طالبت سورية الأربعاء بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي توغّلت إليها في جنوب البلاد، خلال استقبالها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا؛ بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا" الأربعاء.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وأوردت "سانا" أن وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة التقيا وفدا أمميا ضمّ لاكروا الذي استهلّ زيارة إلى الشرق الأوسط السبت.
وأضافت أنه تمّ "خلال اللقاء التأكيد على أن سورية مستعدة للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة وتغطية مواقعها على الحدود" في جنوب البلاد "حسب تفويض عام 1974 بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية فورا".
وكانت قوات النظام السوري قد انسحبت بشكل غير منظم من مواقعها في جنوب البلاد حتى قبل وصول الفصائل إلى دمشق وهروب بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
وبعد ساعات من سقوط الأسد، أعلنت إسرائيل أن قواتها تقدمت إلى المنطقة العازلة حيث تنتشر قوات الأمم المتحدة بموجب اتفاق فضّ الاشتباك بين الطرفين إثر حرب العام 1973.
وتقع المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء الذي احتلته إسرائيل من الهضبة السورية عام 1967، وأعلنت ضمّه في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء إن الجيش الإسرائيلي سيظلّ "متمركزا" في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة "لفترة غير محددة"، مضيفا "لن نسمح للقوات المعادية بالتمركز... سنتحرك ضد أي تهديد".
وكان كاتس قد أوعز جيشه في كانون الأول/ديسمبر بـ"الاستعداد للبقاء" طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة بين سورية وإسرائيل.
وذكرت الأمم المتحدة أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة تشكل "انتهاكا" لاتفاق فض الاشتباك.
وكان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قد ندّد في كانون الأول/ديسمبر بتوغّل القوات الإسرائيلية، مع تأكيده أنّ الوضع الراهن "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
وقال إن "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سورية بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".
وكان مكتب لاكروا قد أعلن أن جولته ستشمل سورية وإسرائيل، وسيلتقي خلالها السلطات في البلدين ويزور "بعثتين لحفظ السلام تابعتين للأمم المتحدة". ومن المقرر أن "يمضي بعض الوقت مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، قبل أن يزور مقر هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في القدس".
وبعيد سقوط الأسد، نفّذت تل أبيب مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية تعود لنظام الأسد، مشيرة إلى أنها هدفت إلى "ضرب وتدمير القدرات الإستراتيجية التي تهدد دولة إسرائيل".