ينتظر الفلسطينيون في شمال قطاع غزة، بفارغ الصبر، عودة ذويهم الذين نزحوا قسرًا إلى جنوب القطاع، بفعل حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، على مدار أكثر من 15 شهرًا.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وعلى شارع الرشيد، وفي منطقة جنوب غرب مدينة غزة، قرب محور "نِتساريم" من الجهة الشمالية للقطاع، تجمع مئات الفلسطينيين الذين يترقبون لحظة لقاء أحبائهم الذين شردتهم الإبادة الإسرائيلية.

وعلى جنبات الطريق، عُلّقت لافتات ترحب بالقادمين من جنوب القطاع إلى شماله، ورفرفت الأعلام الفلسطينية في الأجواء.

في المقابل، على الجهة الأخرى من محور "نِتساريم" من الجهة الجنوبية بالقطاع، ينتظر عشرات الآلاف من النازحين العودة إلى ذويهم وأماكن سكنهم، في ظروف صعبة وغير إنسانية، حيث يعيشون في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية.

وعلى تلك الناحية، تفترش الأسر الأرض، في انتظار دخولهم إلى الجهة الشمالية، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور "نِتساريم".

شارع الرشيد، في منطقة جنوب غرب مدينة غزة، قرب محور "نِتساريم" من الجهة الشمالية للقطاع، آلاف الفلسطينون ينتظرون عودتهم لشمالي القطاع (Getty images)

وفي وقت سابق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين جنوب القطاع، ينتظرون فتح محور "نِتساريم"، للتمكن من العودة إلى مناطق سكنهم، وفق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تُتهم إسرائيل بالتهرب من الالتزام به.

واحتدمت خلال الساعات الماضية، قضية عودة الفلسطينيين النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد ربط تل أبيب السماح بعودتهم بالإفراج عن الأسيرة الإسرائيلية في قطاع غزة، أربيل يهود.

وخلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في محافظتي غزة والشمال، على التوجه نحو جنوب القطاع، وأقام حاجزًا في منطقة "نِتساريم" وسط القطاع، لمنعهم من العودة إلى مناطقهم بعد النزوح.

(Getty images)

وعلى ناصية الطريق على ساحل غزة، تقف بيسان رجب، إحدى الفتيات الفلسطينيات، تنتظر عائلتها للعودة، بعد فراق طال أكثر من 15 شهرًا.

قالت رجب، لمراسل الأناضول: "ننتظر أهلنا الذين نزحوا لجنوب القطاع خلال الإبادة".

وأضافت: "الاحتلال، حتى الآن، لم ينسحب، ونحن ما زلنا ننتظر أهلنا".

وتابعت بيسان، بصوت يغلب عليه الحزن: "شعوري صعب جدًا، نحن مشتاقون للغاية لأهلنا، وننتظر اللحظة التي نلتقي فيها على أحر من الجمر".

وأشارت بيسان إلى أن عائلتها في الجنوب، حيث عاشت ظروفًا صعبة خلال الحرب، من تعب وشعور بالفقد والبعد والحزن.

وقالت: "لكن اليوم، سوف نبكي دموع الفرح".

من جانبها، تقول الشابة سجى أبو فضى، للأناضول: "جئنا لاستقبال أهلنا الذين نزحوا إلى الجنوب، ونحن نستقبلهم بكل فرح وسعادة".

وأضافت: "عمي وعمتي وعائلتي نزحوا، ونحن ننتظرهم". أما إحدى الشابات فقالت: "نتواجد لاستقبال أهلي وإخوتي".

وأضافت: "جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن علينا حربًا نفسية، فهو لا يسمح لهم بالدخول".

وتابعت: "لكننا على يقين أننا سنتمكن من استقبالهم في شمال القطاع".

وربط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة إلى شمال القطاع، بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، وفق بيان صادر عن مكتبه، السبت.

ويكمن الخلاف الأساسي في تصنيف الأسيرة، فبينما تصر الفصائل الفلسطينية على أنها تُعد "عسكرية"، تصر إسرائيل على أنها "مدنية".

وفي 19 كانون الثاني/يناير الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.