أوعزت حكومة بنيامين نتنياهو للجيش الإسرائيلي، بألّا ينسحب من القطاع الشرقيّ بجنوب لبنان، وذلك على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ينصّ على انسحاب إسرائيلي كامل خلال فترة 60 يوما، تنتهي بعد غدٍ، الأحد.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة ("كان 11")، اليوم الجمعة، مشيرة إلى أن "القيادة السياسية، وجهت مساء أمس الخميس، الجيش الإسرائيلي، بعدم الانسحاب في هذه المرحلة من القطاع الشرقيّ في جنوب لبنان".

كما يأتي ذلك فيما أكد حزب الله اللبناني، أمس الخميس، أن اقتراب فترة الـ60 يوما لانسحاب الجيش الإسرائيليّ، من جنوبيّ لبنان من ‏الانتهاء، "يُحتّم تنفيذا كاملا وشاملا، وفقا لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن ذلك يعني "دخول الاحتلال فصلا جديدا".

ولفتت "كان 11" إلى أن جيش الاحتلال، "بدأ في إعادة انتشاره في القطاع الغربي، وفقا للاتفاق الذي وقعه مع الحكومة اللبنانية".

وفي هذا الصدد، ذكرت هيئة البثّ أن الجيش الإسرائيلي "يعيد انتشاره في القطاع الغربي، وفق خطط معدة مسبقا، كما حصل في منطقتي الناقورة وطيرحرفا، بالتنسيق مع أميركا والجيش اللبناني، الذي بدأ بالانتشار في المنطقة".

وذكر التقرير أن الرسالة التي وصلت إلى كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيليّ، من المستوى السياسيّ، هي "أن إسرائيل تجري محادثات مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، للحصول على وقت إضافيّ حتى الانسحاب الكامل من لبنان"، مشيرا إلى أنها "فترة زمنية، تتراوح بين أيام وأسابيع".

ووفق التقرير، "يستعد الجيش الإسرائيلي لمحاولات حزب الله تقويض وقف إطلاق النار، نتيجة لبقائه في جنوب لبنان، وكذلك لمحاولات اللبنانيين العودة إلى القرى، حيث ستظل قواته موجودة"، علما بأن إسرائيل قد ارتكبت مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار.

ولفت التقرير إلى أن إسرائيل ترى أن قدرة الجيش اللبنانيّ على الانتشار بشكل فعّال في القطاع الشرقيّ بجنوب لبنان، وتدمير منشآت حزب الله التي تنتقل إليه من الجيش الإسرائيلي عبر الآلية الأميركية، لا تزال غير كافية.

ونقلت "كان 11" عن مصادر في الجيش الإسرائيليّ، قولها إنها تدرك أن الجيش اللبنانيّ، يعمل ويحاول فرض سيطرته في المنطقة، لكنه لا يزال يواجه تحديا من حزب الله، و"يحتاج إلى مزيد من الوقت، لتعزيز قوته".

هذا، وقال السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، إن إسرائيل تجري مداولات مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول تمديد احتلال الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وبحسب هرتسوغ، فإنه في الإدارة الأميركية يدركون الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، وقدر أنه سيتم التوصل إلى تفاهمات بهذا الخصوص.

وادعى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد 60 يوما "ليس محفورا في الصخر، وجرت صياغته بحيث تكون هناك ليونة معينة"، وأن هدف المداولات بين إسرائيل وإدارة ترامب هو "تمديد المدة المطلوبة كي يتمكن الجيش اللبناني فعلا من نشر قواته وتنفيذ غايته بموجب الاتفاق".