تعاني المدارس الأهلية العربية في حيفا، منذ أعوام، انعدام الميزانيات وعدم تقديم أية دعم لها، ما يوسّع الفجوة التمييز بين المدارس العربية واليهودية، في تجلٍّ واضح لسياسات التفرقة العنصرية.
وكان رئيس كتلة تجمّع حيفا، شربل دكور، وقيادات محلية، قد عارضوا ميزانية بلدية حيفا للعام 2025، بعد أن قرر رئيس البلدية، يونا ياهف، ورئيسة اللجنة المالية، صوفي ناقاش، حرمان المدارس الأهلية والرسمية العربية من الميزانيات البلدية اللازمة والكافية.
في حيفا 7 مدارس أهلية عربية تضم 70% من الطلبة العرب في حيفا، بالإضافة لـ6 مدارس رسمية، تنال جزءاً من الميزانيات المخصصة لها، وفي كثير من الأحيان تقتطع الميزانيات المخصصة لها كاملة.
قال رئيس كتلة تجمّع حيفا وعضو بلدية حيفا، شربل دكور، لـ"عرب 48" إن "ميزانية بلدية حيفا للعام 2025 مجحفة بحق المجتمع العربي في المدينة، سواء في الميزانية العامة أو ميزانية التطوير، فضلا عن موضوع التعليم الذي كان أساس تصويتنا ضد الميزانية".
وأكمل دكور أن "هناك 13 مدرسة عربية أهلية ورسمية في حيفا، 7 مدارس منها أهلية لا تتلقى أية دعم من البلدية، و6 مدارس رسمية تتلقى دعما غير كاف، فضلا عما حصل مثلا مع مدرسة حوار الرسمية التي تلقت ميزانية تطويرية بمبلغ 7 ملايين شيكل خلال العام 2022، لاحقا سحبت البلدية هذه الميزانية ووجهتها لمشاريع أخرى. مطالبنا المزيد من الميزانيات، وليس حرمان مدارسنا منها، هذا أمر غير مقبول بتاتا".
وختم دكور حديثه بالقول إنه "نعمل دائما ضد التفرقة العنصرية في الميزانيات ومجالات عدة. عملنا اليوم يصب في إطار محاولات تقليص الفجوات بين المدارس العربية واليهودية، الفجوات شاسعة، وسياسات البلدية مستمرة في توسيع هذه الفجوات".
وعن نظرة أهالي الطلاب لقضية الميزانيات، قالت زهافا ناصيف، وهي من أولياء أمور الطلاب، لـ"عرب 48" إن "الدعم المادي من البلدية للمدارس الأهلية سينعكس علينا إيجابا كأهالي طلاب، لأن مصاريف المدارس تثقل الأعباء على كاهل الأهالي بشكل كبير، ولدى الأهالي تطلعات بأن تقدم تخفيضات على الرحلات والكتب وحواسيب الطلبة".
وتابعت أن "كافة الأهالي يعملون في وظيفة أو اثنتين لسد احتياجات الأبناء في المدارس، والوضع صعب للغاية لمن لديه أكثر من ابن في المدرسة. كون المدارس أهلية لا يمنع أن تتلقى دعما من البلدية".
وقال ربيع ديب، أحد أولياء أمور الطلاب، لـ"عرب 48" إن "الوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ في البلاد، وبات الأهالي يقضون يومهم في العمل كي يوفروا حياة كريمة لعائلاتهم. لا يُعقل أن يبقى حال المدارس على ما هو عليه الآن".
وأكد ديب أنه "يجب أن تتلقى المدارس العربية دعما مماثلا لما تتلقاه المدارس اليهودية في المدينة، وعندما يتوفر هذا الدعم ستتعدد الفرص لتطوير الطلبة العرب بشكل أكبر وناجع أكثر. العنصرية في تقسيم الميزانيات واضحة، ليس فقط في مجال التعليم، بل في غالبية المجالات الحياتية في المدينة".
اقرأ/ي أيضًا | تجمع حيفا يصوّت ضد ميزانية البلدية للعام 2025 بسبب ضرب التعليم العربي
اقرأ/ي أيضًا | التماس ضد بلدية حيفا ووزارة المعارف للحد من "التمييز والعنصرية تجاه الأطفال والأهالي العرب"