم.

استُشهد منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قرابة 55 أسيرًا ومعتقلاً فلسطينيًا، إذ إن العدد هو فقط للأسرى المعلومة هوياتهم، وفقًا لهيئة الأسرى ونادي الأسير.

الأسير المحرر أشرف أبو علي (45 عامًا) من مدينة قلنسوة في مناطق الـ48 خسر 35 كيلوغرامًا من وزنه بفعل التجويع الذي تعرض له في سجنه 13 شهرًا خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة، وذلك بعد إدانته في محكمة إسرائيلية بـ"التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

جحيم على الأسرى

قال الأسير المحرر أشرف أبو علي لـ"عرب 48" إنه "بدايةً ما نقوله وما نتمناه أن تنطفئ نار هذه الحرب قبل كل شيء، وثانيًا أن يكون الله بعون أخوتنا الأسرى الذين تركناهم في السجون، وذلك بسبب شدة وصعوبة ظروف المعتقل في هذه الفترة، حيث إنها فترة مختلفة عن باقي الفترات، والأسرى في السجون في أسوأ الفترات التي تمر عليهم في الأسر".

وعن ظروف الأسرى في السجون، أوضح أنه "حقيقةً هذه الفترة توصف بكلمة جحيم، حيث إنني لم أكن أوجَد في سجن، بل وُجدت في جحيم أو مسلخ، فترة من أصعب الفترات التي عشتها في حياتي، إذ إنني سجنت قبل ذلك عدة مرات، ولكن السجون لم تكن بهذا الشكل والظروف والمعاملة".

التضامن مع أهالي غزة ضاعف التعذيب

حول معاملة الأسرى الفلسطينيين من مناطق الـ، قال أبو علي إن "التعامل مع الأسرى الأمنيين الفلسطينيين من الداخل كان صعباً وسيئا جدًا، وتحديدًا لكوننا من أراضي الـ48، إذ اعتبرنا السجانون خونة، لا بل أننا اقترفنا أعلى درجات الخيانة، وبالتالي كان العقاب أشد وأصعب مقارنة بالأسرى الآخرين، وذلك لأننا نتعاطف ونتضامن مع الأهل في الضفة والقدس وغزة، ونعيش داخل إسرائيل".

وعن أساليب التعذيب التي يتعرض لها الأسرى، أكد أبو علي أن "أنواع التعذيب والإهانة تعددت وتنوعت، السجانات يشتمن أمامنا الذات الإلهية والدين والرسول محمد، بالإضافة إلى شتم الأمهات والأخوات والعائلات".

A post shared by موقع عرب ٤٨ (@arab48web)

ولفت إلى أنه "على سبيل المثال لا الحصر، كانوا يبلغون أسيرا أنه ستعقد جلسة محكمة أو له لقاء مع محاميه، وبالتالي يخرجون الأسير من الغرفة الساعة الخامسة فجرًا، وينقلونه لمكان آخر، ويتركونه حتى السادسة مساءً، وفي النهاية يتبين أنه كذب، ولا يكون لقاء أو جلسة محكمة، وقد فعلوا ذلك فقط من أجل إخراج الأسير والاستفراد به لتعذيبه وإهانته، حيث كان يُسحب الأسير بطريقة مهينة جدًا، ويبقى طوال الفترة مقيدا ورأسه نحو الأرض بشكل مذل، على مدار ساعات متواصلة".

وأشار إلى أن "التعذيب لا يقتصر على الضرب فقط، إنما هناك استخدام لأساليب تعذيب جسدية قاسية ووحشية، لا يقبلها أي عقل بشري، إضافة إلى العزل الانفرادي والشتائم.. إنهم يتلذذون بتعذيب الأسرى بدافع الانتقام".

الأسرى منقطعون عن العالم الخارجي

عن معرفة الأسرى بما يحصل خارج جدران السجون، قال أبو علي إن "الأسرى لا يعرفون شيئا عما يحدث، لا يمتلكون مذياعا أو تلفازا أو أي وسيلة أخرى تنقل لهم الأخبار والمعلومات من خارج السجن، والطريقة الوحيدة التي يحصل من خلالها الأسرى على المعلومات هي عند إحضار أسير جديد حيث يخبرهم بما يحصل خارج السجن".

وشدد أن "حلم الأسرى التخفيف من معاناتهم جراء التعذيب والتجويع والضرب والعزل، وأن يوفروا لهم ظروفا أفضل وتزويدهم، ولو بالقليل من الخبز والأرز والطعام الجيد في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها في السجون".

وختم الأسير المحرر أبو علي حديثه بالقول إن "نحو 10 أسرى على الأقل يتكدسون في كل غرفة، يوفرون لهم زجاجتي ماء فقط، والاستحمام مرة خلال الشهر، وعلى الأسرى الاستحمام خلال أقل من ساعة واحدة، كل هذا يحدث متجاهلين أن بعض الأسرى يعانون أمراضا معدية وأخرى تهدد حياتهم".

اقرأ/ي أيضًا | أشرف أبو علي من قلنسوة حرًّا بعد اعتقاله 13 شهرًا... "ولدت من جديد"