مرت الأيام الأخيرة ثقيلة على الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية حيث لم يعلمن أنهن على موعد مع الحرية حتى قبيل ساعات من الإفراج عنهن ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
فقبل أسبوع من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، عزلت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية الأسيرات عن العالم الخارجي، وقطعت عنهن الأخبار.
"شتان بين تعامل المقاومة والإسرائيلي"
الأسيرة المحررة، رغد عمرو (23 عامًا)، وهي من بلدة دورا جنوبي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وكان اعتقالها إداريًا، أي دون توجيه تهمة، وقضت 5 شهور في السجون الإسرائيلية، قارنت بين ما عاشته الأسيرات في السجون الإسرائيلية ومشاهد معاملة الفصائل الفلسطينية في غزة للأسيرات الإسرائيليات.
تقول رغد، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، إنه "قالوا لي إن المقاومة قدمت للأسيرات هدايا، بينما نحن تم جرنا من شعورنا وبعضنا من حجابها وغيره الكثير".
ظروف صعبة للغاية
"لا يوجد شيء يمكن أن يكون جيدًا في السجن، الأكل لا يوجد أسوأ منه كمًا ونوعًا، ونوعية وطريقة التعامل صعبة للغاية "، تقول الأسيرة المحررة، ثم تكمل وتقول "ربي يكون مع مَن كان عونًا لنا ونصرًا لنا، ويذل كل مَن كان سببًا في ذلنا".
كما جددت تأكيد ما كشف به العديد من الأسرى المحررين، وهيئات قانونية، فلسطينية وأممية، تعنى بشؤون المعتقلين في السجون الإسرائيلية، من أن "ظروف السجن صعبة للغاية؛ تفاجأنا بالعدد الكبير من الأسيرات، وسوء التعامل معهن، اللبس والضرب والقمع ولا شيء يمكن أن أقول إنه جيد".
"كل يوم نتعرض للتفتيش، وكل أسبوع عملية اقتحام"
الأسيرة الشابة المحررة، أوضحت أن الأسيرات تعرضن أيضَا للتنكيل والضرب والإهانات، وجرهن من شعورهن، في الساعات الأخيرة قبيل الإفراج عنهن من سجون إسرائيل ليلة الأحد/ الإثنين.
في المقابل، أطلقت حركة "حماس" سراح 3 أسيرات "مدنيات" إسرائيليات من قطاع غزة كن في حالة صحية جيدة، ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل و"منحتهن هدايا تذكارية".
تفتيش وضرب وإهانات
توضح رغد قائلة إنه "صباح يوم الإفراج دخل مدير السجن، وقال لا يوجد أي إفراجات خلال الـ14 يومًا"، ثم "عند الظهر دخل نائبه بأسلوب همجي وتعامل سيئ، وبدأ يقول "لا تجربوني، ممنوع ارتداء أي ملابس شرعية، وبدأت عمليات التفتيش والضرب والإهانات، وتحقيق لساعات".
وتابعت: "انتقلنا بعدها في باصات النقل، (البوسطة)، والتي استمرت 4 ساعات، وهي عبارة عن قفص حديدي، وهو أسوأ ما مرَّ علينا.. وتم تشغيل المكيفات (الباردة).. ثم وصلنا سجن عوفر، وفتحت أبواب الباصات ووجدنا سجانات يمسكن الأسيرات من شعورهن، وسط صراخ ومُنعنا من رفع الرأس"، أضافت رغد.
وأفادت بأن القوات الإسرائيلية زجت بالأسيرات في "ساحة من الحجارة والحصى، تُركنا فيها لساعات".
كما تم تشغل شاشة كبيرة، "وعُرضت علينا فيديوهات تهديد وأخرى تشويه للمقاومة، بعد ذلك تم جلب مجموعة من الأسرى الأطفال كانوا بحالة مزرية للغاية".
واستطردت: "تعرضنا للضرب والإهانة، ثم نُقلنا إلى كرفانات وهناك أيضا تعرضنا للتهديد والوعيد، ومن ثم رجعت نفس القصة تفتيش شبه عاري وضرب وإهانات".
يذكر، في السياق، أنه من المقرر أن تطلق "حماس" في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرًا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريًا (مقابل 50 أسيرًا) أم "مدنيًا" (مقابل 30 أسيرًا).
وتحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليًا وجود نحو 96 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.